الباحث يحيى المحطوري يكتب عن :أساليب المنهجية القرآنية..( التقييم)

 

أساليب المنهجية القرآنية
التقييم..١..
يعتبر التقييم من المبادئ والأسس الهامة التي ركز عليها الشهيد القائد رضوان الله عليه في مشروعه ، وذلك لتربية الناس على التعامل الصحيح مع واقعهم ومع مجتمعهم المحيط بهم،
وكذلك لتربيتهم على الاستعداد للتقييم الإلهي الدائم والمستمر لهم في كل المراحل ، إنطلاقاً من قول الله تعالى:
عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
واستشعاراً للرقابة الإلهية، واستعداداً للحساب الأخروي الذي يأتي بغتة في أي لحظة.
وفي أهمية التقييم يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه :
التقييم من أهم الأعمال بالنسبة للناس بالنسبة لمن يعملون في الساحة، تقييم الواقع تقييم الوضع قضية هامة جداً. ليعرفوا كيف يتعاملون مع المجتمع هذا.
.
وقد أعطى الشهيد القائد للقرآن الكريم الأولوية المطلقة في تقييمه للأحداث بالاعتماد عليه ،
وقد أكد على ذلك في كثير من الدروس والمحاضرات ، ومما قاله في محاضرة الثقافة القرآنية عن موضوع التقييم:
يجب أن نرجع إلى القرآن الكريم فنستفيد منه كيف نكون حكماء في رؤيتنا ,
في تقييمنا لأنفسنا أولاً ,
في تقييمنا للآخرين من حولنا ,
وفي معرفتنا لما يدبره أعداؤنا , وفي معرفتنا لما هو الحل في مواجهة أعدائنا .
وقال
نحن يجب أن نفهم أنه يجب أن يكون عنواناً داخل في أعماق نفوسنا عنواناً أمامنا , أينما سرنا هو أن نتثقف بثقافة القرآن , أن نتعلم القرآن , نتدبره , نثق به, نتفهم آياته , ونتحرك في الناس على أساسه ,
نقيم الأحداث كلها من خلاله ,
نقيم الآخرين كلهم من خلاله ,
نقيم أنفسنا من خلاله ,
نقيم أنفسنا على أساس مقاييسه ,
وهكذا ,
ما لم فلو تعلمت ستين عاماً ستخرج في الأخير أضعف بكثير من أولياء الشيطان , ترى أولياء الشيطان فتخافهم أكثر مما تخاف الله , تغالط الله , ما هذا حاصل ؟.
وقال أيضا:
نحن يجب أن يكون همنا أن نتعلم القرآن الكريم ثقافتنا تكون ثقافة قرآنية , عنوان حركتنا ونحن نتعلم ونعلم ونحن نرشد ونحن في أي مجال من مجالات الثقافة أن ندور حول ثقافة القرآن الكريم .
فمن خلال الاهتمام بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوةً وتعلماً وروحية نمنح مقاييس قرآنية نستطيع من خلالها أن نفهم ما هي المواقف الصحيحة ومن الذي تعتبر مواقفه الصحيحة وحركته قرآنية , ومن الذي هو بعيد عن القرآن الكريم.
.
وفي سياق الحديث عن ضرورة تقييم الثقافة والرؤية والمنهجية على أساس القرآن الكريم ، لمراجعة التراث الإسلامي وتنقيته من الأخطاء التي أوصلت الأمة إلى واقعها السيء والمرير
يقول
أحياناً تأتي قائمة من الأشياء يرتبها بعض الناس وفي الأخير يقول لك: لا، نحن سائرون على هذه الطريقة،
في مواجهة أن تقول له: نعود إلى كتاب الله ونقيِّم أنفسنا ونقيِّم ما لدينا على أساس كتاب الله
يقول: أبداً نحن متمسكون بالسلف الصالح ونحن على ما عليه السلف الصالح،
وأولئك قالوا: نحن على ما عليه أهل البيت، وهذا هو تراث أهل البيت، وعلوم أهل البيت، وهكذا…
عندما تقول: يجب أن نرجع إلى كتاب الله ونعطيه أولوية مطلقة ونهتدي به، ونقيِّم ما لدينا على أساسه ونستفيد من هذه الأحداث التي نحن نعاصرها ونستفيد من التاريخ أيضاً، نعرف كيف كانت النتائج السيئة بسبب أن هذه بعيدة عن كتاب الله، هذه الأشياء التي نحن نتشبث بها.
وقد نبه على أن نقد وتقييم التراث والسابقين يأتي في سياق تقييم وضعية الأمة بشكل عام ، لمعرفة الخلل لا رغبة في الانتقاص من أحد ولا تعمدا للإساءة إلى أي طرف ، ولكن من ضرورة الواقع المعاصر الذي يحتاج إلى إصلاح ومراجعة فكرية وتاريخية عاجلة ومهمة ، بعيدا عن تقديس الأشخاص أو الانتماءات أو التعصب لفئة أو طائفة
حيث قال:
فعندما يقول البعض: بأنه لماذا نذكر الماضين؟
قلنا
نحن نذكر الماضين، ونحاول أن ننقد الوضعية بشكل عام، بشكل تقييم؛ لأن هذا واجبنا،
ويجب علينا جميعاً بأن نقيم وضعيتنا فننظر ما الذي أدى بالأمة هذه إلى أن تصل إلى ما وصلت إليه، سواءً من داخل أهل البيت، أو من غيرهم،
وفعلاً تناولنا هذا، ألم نتناوله من داخل أهل البيت، من الزيدية، والاثنا عشرية، وغيرهم، ومن داخل السنية، أنه قدم ضلال رهيب جداً أوصلنا إلى هذه الحالة.
يجب أن يعطى القرآن أولوية مطلقة،

 

.

