التورط السعودي في دعم “القاعدة وداعش” في اليمن.. أكبر من أمير وفسفور أبيض!

لم يأت ما كشفت عنه مؤخرا وثائق “باندورا” بالصادم حسب تعبير دوغلاس بانداو ‫كبير الباحثين في معهد كيتو والمساعد الخاص السابق للرئيس رونالد ريغان في معرض حديث حول التورط السعودي في دعم “القاعدة” في اليمن، وانما هذا (الكشف) جاء لتأكيد المؤكد، فالتورط السعودي سواء من خلال الجهاز الحاكم وعن طريق شخصيات في الأسرة الحاكمة، او من خلال استخدام الأسلحة المحرمة مسألة اثبتتها العديد من التناولات الصحيفة خلال سنوات الحرب التي تقودها السعودية على اليمن منذ مارس 2017.

 

 

ما يفتح التحقيق الشهية له هو التأكيد على العلاقة التي تجمع النظام السعودي بالتنظيمات الإرهابية من جهة، ومساهمة هذه التنظيمات من جهة ثانية في تنفيذ الأعمال العدائية داخل اليمن من جهة ثانية.

أو حتى في استخدام الأسلحة المحظورة وعدم مراعاة (التناسب) الذي يفرضه القانون الدولي الإنساني في الحروب.

بداية عام 2019، كشف تحقيق أجرته محطة cnn الأميركية عن وصول أسلحة أميركية زودت بها واشنطن التحالف السعودي وحلفاءها إلى تنظيم القاعدة في اليمن.

واستخدم التحقيق كلمة “نقلوا” ما يفيد أن الامر جرى في سلم، ولم تكن عملية اغتنام كما هو الحال في ما تتحصل عليه قوات صنعاء إثر انتصاراتها في جبهات القتال وفرار خصومهم تاركين خلفهم كم كبير من العتاد المتنوع.

في ديسمبر من العام 2018 ذكر محققون أمريكيون إن أسلحة بريطانية واميركية وجدت طريقها إلى مجموعات في اليمن “لها علاقات مع تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.”

ونقلت الـ cnn عن صحيفة غارديان البريطانية قولها إن السعودية والإمارات -وفي انتهاك واضح للاتفاقيات التجارية- تسببتا في وصول بعض الأسلحة المتطورة التي تم شراؤها من الشركات الأوروبية والأميركية، مثل العربات المدرعة ومنصات الصواريخ والعبوات الناسفة والبنادق المتطورة، إلى مليشيات محلية.

وفي أغسطس/آب الماضي، كشف تحقيق استقصائي (دقيق) لوكالة أسوشيتد برس الأميركية أن التحالف بقيادة السعودية عقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة في اليمن،

وخلص إلى أنه دفع أموالا للتنظيم مقابل انسحاب مقاتليه من بعض المناطق في البلاد. وأفاد تحقيق اسوشيتد برس أن فصائل مسلحة مدعومة من التحالف جندت مسلحي تنظيم القاعدة في اليمن، وتم الاتفاق على انضمام 250 من مقاتليه لقوات الحزام الأمني المدعومة إماراتيا في محافظة أبين جنوبي البلاد، وذكرت الوكالة أن هذه الاتفاقات تمت بعلم أميركي.

 

وكشف خمسة مسؤولين أمنيين وحكوميين يمنيين وأربعة وسطاء قبليين بمحافظة أبين، أن اتفاقا أبرم في أوائل عام 2016 قضى بإدماج عشرة آلاف مسلح قبلي -منهم 250 من تنظيم القاعدة- في قوات الحزام الأمني في أبين، وهي قوات تدعمها الإمارات.

 

وتكشف الوكالة في تحقيقها الطبيعة المعقدة والمصالح المتضاربة في الحرب الدائرة باليمن، فمن جهة تعمل واشنطن مع حلفائها العرب -ولا سيما الإمارات- للقضاء على تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية، ومن جهة أخرى يعمل التحالف بقيادة السعودية على هزيمة الحوثيين، وفي هذه المواجهة -بحسب الوكالة- فإن مقاتلي القاعدة يقفون إلى جانب التحالف.

 

ضمن حلقة من برنامج “ما وراء الخبر” في 20 يوليو 2017، قال الدبلوماسي اليمني السابق عباس المساوى للجزيرة إن السعودية والإمارات عملتا منذ اليوم لاندلاع النزاع في اليمن على تقوية الفصائل الإسلامية المسلحة المتشددة”.

 

وأشار إلى أن السعودية تدعم تنظيمات سلفية متشددة وجمعت جزءا كبيرا منها على الحدود السعودية اليمنية للدفاع عنها، وتدعم كذلك التنظيمات المتطرفة في مأرب.

