الدورات الصيفية.. محطة تربوية للتحصين من الضياع

يشدّدُ قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- على أهميّة الدفع بأبنائنا نحو الدورات الصيفية، كجزء من المواجهة الشاملة التي ينتهجها الأعداء لإفساد شبابنا ومسخ الأخلاق القرآنية والانجرار وراء المغريات الغربية.

ويدعو قائد الثورة الجميع للاهتمام بهذه الدورات، مناشداً الآباء بالدفع بأبنائهم لاغتنام هذه الفرصة الثمينة، وضرورة الارتباط الوثيق بهدى الله وبالهُــوِيَّة الإيمَـانية للتمكّن من بناء حضارة إيمَـانية يمانية قائمة على المبادئ والقيم الإسلامية ومتسلحة بالإيمَـان والتقوى.

وبناء على هذه الدعوة، التحق الآلافُ من الطلاب بهذه الدورات الصيفية، ولاقت تفاعلاً كَبيراً وملموساً أكثر من السابق.

 

ضرورةٌ ملحة

ويرى الباحثُ في الشؤون الدينية والإنسانية، الدكتور يوسف الحاضري، أن هذه الدورات الصيفية تأتي منبثقة من أهميّة الهداية للإنسان كأفضل نعمةٍ قد ينالها أيُّ إنسان في الحياة والتي تصقلُ بقيةَ النعم الأُخرى وتوجِّـهُها توجيهاً سليماً وسديداً، مُشيراً إلى أنها تأتي كذلك ضمن الدور المسؤول الذي يجب أن يضطلع به كُـلّ أولياء الأمور ضمن تحَرّكهم لوقاية أنفسهم وأبنائهم ناراً وقودها الناس والحجارة، ولن تقي نفسك وأهلك إلَّا بالتحَرّك السديد والسليم في الحياة الدنيا لتنعم بالسلامة في الآخرة.

ويضيف الحاضري في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن الدورات تأتي ضمن إطار التهيئة للشباب والطلاب ليكونوا ذوي فكر سليم وسديد وعميق وصحيح للتصدي للتحديات التي تواجه اليمن خَاصَّة في إطار الحرب الكونية المتعددة الأسلحة لإبقاء السيطرة على اليمن أرضاً وإنساناً، مؤكّـداً أنه لا يمكن لنا أن ننتصر على الأعداء إلَّا بتنشئة هذا الجيل التنشئة السليمة والسديدة التي تضاف للتنشئة التعليمية المدرسية، لتكون إضافة سديدة لتوجيه هذا التعليم المدرسي؛ ليصب في الاتّجاه السليم لبناء اليمن والأمة عامة.

 

محطة تأهيل

وتعد الدورات الصيفية محطة بناء وتأهيل بالشكل الصحيح، وبهذا يرى الناشط الثقافي إياد الأسد أنها محطة تأهيل وتعليم للأجيال، ليكون عندهم الثقافةُ والوعي، ليتشبَّعوا بالهدى ويعرفوا تعاليمَ دينهم، ما أمرنا اللهُ به وما نهانا عنه، فهي نعمة كبيرة علينا، وعلى أبنائنا، فلا نفرط بهذه النعمة العظيمة؛ لأَنَّ فيها ثقافة القرآن الكريم؛ لأَنَّ فيها إخراجنا من الظلمات الي النور؛ لأَنَّ فيها وعياً واحداً ونظرةً واحدةً ومنهجاً واحداً وتحَرُّكاً واحداً وتحتَ قيادة واحدة، فبهذه الدورات الصيفية نبني جيلا واعيا جيلا متمسكا بأهل البيت عليهم السلام وبأعلام الهدى.