أساليب المنهجية القرآنية..
التقييم..2..
وقد تحدث الشهيد القائد رضوان الله عليه على أهمية التقييم الإداري ، في أكثر من مقام ،
مؤكدا على ضرورة تقييم الواقع برؤية قرآنية ، بعيدا عن النظرة السطحية ،
وذلك لمعرفة مواطن الفشل والنجاح ودراسة ومعرفه الأسباب والخلفيات للأحداث للاستفادة منها في تقييم واقع الأمة ومراجعة الوضع العملي وإصلاح الأخطاء وتقويم الخلل ، وللاستفادة من الفرص بالشكل الصحيح .
ويقول مشددا على أهمية التقييم ودراسة الأداء العملي:
الأحداث مهمة جدًّا في غربلة النفوس، أعني مهمة حتى بالنسبة لك أنت شخصيًّا، بالنسبة لأي واحد منا؛
من خلال الأحداث قد يتلمس هو ما لديه من نقاط ضعف، ما لديه من رؤى قد تكون غير صحيحة، فيصلح نفسيته هو ويحاول أن يصحح وضعيته.
إضافة إلى تقييم الناس لبعضهم بعض،
تقييم المجتمع وغربلته من خلال الأحداث.
لأن ـ مستقبل الأمة ـ أي أمة تستفيد من الأحداث على هذا النحو، تكون خططًا قائمة على معرفة، خططاً واعية قائـمة على معرفة، تعرف أن هذا الإنسان كذا وهذا كذا وهذا كذا، وتلك القبيلة كذا وسكان تلك القرية كذا؛
وهكذا تستطيع أن تعرف فتكون خططك بالشكل الذي لا يكون فيها أخطاء متكررة.
.
وقد حرص كثيرا على التعريف بأهمية التقييم الإيمانية في تحقيق مصداقية الإنتماء للإسلام ، وكسب القرب من الله كعامل رئيسي للنجاح في مواجهة التحديات والأخطار،
وسعياً إلى الإرتقاء بالأداء العملي إلى مستوى العمل الصالح المقبول عند الله المتجرد من الغرور والآفات الخطيرة ،
واستشعاراً للتقصير وتجسيداً لواقع الربانيين في التقرب إلى الله والوصول إلى حالة التميز المنسجم مع الانتماء للمشروع القرآني
قال تعالى
وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
.
وقد ركز رضوان الله عليه .. على تربية الأمة على اصلاح الأخطاء والأستفادة منها حيث يقول:
«من يعملون، ويتجهون في سبيل الله بأعمالهم هم حتى ولو افترض الأمر أنهم أخطأوا في موقف معين، أو في يوم معين، أو في حركة معينة
فإنهم أيضاً من سيستفيدون من أخطائهم، لكن أولئك المقصرين هم عادة لا يستفيدون من أخطائهم؛ لأن المقصر هو من يضيع الفرص، ((وإضاعة الفرصة غصة)) كما قال الإمام علي (عليه السلام)، ((والفرصة تمر مر السحاب)) كما قال هو أيضاً.
المهملون، المتخاذلون، المقصرون هم عادة يفوتهم أن يتداركوا تقصيرهم في كثير من الحالات،
لكن من هم ينطلقون في الأعمال سيكتشفون أنهم أصابوا فيفرحوا، وقد يكتشفون أنهم أخطأوا في موقف معين، أو في قرار معين،
هم أيضاً من سيستفيدون من خطأهم، ما هي أسبابه؟ منشأوه؟ نتائجه؟
فيصححون وضعيتهم من جديد، يستفيدون من أخطائهم .. وهكذا المؤمنون يستفيدون حتى أيضاً من أعدائهم».
وفي مقام آخر
يتحدث عن ضرورة الانطلاق من الإيمان بتنزيه الله وتسبيحه وتقديسه في تقييمنا لواقعنا العملي ، حيث يقول:
«ففي مسيرة العمل، عندما يكون الموقف مع الله موقفا ثابتاً… تنزيهه، نزاهته لا يمكن أن يخلف وعده أبدًا، فمتى ما مر الناس بصعوبة ما رجعوا إلى أنفسهم، وإلى واقع الحياة: ربما خطأ حصل من عندنا ونحن نرتب المسألة على هذا النحو،
وربما خطأ حصل من عندنا أنه ضعفت ثقتنا بالله عندما رأينا أنفسنا كثيراً. كما حصل في يوم حنين
{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}؛
لأنهم رأوا أنفسهم كثيراً وكانوا ما يزالون بعد نشوة النصر بعد فتح مكة فاتجهوا لقتال هوازن، وبعض القُبُل الأخرى، فقال البعض: [لن نهزم اليوم من قلة] رأى جموعاً كثيرة، لن نهزم اليوم من قلة، وعندما يكون هذا الشعور داخل الكثير، بدل أن تكون النفوس ممتلئة باللـجوء إلى الله، واستمداد النصر منه، والتأييد منه، الذي تعبر عنه الآية:
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
لن نهزم اليوم من قلة.
فهزموا هزيمة منكرة.
الإيمان على هذا النحو هو الذي يدفع الناس إلى أن يرجعوا إلى أنفسهم فيصححوا أخطاءهم
ويكتشفوا أخطاءهم،
ويُحَسِّنوا من أوضاعهم،
ويُحْسنوا خططهم،
ويُحْسنوا تصرفاتهم،
ويظلون دائماً، دائماً مرتبطين بالله مهما بلغت قوتهم».
.
وفي إطار تقييمه لواقع أمتنا الحالي ، بالتركيز على معرفة جوانب النجاح والفشل، فقد نبه رضوان الله عليه على قضايا هامة :
«ألف وأربعمائة سنة والمسلمون لم يجلسوا جلسة واحدة ليناقشوا لماذا؟ ما هو الخلل؟
ما الذي حصل حتى أصبحنا على هذا النحو؟
(مَنزل مَنزل مَنزل) بعد كل مائة سنة هبوط هبوط،
وكم قد جاء من ضربات لهذه الأمة، ضربها الصليبيون ضربات شديدة، ضربها التتار والمغول ضربات شديدة، الصليبيون من بحين، والصليبيون في فترات الاستعمار المتأخرة؛ وهكذا ضربة بعد ضربة حتى أصبحوا الآن تحت أقدام اليهود؛
ولم يجلسوا ليناقشوا المسألة من جديد، ويرجعوا إلى القرآن الكريم لينظروا هل فيه حل؟
هل هو وضع حلاً؟
هل عالج هذه المشكلة؟
هل تحدث عن أسباب المشكلة هذه؟أبدًا».
.
مؤكدا على ضرورة معرفة الأسباب والخلفيات للأحداث:
«طيب مع الزمن، مع تعاقب الأجيال، القضية هي مقدمة بالشكل الذي يمكن أن يكون كل جيل أوعى ممن قبله؛
فلماذا رأينا القضية بالعكس؟
أليست القضية حصلت بالعكس؟
ومحذرا من خطورة عدم مراجعة الواقع السلبي ومعالجته:
ثم تمر السنين, ونحن لا نضع حداً لهذه الحالة.
نقول: نحن تفرقنا خلال الثلاثين سنة الماضية إذاً فلنتوحد،
نحن كلنا مصرون على أن نسير على هذا الروتين الممل في هذه الحياة،
نسير على هذه المسيرة، لم نلتفت إلى أنفسنا لفتة جادة أن نتوحد فيما بيننا،
ثم لا نلتفت إلى أنفسنا ونحن نرى أنفسنا في أحط مستوى مقارنة بما عليه بنو إسرائيل,
لا نلتفت إلى ما بين أيدينا ربما هناك خلل في ثقافتنا، ربما هناك خلل في نظرتنا للحياة.
.
لذا نرى أنفسنا في حالة غريبة جداً، بعد أن صبغنا الحياة بضعفنا، وانطلق كل شيء منا يعكس حالة الضعف في أنفسنا
لا نلتفت ولو مرة التفاتة واعية إلى القرآن الكريم،
هل فعلاً هذا هو حصيلة القرآن الكريم؟
أم أن القرآن الكريم له وجهة نظر أخرى، وله أساليب في التربية أخرى، وله غايات أخرى، وله نموذج خاص في صياغته للإنسان.
لذا نرى أنفسنا بناءً على هذه الغلطة التي نحن فيها أن كل شيء من حولنا لا نكاد نفهمه،
.
بينما القرآن الكريم ليس فقط يوجهك أو ينذرك بأن هناك خطورة
بل يضع برنامجاً كاملاً يشرح لك الخطورة في هذا الشيء، منبع الخطورة فيه،
ثم يؤهلك كيف تكون بمستوى مواجهته،
ثم يقول لك كيف ستكون الغاية أو النتيجة السيئة للطرف الآخر في واقعه عندما تواجهه،
ثم يقول لك أن الله سيكون معك، بل إن الحياة والأمور كلها ستتغير بالشكل الذي يكون بشكل تجنيد لما هو جند لله سبحانه وتعالى في السموات والأرض في الاتجاه الذي تسير إليه إلى جانبك في مواجهة ذلك الخطر، الخطر على البشرية، والخطر على الدين.
ويمكن القول إن تركيزه الكبير على التقييم للتأكيد على أهميته وأثره في اتخاذ القرارات الحكيمة في الأداء والسلوك والرؤية والموقف، وفي القضاء على العشوائية والفوضى والإهمال والمزاج، وتفادياً للمؤاخذة الإلهية ، وتجنباً لتحمل أثقال الإصر الناتج عن الانحرافات الثقافية والعملية ، التي تؤدي إلى تراكم الأخطاء واستمرارها وتكرارها.
قال تعالى:
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ..