 

وأشار إلى أن السعودية تدعم تنظيمات سلفية متشددة وجمعت جزءا كبيرا منها على الحدود السعودية اليمنية للدفاع عنها، وتدعم كذلك التنظيمات المتطرفة في مأرب. من جهته، قال دوغلاس بانداو ‫كبير الباحثين في معهد كيتو والمساعد الخاص السابق للرئيس رونالد ريغان إن المعلومات الواردة في التقرير ليست صادمة بالنسبة للأوساط الأميركية فهناك أدلة كثيرة على دعم السعودية والإمارات الجماعات السلفية المتشددة في اليمن.

 

من الأسلحة السعودية والإمارات (من اصل امريكي) التي وجدت القاعدة، عربات مدرعة أمريكية الصنع من طراز (أوشكوش): المركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام (MRAP)) شركة نافيستار(Navistar) ) أكبر مزود مركبات مدرعة للجيش الأمريكي. ومنها صواريخ تاو الأمريكية المضادة للدبابات، التي استخدمتها القوات السعودية بمناطق ينشط فيها تنظيم “القاعدة”، الذي تحصل عليها لاحقا.

 

الى جانب البنادق الامريكية، والمعدات الموجهة بالليزر الحراري، والمدفعية.

 

الى ذلك وبمناسبة (الفوسفور الأبيض) الذي تضمنته الوثائق وهو سلاح محرم دوليا، أشارت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في عدد من تقاريرها، رصدها استخدام الأسلحة المحرمة من قبل التحالف التي تقوده السعودية، وإنه توجد لديها أدلة ذات مصداقية بأن قوات التحالف استخدمت في حربها على اليمن ذخائر عنقودية محظورة “من صنع الولايات المتحدة”، وذكرت المنظمة في أحد تقاريرها الصادرة: أنها وثقت استخدام ستة أنواع من الذخائر العنقودية على الأقل، ثلاثة تم أسقاطها من الطائرات وثلاثة حملتها صواريخ أرضية على عدة مواقع في خمس محافظات يمنية (عمران وحجة والحديدة وصعدة وصنعاء) وفي تقرير أخر، نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” صور لبقايا قنابل محرمة دولياً استخدمتها قوات التحالف عند قصفها لأحياء سكنية في العاصمة صنعاء، مما خلف خسائر بشرية في صفوف المدنيين داخل المناطق المأهولة بالسكان.

 

وفي ذات السياق، وجهت منظمة “العفو الدولية” اتهامات لقوات التحالف باستخدام أسلحة محرمة دولياً، وأن لديها أدلة تفيد بإلقاء التحالف قنابل عنقودية محرمة من صنع الولايات المتحدة وبريطانيا والبرازيل.

 

خلال 2300 يوم من العدوان “بلغ عدد ضحايا حرب التحالف السعودي على اليمن 43891 شهيداً وجريحاً مدنياً”. ولفت مركز عين الإنسانية إلى أن حرب التحالف السعودي على اليمن أسفرت عن “استشهاد 17176 مدنياً بينهم 3842 طفلاً و2400 امرأة، وأن عدد جرحى العدوان على اليمن خلال 2300 يوم بلغ 26715 جريحاً مدنياً بينهم 4225 طفلا و2832 امرأة”. ووفق مركز “عين الإنسانية”، بلغ عدد المنشآت المدمرة والمتضررة في البنية التحتية من جراء حرب التحالف السعودي على اليمن “10496 منشأة”. كما تسبب العدوان السعودي بـ”تدمير وتضرر 15 مطاراً و16 ميناءً و 308 محطات ومولدات كهربائية و 553 شبكة ومحطة اتصال، وتعمد العدوان السعودي تدمير واستهداف 2397 خزاناً وشبكة مياه و1983 منشأة حكومية و 5224 جسراً”

 

. وكانت الأمم المتحدة ادرجت التحالف السعودي على القائمة السوداء في عام 2017 لقيام هذا الاخير بارتكاب جرائم وحشية ترقى لان تكون جرائم حرب ضد أبناء الشعب اليمني ومهاجمة عشرات المدارس والمستشفيات، لكن الأمين العام للأمم المتحدة عاد وقام بشطب اسم التحالف من القائمة السوداء للمنظمة، لتؤكد منظمة “هيومن رايتس ووتش”، حينها بأن قيام الأمين العام للأمم المتحدة بحذف اسم تحالف العدوان السعودي من القائمة السوداء، على الرغم من استمراره في قتل المدنيين في اليمن، يعتبر وصمة عار في صفحة هذه المنظمة العالمية. ولفتت تلك المنظمة أن ازدواجية الأمم المتحدة في تعاملها تجاه تحالف العدوان السعودي تنبع من تلقيها الكثير من الأموال والرشاوي من النظام السعودي.

 

قد يعجبك ايضا