التشويه في مواجهة التنوير …بقلم / حمير العزكي

 

تتعرض كل الحركات التصحيحية والتنويرية الحضارية و الفكرية والسياسية والدينية خاصة لهجمات اتهامات ضارية وحروب اشاعات شعواء وحملات تشويه لاتهدأ ولاتتردد في استخدام كل ما يحتمل تصديقه بلاوازع ديني ولا رادع اخلاقي في الاساءة والتشهير كذبا وزورا وبهتانا في سبيل تأليب العوام وخداع البسطاء وإيقاف نمو تلك الحركات وتغريبها عن مجتمعاتها وافقادها حواضنها الشعبية وقد تنجح تلك المحاولات وقد تفشل وذلك بحسب صوابية مسار الحركات وحكمة قيادتها والتزام نواتها الأم وصفوفها الاولى بمبادئها وعمليات المراجعة والتقييم الدائمة والفاعلة .

وعادة ما يتبنى هذه الحروب ويهندس لهذه الحملات طرفان أسياسيان الاول خارجي يخشى من نجاح أي مشروع يسعى الى إيقاظ الأمة ويهدف الى نهضتها والثاني داخلي يتمثل في مراكز النفوذ السياسي والديني والاجتماعي واحيانا الثقافي والتي ترى في تلك الحركات منافسا قادرا على تعريتها وسلبها امتيازات نفوذها ومصالحها في حال نجحت الحركات التنويرية في نشر الوعي في المجتمعات والشعوب فيصبح من الصعب بل ومن المستحيل على تلك المراكز الاستمرار في تجهيل الأمة واستغلالها ونهب مقدراتها .

وما تعرضت وتتعرض له حركة انصار الله من حملات تشويه ممنهجة لا يخرج عن هذا الاطار العام بإعتبارها حركة تصحيحة وتنويرية رائدة بمنهجها القراني ومشروعها الثقافي المرتكز على قاعدة الاجماع الاخيرة والوحيدة في هذه الامة والمتمثلة في القرآن الكريم وبفكر حركي متزن ومتجدد و بقيادة لاغبار على صلاحها ولا جدال في مكانتها .

ففي البدايات الأولى شنت ضدها حملات التشويه الديني العقائدي عبر وسائل الاعلام الرسمية المحتكرة لفضاء الخبر حينها وبواسطة خلايا الاجهزة الامنية المتخصصة وما كاد اليمنيون يصدقونها برغم سذاجتها كتهمة ادعاء النبوة ثم المهدوية ثم الامامة حتى انتقلت السلطات الى حملات التشويه السياسي كمعاداة النظام الجمهوري والعمالة لدول أجنبية واحزاب وجهات خارجية وتحت وطأة الضخ الاعلامي المكثف والتداول الشعبي الممنهج وكبت كل الاصوات المخالفة لذلك التوجه صدق البسطاء تلك الاشاعات ليتم تدشين حملات التشويه الاخلاقي والتي اضطر العامة لتصديقها رغم منافاتها لأبسط اخلاق اليمني وأدنى اعراف القبيلة التي تنتمي اليها الغالبية .

تحملت حركة انصار الله كل تلك الاتهامات ولم تتضعضع من هولها وجسامتها واستمرت متمسكة بمنهجها ومبادئه وقيمه ومحصنة لكوادرها بأرقى معايير الالتزام الديني و الانضباط الاخلاقي وما أن سنحت فرصة الاتصال المباشر مع عامة الناس حتى زالت تلك الاتهامات وزال معها اصحابها ومروجوها .

وفي المرحلة الراهنة وبعد القضاء على مراكز النفوذ التي تبنت ومولت وروجت لتلك الشائعات والتي كانت قضت على ماقبلها من قوى النفوذ التي تشاركت معها السلطة لعقود وفي أتون العدوان السعودي الأمريكي الذي لم يدخر جهدا في محاولات تشويه انصار الله بشتى الوسائل والامكانات ولكن دون جدوى لاحت لتلك القوى الاخيرة آمال باستعادة النفوذ المسلوب منها وذلك عبر تسويق نفسها واعادة انتاج الاتهامات وبث الشائعات لتشويه انصار الله بإعتباره المكون الشعبي الاكثر حضورا تأثيرا والانصع صفحة كي يخلو الفضاء لها وتعود للاستحواذ على وعي البسطاء بعد الاطاحة بالحركة من قلوب ووجدان الناس .

وبين أن ينسى البعض او يتناسى كيف تلاشت وزالت الشائعات القديمة وتلاشى وزال معها اربابها وبين ان يجهل البعض او يتجاهل ماحدث نتيجة ذلك وبين أن يغرر البعض ايضا بنفسه ويغامر غافلا او متغافلا عن مصير شركاء امسه البعيد واعداء امسه القريب ،، بين كل ذلك لحظة حسم بعد طول صبر وضربة خاطفة بعد تلمس العذر فعلى الباغي تدور الدوائر وماالله بغافل عما يعمل الظالمون

قد يعجبك ايضا