الصحفي والأديب علي جاحز يكتب / قراءة في المحاضرة الرمضانية الــ 17 : القائد يذكر: الجهاد فريضة الزامية تم تعطيلها، واليمن انموذج معاصر يثبت جدوائيتها

القائد يذكر: الجهاد فريضة الزامية تم تعطيلها، واليمن انموذج معاصر يثبت جدوائيتها

 

 صحيفة ” الحقيقة “ /قراءة / علي أحمد جاحز 

 

في محاضرته الليلة ركز السيد القائد على ابراز الجهاد كفريضة و ركيزة أساسية من ركائز نجاح ونجاة الامة التي يفترض انها تحمل رسالة الإسلام ومكلفة بحمل مهمة الاستخلاف العظيمة، وعلى سبيل التهيئة لطرح الموضوع استرسل القائد في استعراض واقع الامة وما تواجهه من مخاطر، وصولا الى اثبات حاجتها ان تتحرك في إقامة الفريضة الجهادية،

هل الجهاد فريضة وحسب!؟
ليس هناك ادنى شك في ان الجهاد فريضة، فالقرآن اعطى مساحة واسعة للحث على فريضة الجهاد، بل انه حث عليها اكثر من أي فريضة، فهناك اكثر من 500 اية تحث على الجهاد، وتثبت الزامية الجهاد، ومثلما جاءت آيات تنص انه كتب الصيام والصلاة فقد جاءت آيات تنص انه كتب القتال والجهاد.

لم يتوقف السيد القائد عند اثبات الزامية الجهاد بل حرص على ان يبرز انه اهم فريضة واعلاها الزامية، فقد جعل الله الجهاد معيارا يبين مصداقية الايمان، ومن أوضح الأدلة على ذلك ما جاء في الآيات التي ردت على الاعراب في سورة الحجرات، يوضح سبحانه وتعالى ذلك في قوله:
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَـمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَـمْنَا وَلَـمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)
إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَـمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)}

كما ان الجهاد شرط لدخول الجنة والامتحان الأهم الذي يؤهل الانسان لدخولها، وجاء لك في آيات ومواضع كثيرة منها ما هو على سبيل التحذير ومنها ما هو على سبيل الترغيب.

حيث انه في سياق التحذير والتنبيه الحاسم يقول تعالى:
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَـمَّا يَعْلَـمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَـمَ الصَّابِرِينَ (142) من سورة آل عمران.

وفي سياق الترغيب الذي يفيد الحتمية ايضا قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَـمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) من سورة الصف

المتأمل يجد ان هذه ادلة واضحة وصريحة وسهلة الفهم والحتمية فيها قطعية حاسمة لا تقبل التأويلات والشبهات. وهذا يحيلنا الى خطورة ما حدث للامة من تجهيل وتضليله وصل الى درجة ان يقدموا لنا اركان الإسلام وفرائضه بدون فريضة وركن الجهاد، وهذا التضليل كان هدفه الأول صرف الوعي عن كون الجهاد فريضة مكتوبة مثل الصلاة والصيام.

لماذا نحن معنيون بالجهاد؟
لم يقف السيد القائد عند اثبات الزامية فريضة الجهاد، بل، اكد اننا معنيون بحمل راية الجهاد، فنحن امة لها رسالة وعليها مسؤولية ومنوط بها التصدي لجبهة الشر وهي رسالة الإسلام، وكأن السيد القائد يريد ان يؤكد ان الإسلام رسالة تجسد مهمة الاستخلاف في الأرض بكل ما تحمله من قيم ومسؤوليات من تحرير وإنقاذ ونشر للعدل والحق والخير وبناء واعمار وتشييد في الأرض.

وفي سبيل نجاح هذه المهمة العظيمة لابد ان يكون ضمن ركائزها وعلى رأس مسؤولياتها الجهاد، باعتبار ان أعداء هذه المهمة وهم الشيطان واوليائه لا يقفون مكتوفي الايدي امام رسالة الإسلام والمهمة العظيمة الملقاة على عاتق من يحمل راية الإسلام، بل يتحركون لإفشال تلك المهمة وبالتالي فان الجهاد ركيزة أساسية من ركائز نجاح تلك المهمة.

كما ان السيد القائد حرص على ان ينوه الى ان الجهاد لا يمكن ان ينجح الا بتوفر مقومات من ايمان وزكاء و اعداد وتربية ووعي وتضحيات. الخ.