ويشير الأسد إلى أن الجميع مسؤول عن الشباب في هذا المرحلة سواء في التقصير والتهاون في عدم الدفع بهم إلى العلم ليتربوا التربية الإسلامية وَتعليمهم القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتأسيس عظمة القرآن في وجدانهم وأهميته في نفوسهم وحياتهم وتعريفهم بالله وبنعمه وعظمته في أفئدتهم وقدرته وقدسيته وحكمته ومعيته معهم وَتدبيره لشؤون حياتهم ووعده ووعيده لهم وتفهيم معنى العبودية لله في مداركهم وغرس الثقافة القرآنية في عقولهم وترسيخ الهُــوِيَّة الإيمَـانية في نفوسهم وتحصينهم بالقيم والأخلاق والمبادئ الإيمَـانية في وعيهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تعاملاتهم.

 

هاجس خطير

وحول أهميّة المراكز الصيفية في بناء الأجيال وتطوير قدراتهم العلمية والمعرفية والحياتية في سلوك الأجيال وبناء عقيدتهم وهُــوِيَّتهم، َيقول العقيد عزيز راشد: إن المراكز الصيفية التي دشّـنها سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- هي أشد على الأعداء من الحرب العسكرية؛ لأَنَّ بناء الأجيال وتحصينهم من الضلال والانحراف والمعارف الاستسلامية والتبعية للغرب تمثل هاجسا خطيرا على مستقبل مشاريع الدول الاستعمارية بما فيها كيان العدوّ الصهيوني المحتلّ الذي أبدى قلقه وانزعَـاجه من هذا التوجّـه التحرّري من الهيمنة والاحتلال والتطبيع والتبعية؛ لأَنَّ ترسيخ ثقافة العلم والجهاد والإبداع والابتكار والحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمَـانية اليمنية والعربية والإسلامية وبناء الوعي المتكامل يمثل حاجزا يصعب اختراقه.

ويوضح راشد أن الدورات الصيفية في اليمن خُصُوصاً في المحافظات “الحرة” هي الوحيدة التي تتمثل بالثقافة القرآنية، بالإضافة إلى الاهتمام بالطلاب والأجيال والمحافظة عليهم من الفراغ والنسيان والضياع ولتطوير قدراتهم وتمهيد للعام الدراسي القادم.

كما أن المراكز الصيفية تبني وتحمي وترسخ عقيدة الإيمَـان وعقيدة قتالية للأجيال قوامها أن أمريكا و”إسرائيل” وأدواتهم وأتباعَهم أعداءٌ ولا بد من مواجهتهم بثقافة الإيمَـان وما تحملُ من معارفَ متنوعة.

 

تحصينٌ وتربية

أما الإعلامي عبد الجليل الموشكي، فيقول: إن الدورات الصيفية محطة تربوية وتعبوية محورية لتحصين الجيل الناشئ وتربيتهم التربية القرآنية وتعليمهم العلم النافع الذي يحفظ فيه روحية الإيمَـان والجهاد والعطاء، وإنها البديلُ عن ضياع الجيل في مهالك الضلال والفراغ، وثمرتها وبركتها تمتد لسنوات، وبدأ الجميع يلمسها في هذا الجيل.

ويضيف أنها تجسّد النهجَ التحرّري الذي يسير عليه الشعب اليمني، والذي يعمل من خلاله على كسرِ كُـلّ أشكال الهيمنة الثقافية، ومواجهة الحرب الناعمة، والحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمَـانية اليمنية.

وَيعتبر الناشط علي مرفق أن للدورات الصيفية أهميتَها الكبرى؛ باعتبَارها تبني جيلاً محصَّناً بالإيمَـان والوعي ويحمل الثقافة القرآنية ويجسدها في واقعه وحياته وعمله، متبعاً أنها تعزز الروح المعنوية لدى الأبناء الملتحقين بالمراكز الصيفية، كما أنها تعملُ على تنمية المهارات لدى الطالب بدلاً عن اهدارِ الوقت في اللعب ومخالطة الناس السيئين وجلسه الشوارع، إضافة إلى أنها تعزز لدى الطالب فعلَ الخير وعدم أذية الناس إلى جانب تعليمهم الصلاة والإحسان إلى الناس وبر الوالدين، والتعرف على ما أحل الله وما حرم الله.