 

 

 

أساليب المنهجية القرآنية ..
التقييم ..3..
وقد قدم الشهيد القائد رضوان الله عليه تقييما دقيقا للواقع في ثنايا الدروس والمحاضرات
ونذكر هنا بعض الأملثلة على ذلك ،
فمن أبرز القضاايا التي حذر منها ، خطورة النظرة الثقافية المغلوطة التي لا تدفع للنهوض بالمسؤولية
وفي سياق حديثه عن قول الله تعالى
وَیَتَفَكَّرُونَ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَـٰذَا بَـٰطِلًا سُبۡحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ
يقول الشهيد القائد داعيا إلى النهوض بالمسؤولية ،
لاحظ أليس هؤلاء أناس نظروا في خلق السموات والأرض النتيجة طلعت عندهم ماذا؟
نتيجة عملية
يعني: هم سيجدون هناك المظاهر الكثيرة التي تدل على أن إليه يرجع الأمر كله هو مدبر شؤون هذا العالم هناك مصاديق لوعده
فيجب أن نتحرك فالقعود مع كل هذه التي يظهر من خلالها أنه الملك الحي القيوم المدبر لشؤون السموات والأرض يعني ماذا؟
عقوبة كبيرة.
وأكد منبها ومحذرا من خطورة النظرة الثقافية السائدة حينها:
النظرة الأخرى
نظروا في خلق السموات والأرض على طريقة المتكلمين فطلعت [هذه الأرض ما هي إلا للباطل وأن أهل الحق مساكين لا ينجحون ويجلسون وليس لهم دخل وفي الأخير يدخلون الجنة]
المؤمنون هنا قالوا: {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} لأنه عندما يرى النوعية الأخرى أصحاب النظرة الأخرى أنهم مضطهدون ومظلومون ومستضعفون ومبهذلون وفي حالة شقاء قالوا: [هي هكذا الدنيا وهكذا يكون المؤمنون إذاً بعدها الجنة بالتأكيد]
لا يلحظون سنن الله في هذه الحياة فيعرفون أن هذه الحالة قد تكون عقوبة لتقصير من عندهم عقوبة على تقصير لديهم، والتقصير في العمل في سبيل الله دليل على أنهم معرضون عن هدى الله فكانت الحياة بالنسبة لهم هكذا،
إذاًَ لا يتوقعون بعدها جنة، يتوقعون بعدها نار؛ لأن الله قال في آية صريحة:
فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكا
[هنا في الدنيا]
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى
عندما يكون الناس في معيشة ضنكا يجب أن يفهموا بأنها حالة يجب عليهم أن يقيِّموا أنفسهم ليعرفوا ربما لديهم تقصير هم في حالة إعراض عن هدي الله في حالة تقصير عن العمل لما أمرهم الله أن يعملوه وبتوجيهاته فتحصل هذه الحالة السيئة.
هنا، لا.
القائم عند كثير من الناس أنه هكذا حال الدنيا، وهذه علامة أن الناس مؤمنون عندما يكونون مهانين مبهذلين مستضعفين، في معيشة ضنكا!.
ألم يرتب على المعيشة الضنكا أن يحشر أعمى؟
لأنه مؤشر خطير عندما تكون الأمة في وضعية مثلما الأمة الآن في معيشة ضنكا، أليس العرب الآن في معيشة ضنكا
بكل ما تعنيه كلمة الضنك؟
إذاً معناه هذا مؤشر خطير قد تكون العاقبة سيئة
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى
لأنه لا يأتي الضنك هنا في المعيشة إلا نتيجة عمى عن هدى الله فعندما قال الله:
فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكا
لأنه قد هداه فما أبصر، هدى عباده، هدى الناس فما أبصروا فعاشوا معيشة ضنكا هنا، أيضاً هم سيحشرون عمياً فلن يعيشوا عيشة طيبة هناك في الآخرة بل في معيشة ضنكا إلى معيشة أقبح وأسوء.
وفي سياق تقييم واقع الأعداء وفق الرؤية القرآنية تضمن المشروع القرآني الكثير من المضامين المهمة عن طبيعة الصراع مع العدو والسنن التاريخية في ذلك بما يحصن الأمة من الانخداع بما هم عليه والتأثر بذلك في عملهم الجهادي أو رؤاهم السياسية نتيجة للتقييم غير الصحيح والنظرة الخاطئة ، ولتصحيح النظرة إلى وضعية الآخرين
يقول رضوان الله عليه:
لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ
هذه أيضاً لها علاقة بموضوع الصراع فيما بين المؤمنين والكافرين
والكافرون عندهم إمكانيات كبيرة وأيضاً عندهم أراضي واسعة وشعوب واسعة وتوجد حالة نفسية غير طبيعية،
لا يغرنك هذا لا يخدعك تخدع بهذا فيكون لك نظرة أخرى أو موقف آخر،
متاع قليل كل ما عندهم متاع قليل.
في آيات أخرى يقول:
أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُون
مهما ترى لديهم من مظاهر كبيرة وتمكن في الملك يأتي متغيرات يصبح لا شيء مثل ما قال سابقاً:
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ
مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ
لأنه أحياناً الإنسان قد تستقر عنده في ذهنيته وفق نظرة معينة إلى ما عليه الكافرون
يكون عنده أنه هكذا الحياة قد هي هكذا على طول،
مثلاً أمريكا دائم أمريكا وأوروبا على طول عنده هكذا،
لا.
يحصل متغيرات يحصل في الأخير تراها شبيهة بما تسمع به عن ماذا؟ عن الأمم الماضية والدول الماضية
ألم يكن هناك دول مثلاً الدولة العثمانية مهيمنين على أكثر البلاد هذه، الناس ربما في ذلك العصر عندهم أنها ستبقى الدولة العثمانية إلى يوم القيامة،
تغيرت أصبحت لا شيء أصبحت قصة من قصص التاريخ.
هذه تكون مؤثرة في موضوع الجهاد في موضوع العمل في سبيل الله النظرة هذه لا يكن عندك أن الدنيا قد هي هكذا على ما هي مرسومة الآن أمامك،
معناه أن نجاهد في سبيل الله يعني [معنا أعداء كبار وإمكانيات كبيرة!]
لا،
لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيل
تتغير هذه الأشياء.
.
وباستخدام أسلوب المقارنة الذي تكرر في القرآن الكريم ، كان يصنع القناعات ويعزز الدوافع بإمكانية التغيير للواقع ، وضرورة السير في طريق الله كخيار مضمون العاقبة ومأمون المصير:
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ
وبالمقارنة بين ما لدى الكافرين يجب أن تفهم أنك في الطريق التي ستكون النتيجة بعدها ماذا؟
هذه الجنة العظيمة التي لا يساوي شيئاً ما لدى الكافرين مهما كان وإن كانت هذه الأرض كلها لا تساوي شيئاً من هذه الأشياء هذه لا تساوي كما في الحديث موضع سوط في الجنة.
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ
إكرام ضيافة..
نزلاً بمعنى إكرام وضيافة لهؤلاء المؤمنين المتقين.
فعلى هذا لا يعد يكبر عند الإنسان أن يرى ما عند الآخرين ويرى نفسه
لماذا إما هو!
سيرى عندما يكون على الطريق الصحيح طريق الجنة ما عند الله خير مما عند هؤلاء
إضافة إلى أنه في مسألة التغيير أن لا يكن عندك أن هذه الوضعية مستقرة أيضاً
أن لا يكون عندك حالة قد ترى نفسك في الأخير حقيراً أمامهم أو ضعيفاً أمامهم
لا،
اعتبر نفسك أن لديك ما هو أفضل منهم هو ماذا؟ هذا الذي وعد به الله سبحانه وتعالى
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ
.
..
.
وفي ذات السياق يوضح النظرة الصحيحة إلى القيامة ، ويحذر من تأثير الحرص الخاطئ على كسب الوجاهة والنفوذ على حساب العمل في سبيل الله..
يقول أيضا :
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَظْلِمُونَ
هنا الوزن المعنوي، الصالحون الذين استجابوا لدعوة رسل الله سيكون لهم وزن، لهم ثقل،
ليس المعنى موازين مادية، يوزنون فلاناً، ويوزنون آخر، ويلاحظون الميزان أين سترجح كفته!
هناك التقييم الحقيقي،
ويتبين فعلاً من له وزن، من له ثقل، والآخرون: فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنا
ألم يقل هكذا عن الآخرين؟ الكافرين، والضالين.
ولاحظ عندما تأتي الآيات متنوعة في أسلوبها حول موضوع جهنم، أو موضوع الجنة، أو يعرض شيئاً من صور الحشر أن الموضوع ثقل معنوي، أو خفة معنوية، هذه من القضايا الرئيسية هنا في الحياة،
وعندما يأتي يذكر الأمم الماضية فيها الملأ الذين استكبروا، أصحاب وجاهة، وثقل اجتماعي، هؤلاء سيكونون يوم القيامة خفيفين مثل الريشة ليس له وزن.
كذلك الأتباع أنفسهم عندما يريد يحافظ على أن يبقى له وزن ويبقى له ثقل، ويبقى له علاقة بالشخص الكبير هذا الذي يصد عن سبيل الله،
هنا ينبه بأنه يجب على الإنسان أن يحرص كيف يكون له وزن يوم القيامة،
ليست قضية الوزن هناك تبحث عن كيف يكون لك وزن وثقل اجتماعي ولو بالصد عن سبيل الله.