فوائد الجهاد ومخاطر تعطيله
هذه المرة استدعى السيد القائد سياق الفتوحات الإسلامية كشاهد على ما تحقق للامة من عزة ومجد ومنعة ورخاء، واعتبرها امتداد لما حققه رسول الله صلوات الله عليه وآله من إنجازات وانتصارات وفتوحات من خلال إقامة فريضة الجهاد وتربيته للامة على الجهاد والتحرك الجهادي.

وكان ذلك الاستدعاء مدخلا أراد السيد من خلاله الوصول الى توضيح مخاطر تعطيل فريضة الجهاد، حيث اتضح في الحالة التي عطل المسلمون فيها الجهاد مدى ما فقدوه في واقعهم، حيث خسروا العزة والقوة والقرار وترسخ في اوساطهم الذل والخوف، بل وصارت هذه الحالة سائدة في واقعهم فعلى المستوى التربوي نجد ان الناس فقدوا روحيتهم الجهادية لدرجة ان البعض لم يعد يستطيع ان يقوم بالمقاطعة.

والاهم والأخطر بين نتائج ترك فريضة الجهاد هو جرأة الأعداء على الامة، وهذا ما اختصره السيد القائد في توصيفه للامة انها أصبحت كما يقال ” مدفخة “، وهو توصيف شعبي يمني فسره بقوله ان الأعداء باتوا ينتهكون مقدساتها وكرامتها ويقتلون شعوبها ويدمرون مدنها .. وهم مطمئنون، وعمليا يتجه الأعداء للسيطرة على الامة ومقدراتها وقراراتها ويحتلون اوطانها ولا يجدون أي تحرك لمواجهتهم.

وخلص من هذا كله الى الدليل المعاصر الملموس على صوابية ما سبق وهو ما يجري في فلسطين وفي غزة هذه الأيام من جرائم وانتهاكات وصلت حد الإبادة، وكيف بدت مواقف الامة وتخاذل الدول والأنظمة نتيجة تعطيل فريضة الجهاد، ووصف حالة الامة بالحالة الهابطة على المستوى النفسي التربوي، والى أي مدى تضررت الامة بسبب هذه الحالة وانعدمت الغيرة والحمية، ولم يفصل السيد القائد مظاهر وجزئيات تلك الحالة ، ففي الوقت الذي يحرص القائد على تذكير الناس بان القران اكد وحث على الجهاد كفريضة واعتبره شرطا للأيمان ودخول الجنة وارشد الى الآيات التي تؤمد الزامية الجهاد، وصلت حالة الامة الهابطة الى مستوى صدور فتاوى تحرم الجهاد وتتيح للحكام ان يعاقبوا من يدعوا اليها ولو مجرد الدعوة الى المقاطعة او مجرد الدعاء للمجاهدين في فلسطين.

فاعلية موقف اليمن .. نعمة وفضل ومسؤولية:
ليس من باب التباهي اختتام القائد محاضرته بالإشادة بموقف اليمنيين فهو فوق تلك الصغائر، بل يرمي الى ان يبرز فاعلية وجدوائية التحرك الجهادي من خلال التجربة اليمنية كنموذج ماثل للعيان ومثال معاصر، اذ بالفعل لم يعد خافيا ان اليمن صار انموذجا ناجحا، و انه بإقامته فريضة الجهاد بإمكانات بدأت من الصفر وامام اعتى طغاة العالم وصل الى وضع متقدم من القوة والمنعة ووصل الى مرحلة متقدمة من الوعي والتحرك والمبادرة، وهذه نعمة كبيرة كما اكد السيد عدة مرات.

وفي سياق حرصه على ان يبقى النموذج اليمني صادقا ومعبرا عن المعية الإلهية، فان القائد مثلما أشاد بالموقف والنعمة، لم ينس ان يشير الى أهمية الشعور بالمسؤولية في الحفاظ على الموقف والاستمرار والتقدم فيه، وان في مقابل تلك الحالة المتقدمة وامام هذه النعمة التي حظي اليمن والشعب اليمني بالفضل من الله وما خصنا الله به من شرف حمل راية الجهاد، هناك ذنب كبير في حال التخاذل والتنصل عن المسؤولية، وهو ما يجعل من الأهمية بمكان الاستشعار الدائم للمسؤولية وكيف نبقى على استعداد دائم لنتحرك اكثر في هذا الاتجاه الجهادي المقدس، وهذا من شأنه ان يؤثر في الامة باي حال ان تتجه ذات الاتجاه الذي ثبت ولايزال يثبت جدوائيته وفاعليته.

 

 

لقراءة المزيد من كتابات الشاعر والأديب يمكنكم زيارة قناته على تليجرام على الرابط التالي

https://t.me/ajahiz

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا