الشر في بقاء المنظمات.. والخيرُ في الزراعة والاعتماد على الذات…بقلم/ أحمد المتوكل

 

لم يتم إنشاءُ منظمة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية إلا مِن أجلِ الهيمنة والسيطرة على الدول تحت شماعة تقديم المساعدات الإنسانية.

منذ اللحظات الأولى لبدء العدوان، لعبت المنظماتُ التابعة للأمم المتحدة دوراً مهماً لصالح تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، حيث اشتغلت في عدة مسارات لتحقيق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في السيطرة والهيمنة، واحتلال البلد ونهب ثرواته واستعباد الشعب اليمني الحر، اشتغلت في المسار النفسي وذلك ببث الخوف والقلق في أوساط الناس، وجميعُنا قد سمع تصريحَهم في أول أَيَّـام العدوان، بأن الاحتياطي الغذائي لليمن لا يكفي إلا لمدة ثلاثة أشهر فقط، واشتغلت منظمةُ الأمم المتحدة كذلك في المسار الاستخباراتي الذي يخدُمُ تحالفَ العدوان، واشتغلت في العمل على تفكيك المجتمع وإفساد دينه وأخلاقه وقيمه ومبادئه، من خلال دعمهم لشبكات الدعارة والترويج للخمر والمخدرات، وأما مساعداتهم الإنسانية فهي عبارة عن مواد غذائية منتهية الصلاحية وسامَّة، ولا تصلُحُ حتى للاستهلاك الحيواني.

بالإضافة إلى الدور المهم الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة لصالح قوى الشر، وهو إضفاءُ الشرعية للعدوان على اليمن، من خلال التغاضي عن جرائمه ومجازره التي ترتكَبُ يوميًّا بحق أبناء الشعب اليمني، وتبرئة المجرم القاتل أمام مجلس الأمن والمجتمع الدولي.

فأيُّ خير سوف نفتقده من مغادرة المنظمات لليمن؟!

وقد كانت اليمنُ تعيشُ في رخاء دونَ وجود أية منظمة فيها، يوم أن كانت أغنى دولة في شبه الجزيرة العربية، ولكن بعد أن دخلت الوهَّـابية لليمن وعاثت فيها الفساد، وجعلت احترامَ مواثيق الأمم المتحدة ومنظماتها التي تدّعي الإنسانية هدفاً يجبُ تحقيقُه!

ولهذا صلنا إلى ما نحن عليه اليوم من فقر ومجاعة واعتمادٍ كليٍّ على ما تقدمه المنظمات من مساعدات.

علينا أن نتخذَ من مغادرةِ المنظمات وتوقُّفِهم عن إعطاء المساعدات السامة فرصةً للاعتماد على أنفسنا، كما كنا في السابق، ولنزرعْ أرضنا ونحقّق الاكتفاء الذاتي، ولنهتم بالثروة الحيوانية، ولنعملْ على تشغيل مصانع الأدوية، ومصانع الملابس والأحذية، بدلاً عن أن نستوردَها من تركيا الإخوانية المطبِّعة مع “إسرائيل”.

قد يعجبك ايضا