 

 

أساليب المنهجية القرآنية ..
التقييم ..4..
وعن تصنيف الناس وتقييمهم وغربلتهم ، تضمنت الرؤية القرآنية العديد من المواضيع الهامة التي تحدث عنها الشهيد القائد في سياق توجيهاته المستمرة عن تطوير الأساليب في خطابنا للناس وتقديمنا لهدى الله إليهم ،
وعلى سبيل المثال:
فقد تحدث عن ضرورة الاستفادة من الأحداث في تقييم الناس كمنهجية قرآنية ثابتة :
مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْب
إذاً أليس في هذه ما يبين أن هناك قيمة كبيرة من خلال ما حصل؟
أي أنه فيما لو حصل هزيمة معينة تحاول تترفع عن آثارها السلبية على نفسيتك وتحاول أن تبحث عن ما فيها من ماذا؟
من آثار إيجابية قد لا تحصل إلا في أجواء كهذه
قد لا تحصل إلا في أجواء كهذه
في أجواء الإنتصار لا تحصل،
يكونون كلهم مدعين أنهم مخلصون وكلهم مؤمنون وكلهم صادقون وكلهم ثابتون وكلهم في نفس الإتجاه وإلى آخره
حالة الهزيمة يكون فيها أشياء تتجلى من خلالها.. لا تتجلى في أي وضعية أخرى في الغالب
كما قال سابقاً: وَلِيَعْلَمَ المُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا
هنا يبين وكأنها سنة إلهية
مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْه
لأنه يحصل ماذا؟ هنا عملية خداع وكأنهم يخادعون الله ويخادعون الذين آمنوا، تأتي مواقف معينة يظهرون فيها
حَتَّى يَمِيْزَ الْخَبِيْثَ
هذا بالنسبة للمؤمنين كعنوان بشكل عام؛
لأنه عندما يكون أعني بالنسبة للإنسان من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله اعتبروه أسلم وقد دخل مع المؤمنين،
ما هكذا يحصل؟
فمجتمع المؤمنين أي المجتمع الذي هويته هذه ومنتمي إلى هذا الإتجـاه الإيماني قد يكون في الداخل على هذا النحو
مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيْزَ الْخَبِيْثَ مِنَ الطَّيِّبِ
قد يدخل ناس خبثاء، أو يخبثون من بعد
وإيجابياتها هامة
إيجابياتها بالنسبة لهم هم الفئة هذه الخبيثة يظهر من جانبهم أشياء يحصل تبكيت لهم، يحصل توبيخ لهم، يحصل حذر عند المؤمنين الصادقين منهم،
وللمستقبل في المسيرة يكونون عارفين تماماً من خلال التمييز عارفين تماماً من يعتمد عليه ومن لا يعتمد عليه.
ويقول أيضا
وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْب
ليكون الإنسان عارفاً لذلك الشخص الفلاني هو طيب والشخص الفلاني خبيث
وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِيْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاء
قد يجتبي من رسله من يطلعه على الغيب فيعرف الأشخاص،
لكن الأحداث نفسها هي تساعد على تميز الخبيث من الطيب،
وهذه لها إيجابية هامة جداً لأنه بالنسبة للمجتمع من خلال أحداث معينة يتبين منهم الخبثاء فيهم فيكونون هناك معروفين فلا يعودون يتأثرون بهم،
هو يعرف الطرف الذي مثلاً يقوم بتوجيه الناس، وقيادتهم، يعرف هو في نفس الوقت كيف يكون توجيهه بالشكل الذي يبعد الناس عن أن يكونوا كأولئك أو أن يتأثروا بمثل تلك النوعية،
وهذه نفسها قد تجدها في الإسلام بشكل عام، وقائم على أساس أنه غير قابل للإختراق، فمن اخترقوا في الصورة لأنهم قالوا: [لا إله إلا الله محمد رسول الله] ودخل، ما كان ممكن أي واحد يقولها؟
هناك حالة سيتبين فيها ويتميز الخبيث من الطيب،
إذاً فلن يكون في موقع قرار حتى يكون مؤثراً،
وهو في الساحة من خلال أحداث معينة سيتغربل الناس فيعرفون أن ذلك خبيث فيكونون أبعد ما يكون عن التأثر به.
.
.
.
وقد أكد على ضرورة امتلاك المؤمنين للقدرات والمؤهلات التي تمكنهم من معرفة الناس وتشخيصهم من خلال منطقهم أو أفعالهم أو عدم انسجام اقوالهم مع أفعالهم ، والاستفادة من الأحداث في تقييم الناس ومعرفتهم..
وقد تحدث عنها الشهيد القائد في سياق حديثه عن قول الله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ
مشيرا إلى الاستفادة من هذه الآيات في فهم منهجية الصراع مع العدو إعلاميا ، أو في مجال التقييم العملي لواقع الصراع .
يقول رضوان الله عليه:
هدى الله سبحانه وتعالى يتناول التقييم للناس، التشخيص للناس لأن هذه قضية هامة، قضية أن يعرفك على الناس كيف هم،
