العاصفة الهوجاء تُنكر جنايتها.

بقلم: فاطمة عبدالملك إسحاق
دُعابة جديدة يطرحها الوفد السعودي في صنعاء ؛ ليجعل من المملكة السعودية طرف ثالث يمثل وساطة بين الأطراف اليمنية.
الدبلوماسية السعودية تسعى إلى تبرئة الطرف الأساسي الذي قاد الحرب على اليمن ، الذي كان تحركاً وفق التوجيهات الأمريكية ؛ التي من خلالها أعُلنت الحرب من واشنطن ، بلسان سفيرها في الولايات المتحدة الأمريكية، التدخلات الدولية والإقليمية ؛ لم تكن إلا عائقاً وحجراً عثرة أمام التسويات ، عملت على مصادرة الحقوق المشروعة للشعب اليمني ، ووصفتها بالمستحيلة.
في مقابل ذلك الحكومة اليمنية في صنعاء لم تقبل بذلك ، لأن الملف الإنساني يُعد من أهم ما يمكن أن يُطرح في أي حوار للسلام وللحل العادل.
الوسيط كما هو معروف هو شخص طبيعي ؛ مهمته التدخل لتسهيل النقاشات وإيجاد حلول توافقية لجميع الأطراف ، هذه الشخصية لا تتطابق مع السعودية ؛ فلم تكن شخص طبيعي ، فقد كانت من رواد الحرب منذ اللحظة الأولى ، طائرات حربية سعودية ، قنابل أمريكية، صواريخ ومعدات سعودية أمريكية، جنود سعوديون ومن مختلف الجنسيات ، بدعم أمريكي ، كانت السعودية هي من توفر لهم الغطاء الجوي ، كل ذلك لا يمكن للوسيط أن يفعله فالوسيط محايد لا يتدخل إلا من أجل حل النزاع.
رصد الأهداف للقصف ، كانت من غرفة العمليات السعودية ، ليس هنالك ما يبرر للسعودية تورطها بدماء أبناء الشعب اليمني من كافة الأطياف والمذاهب.
إذا كانت السعودية وسيط ، فمن الذي دمر البنية التحتية؟ والمنشأت الحيوية بمختلفها ؟ من الذي قصف منازل المواطنين؟ ومن الذي قصف المساجد وقاعات الافراح والعزاء ؟ من الذي قتل الصيادين واختطفهم ؟
الآلاف الخروقات السعودية للهدنة؛ التي التزم بها المجاهدين في الجبهات بتوجيهات من القيادة، لن تكفي كتب ومجلدات لرصد جرائم العدوان السعودي الأمريكي ، فالإجابة ليست حبيسة الأدراج ، تنطق أفواه اليمنيين كافة ، أن السعودية أداة من أدوات اللوبي الصهيوني ؛ تُنفذ ما يأتي به من أوامر ولو كان على حساب بيع دينها وعروبتها وموالاتها لأعداء الأمة الإسلامية والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، فمن الذي تضرر من تلك العاصفة الهوجاء؟
كل أبناء الشعب اليمن قد وصلهم الضرر والحزن والمعاناة، بل كل منطقة مدعومة من قبل السعودية حالها أسوء بأضعاف من الحال في المناطق التي تسيطر عليها حكومة صنعاء.
فمن الأحق بالرضوخ لمطالبه المشروعة الشعب اليمني أم السعودية وتحالفها الذي فشل في كل حرب خاضها ؟
شياطين الأنس حضرت إلى صنعاء لتقول أنها تشارك في الوساطة، هذه الخطوة غير صائبة وغير مقبولة بين أوساط المجتمع اليمني ؛ الذي عانى سنوات من ويلات الحروب ، تجرع من كأس السموم الخارجية التي كانت تطمح لقتل الحياة السامية التي ترفع شأن اليمن ، وتحذر من خطر الاحتلالات ، والأطماع الغربية في ثروات وأرض اليمن بسبب السعودية ومن تحالف معها لن يقبل الوفد السعودي إلا طرف من أطراف الحرب يتفاوض معه بعد أن يعترف بكل الجرائم التي الحقها باليمن وأن يتوب ويقبل ببنود السلام التي طرحها المجلس السياسي.السعودية استهدفت الإنسان اليمني، واستباحت دمه وأرضه ، سلبت منه أبسط حقوقه وأكثرها ، سعت لتفريقه وتقسيمه، تخويفه وترهيبه، ارتكبت كل الجرائم ، لم تبقِ منها شيء، عاصفة السعودية تعصف بها ؛ من خلال صمود ومواجهة حرب عالمية ، دخلت في السنة التاسعة؛
يريد إنهائها السعودي ببراءتها من دماء اليمنيين ، وتدمير أرضهم، الوسيط دوره توفير البيئة الآمنة لا أن يقصف ويقتل المدنيين في الحدود .

قد يعجبك ايضا