السيد القائد: شهيدنا العزيز محمد الغماري انطلق في إطار الهوية الإيمانية للشعب اليمني
قال السيد القائد بالأمس ودع شعبنا العزيز رئيس هيئة الأركان العامة الشهيد العظيم محمد عبدالكريم الغماري في مراسم الصلاة والتشييع بحضور شعبي واسع جدا، وحضور شعبنا في تشييع الشهيد الغماري كان واسعا وكبيرا وتعبيرا عن ثبات موقفه.
وأوضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة حول استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري.. أن علاقة شعبنا الحميمية بالقوات المسلحة وهي يده الضاربة وهي تعبّر عن توجهاتها وتطلعاته، وأن شعبنا العزيز يرى في المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة والأمن أنها منه وإليه وأنها تعبّر عن تطلعاته وتتحرك معه في الموقف الواحد.
وأشار السيد القائد إلى أن الشهيد الغماري وسائر الشهداء في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وما قبل ذلك هم عنوان أساس من عناوين الموقف الصادق والعظيم لشعبنا العزيز، مؤكدا شعبنا رفع راية الجهاد في سبيل الله في مواجهة طاغوت العصر أمريكا وإسرائيل، و في نصرة الشعب الفلسطيني، والتمسك بقضايا الأمة الكبرى، موضحا بأن مواجهة شعبنا في الجولة المهمة لعامين من الصراع كانت شرسة جدا.
وأكد السيد القائد أن اليهود الصهاينة ومعهم الأمريكي شريك لهم في كل إجرامهم ومؤامراتهم وأهدافهم ومخططاتهم، وأن المواجهة الساخنة جدا على مدى عامين تميزت فيها مواقف الأحرار الذين استجابوا لله وتحركوا بالدافع الإيماني والإنساني والأخلاقي لاتخاذ الموقف الصحيح لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء.
وأوضح السيد القائد أن الموقف اليمني تحرك فيه بلدنا رسميا وشعبيا بكل صدق وببذل أقصى الجهد على كل المستويات، وأن شعبنا اتجه صادقا مع الله وصادقا في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف معه بكل ما يستطيع دون توانٍ أو تخاذل أو تقصير، مؤكدا بأن شعبنا العزيز قدم منذ البداية الشهداء في انطلاقة الموقف واستمر في تقديم الشهداء طوال هذين العامين من قواته المسلحة ومن أبناء الشعب، وأن عطاءات شعبنا وتضحياته من المصاديق الجلية الواضحة لصدق موقف الشعب وصدق موقفه على كل المستويات.
وجدد السيد القائد التأكيد على أن موقف شعبنا مشرّف وفخر وشرفٍ وعزٍ وكرامة، وأداء واجب مقدس، ولم يكن موقفا هامشيا أو عبثيا أو مستهترا أو متهورا، وأن شعبنا انطلق في موقفه بأعلى مستويات الرشد والحكمة والمسؤولية، مشيرا إلى أن قيام شعبنا بالمسؤوليات المقدّسة هو عمل ينال به الشرف والمجد والكرامة والعز في مقابل من تحرك في مواقف مخزية ومعيبة، مشيرا إلى أن من تحركوا في الاتجاه المعاكس في إطار نصر العدو الإسرائيلي هم كانوا في مواقف مخزية وهي عار عليهم.
وقال السيد القائد أن شهيدنا العزيز الشهيد محمد عبد الكريم الغماري رضوان الله عليه انطلق في إطار الهوية الإيمانية للشعب اليمني، مشيرا إلى أن موقف شعبنا العظيم سيبقى صفحة نورانية بيضاء مشرقة في تاريخه وسيبقى مدرسة للأجيال اللاحقة، وأن موقف شعبنا مدرسة معطاءة تزود الأجيال باليقين والبصيرة والعزم تستنهضهم لمواجهة التحديات كيفما كانت، وموقف شعبنا مدرسة للثبات في كل الظروف والتجاوز لكل الصعوبات دون كلل ولا ملل ولا فتور ولا عجز.
وأضاف السيد القائد أن شهداؤنا الأعزاء ارتقوا في أداء مسؤولياتهم الجهادية، وهم نجوم مضيئة في مدرسة العطاء والثبات، مؤكدا بأن شعبنا العزيز انفرد في مميزات انطلاقته العظيمة والمباركة والخالدة في إطار الملحمة التاريخية في مواجهة العدو الصهيوني اليهودي.
وأشار السيد القائد إلى أن الجيش اليمني مجاهد في سبيل الله انطلق مع شعبنا في إطار الهوية الإيمانية وبالروحية الجهادية ببصيرة عالية، وقال مستغربا: أين هي الجيوش العربية والإسلامية التي عددها أكثر من 25 مليونا وليس لها صدى ولا أثر ولا موقف؟ مشيرا إلى الحالات الاستثنائية في الجيوش العربية والإسلامية تتعلق بالجمهورية الإسلامية في إيران وفي قوى المقاومة والجهاد.
وتسأل السيد القائد بالقول : أين هي الجيوش بضباطها وقادتها وكوادرها، وما الذي قدمته للأمة في مرحلة من أصعب المراحل؟
ولفت السيد بالقول: الجيوش العربية والإسلامية غائبة عن هذه الأحداث، لأن الوجهات والأسس والمنطلقات لم ترتقِ بها إلى أن تكون في مثل هذا المستوى من الموقف في الاتجاه الصحيح وفي الزمن الصحيح، موضحا بأن الروحية الإيمانية والجهادية كفيلة بالارتقاء بأي جيش لأن يكون في مستوى مواجهة التحديات والمخاطر، والقيم الإيمانية راقية تبني الإنسان في اتجاه الكمال الإنساني، ليكون عنصرا خيراً فاعلا في هذه الحياة
وأشار السيد القائد إلى أن للشهداء أثرهم العظيم فيما أنجزوه وبذلوه من جهد وقدموه في إطار جهادهم وأدائهم لمهامهم ومسؤولياتهم، مؤكدا بأن للشهداء الأثر الكبير جدا بالقيمة العظيمة عند الله لتضحياتهم وما يكتبه لهم في واقع أمتهم وخدمة القضية التي ضحوا من أجلها، وأن للشهداء الأثر العظيم فيما تستلهمه الأجيال، بل فيما يستلهمه حتى رفاق دربهم وأمتهم فيما كانوا عليه من عزم وقيم وأخلاق راقية.
ولفت في تجربتنا على مدى كل هذه الأعوام في المسيرة القرآنية الجهادية لمسنا الأثر الكبير للشهداء في وجدان الناس، في وجدان أمتهم ورفاقهم..
مؤكدا بأن الشهيد الغماري انطلق بوعي قرآني وبارتباط وثيق بكتاب الله وتجلّت في الانشداد العظيم نحو الله محبه له وخوفا من عذابه، وأن الروحية الجهادية للشهيد الغماري تجلت في الثقة العظيمة لله وهو يؤدي مهامه الجهادية دون اكتراث لما عليه الأعداء من إمكانات وقوة.