بدأ في هاتين الآيتين أن هناك من الناس من يقول: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا..
وهناك فئة: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً
ألست أمام صنفين من الناس؟.
يقول أيضاً: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام
في نفس الوقت من ألد الأعداء، ومن ألد الناس خصومة، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَاد
نحن الآن أمام ناس من النوعية هذه.. ناس من النوعية هذه.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
أليسوا هم يقولون لنا: بأنهم يريدون أن يحرروا، يحرروا الناس، ويعملون المناهج التعليمية بشكل أفضل، ويعملون على ترقية الشعوب، ويعملون… عبارات براقة.
وَإِذَا تَوَلَّى
متى ما اتجه عملياً، كلامه كلام براق بهذا الشكل – لكن في المجال العملي،
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ
هنا قال: وَمِنَ النَّاسِ
بشكل عام لتكون عارفاً أنت: أن الناس هم أنواع، – قد يكون منهم سواء في الداخل أو في الخارج – من هم على هذا النحو،
لا يكون عندك النظرة التي حصلت لآدم، عنده كيف ممكن مخلوق من مخلوقات الله يحلف يميناً فاجرة، ويقسم بالله: أنه من الناصحين!
أليس هو كلاماً أعجبه؟
لأنه يستبعد أن الشخص يأتي ليقسم بالله، لأن الله عظيم في نفس آدم.
كانت هذه أول عملية خداع من
مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ
يقسم بالله: أنه من الناصحين، لكن وعمله فساد،
تحصل هذه من جهة الأعداء،
وتحصل أيضاً في الداخل،
يعني:
أن الإنسان المؤمن الذي يهتدي بهدى الله يجب أن يكون واعياً، وأن يكون ذكياً، وفاهماً، لا ينخدع بشعارات، لا ينخدع بكلام زائف، لا ينخدع بكلام مزخرف،
يجب أن يعرف:
هل هذه الجهة مظنة أن يكون واقعها كما تقول؟ هذا من الأسس في هذه، هل ممكن أن يكون هذا؟ هل من المحتمل أن يكون هذا يكون واقعه مطابقاً لما يقوله؟
أما إذا قد مر في حياته بتجارب كبيرة، ووجدناه شريراً فيها، وفي كل مرة يخدعنا بكلام معسول، وكل مرة نقول عسى أنه سيهتدي، عسى أما الآن أنه سيصلح،
معناه أنك تجعل نفسك ميدان للخداع باستمرار.
هذه تهدي الناس إلى أن يكون لديهم
قدرة في التقييم،
قدرة في التقييم للآخرين،
ومن الأشياء الأساسية في هدى الله سبحانه وتعالى هو: أنه يعطي الناس بصيرة يستطيعون أن يقيموا، فيعرفوا الصادق من الكاذب،
يعرفوا من قد يمكن أن تكون أفعاله متوافقة مع أقواله الجذابة، يعرفون من قد يمكن أن يكون مخادعاً بكلامه المعسول، وأفعاله كلها شر،
لأن هذه قضية أساسية في مقام الهدى،
وأن تعرف أنه عندما يقول: وَمِنَ النَّاسِ
هذه قاعدة في تشريع الله، في هدي الله، لا يأتي بأشياء فقط يقول لك يوجد كذا فقط.
تأتي إلى القرآن الكريم تجد داخله كثيراً من الآيات التي تحكي ما يشخص في الأخير لك هذه الفئة، وهذه الفئة، وتعرف النفسيات تماماً حتى بمؤشرات لها.
لا يقول: وَمِنَ النَّاسِ..
ويتركها مبهمة، مجملة،
أول شيء يعطيك فكرة: أن هذه قضية واقعية يحصل في الناس نوعيات من هذه،
وفي نفس الوقت داخل سور القرآن الكريم آياته، الأشياء الكثيرة التي تشخص،
هنا لاحظ كيف تحدث عن المنافقين، وشخص نفسياتهم، وأعمالهم، وأقوالهم، ووسائل خداعهم في داخل آيات القرآن الكريم في كثير من السور.
هنا أيضاً فيها: وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ
أليست هذه عبارة خطيرة؟
يشبه القسم الذي أقسم به إبليس لآدم خدعه،
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ
وهو في نفس الوقت
أَلَدُّ الْخِصَامِ لك،
ألد الخصام للأمة،
أعني: خصم من ألد الخصوم.
.
.
ويقول في نفس السياق:
إذاً تلاحظ من هذه أنك تقارن ما بين الأقوال والأفعال كوسيلة من وسائل أن تعرف الطرف الآخر،
لا تخدع بكلامه المعسول دون أن تنظر إلى فعله، إذا أنت تنظر إلى أفعاله تجد أفعاله على هذا النحو،
ستعرف بأنه إنما يخادع بكلامه،
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ
هذه نوعية سيئة،
لكن في نفس الوقت أنت يجب أن تنظر إلى أعماله لتعرف من خلالها: أنه شرير، وأن كل ما يقوله لك من كلام معسول، إنما هو عملية خداع.

