الشهيد صلاح العزي أول سفير لمظلومية المسيرة وعميد الإعلام الحربي في وجه العدوان

 

عين الحقيقة/كتب /محسن علي الجمال

كثيرا ما تحتفل الدول بذكرى الجندي المجهول وهو الجندي الذي يبذل جل جهده خدمة لوطنه وأبناء شعبه ويعمل بنكران للذات بعيدا عن حب الشهرة والظهور وتقوم الدول بمراسيم رسمية في النصب التذكاري الخاص به تصاحبها خطوات عسكرية متزنة مصاحبة بأنغام موسيقية حزينة ويحمل القائد باقات من الورد ليضعها على نصبه, فما بالكم ونحن نتكلم عن قائد محنك ورجل قرآني نموذجي قل نظيره وعن ثائر أعركته جميع الميادين وسفير إعلامي وصل المظلومية والأوجاع للمسيرة القرآنية يوم أن كانت في مهدها الأول بل وجعل من نفسه رأس حربة يفضح جرائم الطغاة والظلمة والسفاحين.
إنه المجاهد الذي اخترق حواجز العدو الى وسط نجران ليعرف أهل شعب نجد والحجاز ماذا يعمله قادة قرن الشيطان الذين ارتموا في أحضان أمريكا وجعلوا من أنفسهم أحذية لها ولربيتها إسرائيل مصطحبا معه مظلومية كربلاء مران وأهلها جراء 6 حروب غاشمة انتهكت فيها كل القيم والمحارم واشترك النظام السعودي في آخرها, وأبلي في سبيل توصيلها معاناة فريدة من نوعها قد تكون أشد مما حصل لأي مجاهد ينتمي الى المسيرة القرآنية وحتى اليوم.
وأنا أقول هذا الكلام عن قناعة لأني في يوم أن عرضت نبذه عن مسيرته وتضحياته الجهادية في ذكرى تأبينه لم أكن أعرفها عن ذي قبل إلا أنني عند سماعها كنت أشعر بالألم في وجداني وما إن كان يعرضها بعض الزملاء وأقارب الشهيد الا وتنهم عيناي بالدموع ألما وحسرة على ما تعرض له من أنواع التعذيب التي تذيب لهولها الأكباد لكنه كان يوقن بأنه مادام وهو في سلامة من دينه فلا يبالي؟.
وبصراحة عندما حاولت أن أكتب عن هذا الشخص بعد أن عرفته فلم أعرف من أين ابتدي وكيف انتهي فماذا يكتب الإنسان عن شخص اصطاد القلوب ودخل من غير استئذان وتفردت بحبه وتعلقت به.
نعم..أنه المجاهد الاعلامي صلاح العزي الذي لقن أساطيل إعلام العدوان وترسانته الهائلة دروسا قاسية مرة مقارنة بالإمكانيات المتواضعة لديه وهو يقود الإعلام الحربي اليمني بكل كفاءة واقتدار ووعي كامل فقد كان يستبق الأحداث قبل وقوعها وكانت صفحته الخاصة تمثل جبهة إعلامية لوحدها متكاملة غير منقوصة وتحولت الى مرجعية للجميع فقد مضى ليل نهار مجاهدا صابرا محتسبا وقد احتزم لامة حربه وشمر سواعده إذا مثل الدينمو المحرك للإعلام المناهض للعدوان بشتى أنواعه.
نتكلم عن قيادي استثنائي ومن طراز خاص ولد في رحم معاناة ومظلومية ليصبح قائدا يتمتع بالعبقرية والذكاء والكاسية افتقدته الساحة اليمنية في مرحلة وظروف حرجة كانت في أمس الحاجة إليه ,ورحل عنا دون سابق إنذار والى غير رجعة ملتحقا بركب قافلة شهدائنا العظماء الذين سيجل التاريخ مواقفهم المشرفة وأدوارهم البطولية في أنصع صفحاته وهم يخوضون غمار الموت ويبيعون الأرواح في أسواق الموت بثمن هو الجنة دفاعا عن عرضهم وشرفهم ودينهم وأبناء وطنهم.
نعم: افتقدناااااااااااااه وتألمت قلوبنا بفراقه لأن جسد أخلاق المسيرة وقادتها الأتقياء بتعامله ولم يظهر نفسه يوما ما في أوساط زملائه وكأنه مشرفا عليهم أبدا إنما كان نعم للجميع القائد والمربي والمعلم والموجه والناقد والكاظم للغيض والمنفق في سبيل الله فلم نرى في وجهه العبوس قط انما كانت ترتسم سوى ابتسامته التي تخترق الأفئدة.
“صلاح العزي” هو ذلك الإعلامي المخضرم الذي جعل من نفسه وقلمه وكتاباته ومنشوراته وهو في طليعة النسق الأول في الجبهة الإعلامية للتصدي للعدوان بعبقرية فذة وبإيمان الواثق بالله وإيمان من يوقن أن النصر حليفه والحسرة والخسارة من حظوظ قوى العدوان فكشف زيفه وفند أباطيله وكانت كل منشوراته سهاما سامة وحارقة ينحر بها أولياء الشيطان وجحافلهم من المرتزقة.
ولمن لم يكن يعرفه هو صاحب الضحكة البالستية ههههههههههههههه التي وصلت اليوم مداها الى الرياض والى ما بعد الرياض حتى وصلت الى البدو الصحر في دولة الامارات الأمريكية المتحدة بل وكانت ضحكته الشهيرة والمعروفة بالضحكة السبالستية بشارة خير مفرحة وإشارة معروفه في أعمالنا تعنش الطاقات الخاملة أحيانا وبمجرد ما إن تسرقها النظرات والعيون يتحول الجميع بسببها وكأنهم في ميادين السباق.
قد أكون ظالما للشهيد الذي ذابت قلوبنا كمدا على رحيله “صلاح العزي” الفارس الذي ترجل وعرفته الميادين المتعددة وغادرنا دون سابق إنذار وقد لا أوفيه حقه لأني عرفته عما قريب لكن ماذا عسى الفرد او الأخ او المطلع أن يكتب بعد قراءته تاريخ وحياة وأسرة هذا الشخص فلا يجد تعبيرا أفضل من قول الله حينما يقول ” شجرة أصلها طيبة أًصلها ثابت وفرعها في السماء”.
عندما نتكلم عن عميد الإعلام الحربي الشهيد صلاح العزي ذو النظرة الثاقبة فإنما نتحدث عن إنسان ملكوتي كانت حياته أشبه بكتلوج متنوع حمل في طيها منار الحرية وخلد في صفحاته ومسيرته الجهادية القيم والأخلاق والتواضع والصدق والصبر والإخلاص بكل ما تحمله الكلمة من معنى وجسد ها قولا وفعلا في تعامله مع الناس حتى جذب قلب كل من عرفه وقدوه يحتذي به
صحيح إن صلاح العزي رحل بجسده عنا لكنه لم يرحل من قلوبنا وأفئدتنا ومثل هذا الرجل العظيم الذي التحق في ركب القافلة المباركة يجب أن يخلد للأجيال ليستلهم ويتعلم في مدرسته الجميع أبجديات دروس الإخلاص والمثابرة والسلوك والالتزام والصدق ولينهلوا من أخلاقه وخلقه وحكمة قيادته وليقتبسوا من مسيرته الجهادية صفات المجاهد الحقيقي والقائد النموذجي .
قد يعجبك ايضا