ومع نجاح محطة الدورات الصيفية، نجد أن العدوّ يحاول تشويهَ سُمعة التعليم والمتعلمين بهجمات شرسة على وسائل الإعلام المختلفة ويتعرض لسخط كبير نتيجة لما يراه من عمل تقدمي ونهضوي يسد الثغرات عليه من كُـلّ الجوانب.

وبهذا يشير الناشط أصيل نايف حيدان إلى أن العدوَّ يغضبُ ويتكالبُ بقنواته ومواقعه الإخبارية وكتابات ناشطيه بمهاجمة الدورات الصيفية وشن الشائعات والأكاذيب عليها، بينما نشاهد إقبالاً كَبيراً من الطلاب على تلك المراكز المباركة الإيمَـانية، وهذا دليلٌ على الوعي الذي يتشبع به اليمنيون الأحرار والثقافة القرآنية التي يتثقفون بها.

ويقول: إن غَضَبَ العدوّ وتكالبه يدُلُّ على أن العمل الناجح يحرك الباطل، وهم لا يريدون بناءَ جيل مؤمن وواعٍ يعرف خطر الأعداء الصهاينة، ويريدونه أن يكون كأجيالهم المنحرفة المطبِّعة مع الصهاينة، فعند رؤيتنا لطلاب الدورات الصيفية سواءٌ أكانوا من إخواننا أَو أقاربنا أَو جيراننا، نشاهدهم ينتقلون نقلةً نوعية، ونشاهد تطورَهم في طريقة تحدثهم عن هدي الله وأخلاقهم العالية والتزامهم بالصلاة والتسبيح والاستغفار وتشوقهم للعودة للمراكز أثناء الإجازة الأسبوعية، وهذا ما يخشاه العدوُّ الصهيوني عبر أدواته بأنه لا يريد أن تكون الأجيال هكذا.

ويرى أنه يتم تعليمُ الطلاب في هذه الدورات القرآنَ لينشأَ جيلاً مؤمناً متشبعاً بالثقافة القرآنية وبهدى الله يعشق وطنه ولا يمكن أن يفرّط به مهما كان الثمن، ولن يكونوا كمن باعوا أوطانهم وهم يحملون رتبهم العسكرية أَو المناصب في الدولة، وفضّلوا المال على الوطن وذهبوا وتخلوا عنه، بينما العدوّ ينشئ أجيالَه على اللعب واللهو ويكون جيلاً منحرفاً.

ويواصل حيدان بالقول: نرى الآباء اليمنيون الأحرار يشجّعون ويدعمون أبناءهم ويدفعونهم إلى الدورات الصيفية التي ستبني عقولهم المتشبعة بالإيمَـان وبالوازع الديني والخالية من الفكر الضال، والتي ستنفع الوطن والدين بإذن الله.

ويرتعب العدوُّ من طلاب الدورات الصيفية رغم صغر سنهم وعدم حملهم للأسلحة والقذائف ليخافَ العدوُّ منهم هذا الخوف الذي نشاهده، ولكنهم يحملون القرآنَ الكريم ويحملون العقول الواعية الإيمَـانية التي هي سِرُّ خوف العدوّ منها؛ لأَنَّهم يعلمون أن هؤلاء الطلابَ سيقفون في وجه الظالم والعدوّ، وأن هذه المراكز ستستمر؛ لأَنَّ المجتمع اليمني الحر يعلم كيف هي وما هي وكم حجم فائدتها، ولن يلتفت لشائعات العدوان السافر ومهاجمته التي مَلَّ من سماعها حتى مَن هو بصَفه.

وستظل الدوراتُ الصيفية الحصنَ الحصين للشباب الناشئ للحد من الوقوع في التيه والإفساد، بل المضي في التشبع والتعبئة بالهدى ونور العلم والثقافة؛ وبهذا نستطيع بناء جيل قوي وحضارة يمانية مستقلة خالية من شوائب التبعية والجهل والضلال والظلام.

 

 أيمن قائد

قد يعجبك ايضا