 

أساليب المنهجية القرآنية..
التقييم..5..
وفي توضيح المنهجية القرآنية للتعامل مع المعاندين والجاحدين ، والتنبيه على عدم التأثر بهم ، يقول في سياق حديثه عن قول الله تعالى :
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً
أليس هنا تشخيص في السورة،
من عند الآية التي قال عنهم:
وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
أليس هو يذكر فئة واحدة؟
فئة واحدة كيف هي في واقعها؛ لأن هناك من قد طبع الله على قلوبهم، قد هم فئة مطبوع على قلوبهم تماماً، هم هذه الفئة التي تراها عندما تأتي إليك إنما تجادل، ما كأنها عرفت شيئاً نهائياً، ولا سمعت شيئاً، ولا قد فقهت شيئاً،
يقولون: إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ.
وهذا في نفس السياق الأول
يعني:
أن لا يحصل عند الإنسان أيّ اهتزاز بما هو عليه عندما يرى ناس بعدما كلمهم، بعدما وضح، بعد أشياء هو يراها أشياء عظيمة، وهامة، وآيات واضحة، ثم يقولون: إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ،
إما جدال أنه لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ
أو أن تكون له جنة،
أو أشياء من هذه يجادلونه حتى يحصل عنده [يمكن ربما هذا ما فيه كفاية، يمكن البينات هذه ليست واضحة]
لا،
هناك نوعية هم هكذا: طبع الله على قلوبهم.
هنا تلاحظ
في هذا إجابة على من يقولون في موضوع: الختم والطبع، والأشياء هذه،
أننا نجد الفئات هذه ليس معناه بأنها أصبحت في مكان لم يعد يمكنها تسمع هذه البينات، وهذا الهدى،
عندما يقولون:
لا يجوز على الله يصرفهم عن هداه،
لم يصرفهم.. هم هؤلاء يسمعون أليسوا يسمعونه؟
لكن هم نوعية لم يصل بهم الحال إلى أن جعل على قلوبهم أكنة أن يفقهوه، وفي آذانهم وقراً إلا بعد آيات كثيرة جداً واضحة وبينة وفوق الكفاية، ودائماً يكونون محاولين كيف يتنكرون لها، ويحاولون كيف يتمحلون الأشياء،
دعايات مضادة، يكذِّبون بها
يقولون: إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ وأشياء من هذه،
هم في نفس الوقت موجودين، أليس أولئك موجودين؟
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ
هل معناه أنه لم يعد يستطيع أن يذهب إلى مكان يسمع فيه هدى، يسمعه ويفهمه كعربي يفهمه؟
لكن لم يعودوا بالشكل الذي يهتدون فعلاً،
يتفاعلون مع الموضوع، ويهتدون به،
هل كانوا من قبل على هذا النحو: يتفاعلون معه بإيجابية، ويهتدون، ثم الباري سد الطريق أمامهم؟
لا،
تركهم في طغيانهم يعمهون، فأصبحوا إلى الدرجة هذه: يسمع آيات الله، ويفهمها كخطاب عربي،
ليس معناه أنه لم يعد يعرف ماذا معنى هذه؟
لكن قد صار قلبه لم يعد يتأثر، ولا يهتدي.
لا نعلم، ولا يمكن لأحد أن يعلم كيف تكون المسألة بالنسبة لقلب الإنسان حتى يصير يستمع إليك ومثل لا شيء، وهو يفهم الأشياء لكن لا شيء بالنسبة له،
لكنها قضية خطيرة بالنسبة للناس
قدم الموضوع في القرآن أن يفهم الإنسان بأنه بحاجة إلى الله، وأن يعرف بأن الله هو غني عنه، وأنه لن يعجز الله، سيريه أمام نفسه أنه خاسر، يريه أمام نفسه أنه خاسر،
لا نقول: أن الباري عجز، عجز في أولئك، وهم ما زالوا طبيعيين، قدم لهم ما يفقهونه، ويفهمونه إلى درجة أنهم يعرفون أنه حق،
لكن يعاندون فيجعلهم على هذا النحو: لا يتوفقون، ولا يهتدون نهائياً.
إن الإنسان بحاجة إلى أن يكون مرتبطاً بالله، وخائفاً من الله، يتوجه إلى الله لأن يهديه، يتفاعل مع ما قدم إليه، ويستعين به مثلما جاء في أول [سورة الفاتحة]:
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ،
ويخاف في نفس الوقت أن لا يحصل من جانبه أدنى تقصير، أو شيء ربما يضرب على سمعه، أو بصره، أو يختم على قلبه،
لاحظ كيف كان أسلوب الراسخين في العلم، ألم يقولوا هناك بعد ما رأوا أناساً ممن يتبعون المتشابه، وأشياء من هذه، عرفوا أن في قلوبهم زيغاً، رجعوا إلى الله رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا،
خائفين فعلاً أن لا نقع في حالة كهذه، ليس معنا إلا أنت
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ..
.
..
..
وفي سياق تصحيح النظرة إلى الناس أثناء التحرك الجماعي في العمل في سبيل الله يقول الشهيد القائد في سياق الحديث عن قول الله تعالى:
وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ
وهذه حصلت، ويبدو أنها كانت في معظم مراحل تاريخ الأنبياء، يسارع إلى الإسلام كثير من الناس المستضعفين، والآخرون يقولون: هؤلاء أراذلنا اتبعوك، ناس نحن لسنا مستعدين أن نجلس معهم أبداً،
يعني:
لسنا إلى درجة أن نجلس معهم، نجلس معك في مجلس هم فيه، ناسين أنه هو يجلس معهم! أليسوا ناسين بأنه يجلس معهم هو وهو أشرف منهم وأعظم منهم، يجلس معهم،
.
.
.
ليرسم لنا الشهيد القائد منهجية قرآنية هامة في تقييم الأشخاص
حيث يقول:
هذه قضية هامة جداً،
والإنسان إذا لم يكن عارفاً كيف يقيِّم الناس، وعلى أي أساس
ويعرف أن هذا دين الله، وأنه باب واحد يدخل منه الناس جميعاً، وأن من واجب من يدخل – وإن كان كبير عشيرة، أو زعيم أو كيفما كان – أن الإسلام يجعله بالشكل الذي يعطف على هؤلاء، وليس أن يطردهم،
أليست هذه تربية القرآن في آيات أخرى؟ بالنسبة للمساكين، الأيتام، الفقراء،
وهؤلاء يريدون أن يطردهم، لا يصلح يجلسوا في مجلس وهم فيه!.
البعض من الدعاة،
أو من أصحاب مدارس معينة، يكون عنده أنه يريد يحافظ على المذهب، أو يريد يحافظ على كذا
يكون عنده فعلاً لا يريده،
يمكن يبعد هذا إذا كان سيستجيب له فلان وفلان فقط يشرطون عليه بأنه لا نريد الصعاليك يجلسون عندك، قد يقول لهم: هيا، يذهبوا من عنده.
بما أنها قضية ملموسة أن الإنسان إذا كان في حركة معينة، وهو يرى بأنه يبدو من معه هم مجموعة مستضعفين وناس حتى بعضهم قد يبدو أنهم أغبياء، وأشياء من هذه،
لا يحصل عندك فكرة بأنه [لو يدخلوا آل فلان لو يدخل فلان وفلان وفلان] فتكون أنت تعتبر حركتك بأنها لا تمثل شيئاً؛ لأن ما فيها فلان وفلان وفلان، من علماء وزعماء عشائر، ومثقفين، وتجار، وشخصيات، وأشياء من هذه؛
إن القضية تكون بالعكس
قد ترى كثيراً ممن هم على هذا النحو تراهم أكثر الناس تخوفاً؛ لأن عنده منصب، مقام معين، أو مال – هذه القضية ملموسة – ليس مستعداً أن يتحرك معك في مجال ربما يؤثر على منصبه، أو يؤثر على مصالحه،
إذاً هذا لا ينفع،
سينفع أولئك الذين هم صعاليك ليس معه ما يخاف عليه، أليس هذا سينفع أكثر.
ثم تجد بأن هذا حصل في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)
كان يوجد في قريش شخصيات عباقرة وصناديد ووجهاء في المجتمع، وأشياء من هذه،
لم يستضعف نفسه؛ لأن الذي عنده من الموالي وشخصيات بسيطة من الطبقة المستضعفة في المجتمع،
هؤلاء
– لأن الله هو الذي يبني النفوس هو –
الله سيجعلهم عباقرة، ويجعلهم مقتدرين، ويجعلهم أقوياء،
وهذا حصل،
والآخرون يتهمشون، يصبحون لا شيء.
هذه قضية أساسية
لا تحتقر أحداً، ولا تحتقر وضعيتك، ومن معك على أساس ما معك فلان وفلان وفلان وفلان،
وفعلاً كان أولئك المستضعفون مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، كان بعضهم ممن جثم على صدور الصناديد والعباقرة والوجهاء يوم بدر، ممن جثم على صدره،
ورأينا من بعد هؤلاء المستضعفين كيف أصبحوا ولاة في مناطق في داخل بلاد فارس وغيرها،
وبعضهم ربما كان يمر من عنده فلا يتنازل أن ينظر إليه، لا يعتبره شيء نهائياً.
يثق الناس بالله أنه هو الذي يبني النفوس،
متى ما اتجه الإنسان بإخلاص إليه،
لا تستضعف نفسك أنت،
أيّ واحد لا يستضعف نفسه، أو يستضعف جهة هو فيها،
يتحرك على أساس أنه لو كان معنا..، لا معنا سيدي فلان، ولا القاضي فلان، ولا الشيخ فلان، ولا فلان، ولا المسئول الفلاني، ولا معنا صحفيين، ولا محللين استراتيجيين، ولا..، من هذه الألقاب، أبداً،
يثق الناس بأن الله سيعطيهم نوراً مثلما وعد عندما قال:
إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً
ولأن الإسلام يتسع للجميع، يتسع للجميع فعلاً، حتى في مجال العمل له، مجال العمل لإعلاء كلمة الله
يتسع للجميع؛
لأنه عمل واسع جداً، ويتسع لكل الفئات..

 

.
قد يعجبك ايضا