القوات اليمنية.. خطوات ثابتة نحو الحسم

 

القوات اليمنية.. خطوات ثابتة نحو الحسم

كشف وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، عن استراتيجية المرحلة المقبلة وذلك فيما يتعلق بالعدوان على اليمن، حيث أكد أن هدف المعركة القادمة سيكون التحرر والاستقلال الشامل.

ويأتي هذا الإعلان للواء العاطفي بعد أيام من تصريح سابق للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع الذي دعا فيه المغرر بهم الى للعودة الى جادة الصواب واستغلال قرار العفو العام الذي قال انه لن يستمر طويلاً، في دلالة واضحة على حرص الجيش واللجان الشعبية على اعطا المرتزقة فرصة أخيرة لإعلان التوبة.

تصريحات اللواء العاطفي والعميد سريع تؤكد  أن القوات اليمنية اتخذت قرارها بضرورة تحرير الأراضي المحتلة، سيما بعد أن تمكنت القوات اليمنية من تحييد الكثير من أنواع الطائرات الحربية ونجحت في تحقيق قفزة نوعية في مجال التصنيع العسكري والتي كان آخرها ما اعلن أمس عن تدشين إنتاج عربات أمنية مدرعة بمواصفات عالية نوع (بأس 1).

وهو ما أكده وزير الدفاع في تصريحه بمناسبة تدشين العام التدريبي الجديد، حيث اشار إلى الإنجازات الكبرى التي تحققت على المستوى العسكري وإعادة بناء القوات المسلحة وتعزيز قدرات الجمهورية اليمنية الدفاعية والهجومية خلال العام التدريبي المنصرم وهذا العام وفي مرحلة من أهم المراحل التي مر بها الوطن في ظل العدوان والحصار.

وأشاد بالنجاحات النوعية للصناعات العسكرية اليمنية التي استطاعت تحقيق انجازات كبرى في مضمار تطوير وتحديث أسلحة الردع الإستراتيجي والتي بها ومن خلالها فرضت عوامل توازن القوى في ميدان المعركة وكان للقوة الصاروخية والطيران المسير دوراً فاعلاً في مواجهة قوى العدوان والآلة الحربية المتطورة واستهداف قواعدها العسكرية ومنشآتها الاقتصادية الحيوية والتي كانت من أهمها منشأة أرامكو النفطية.

وأضاف اللواء العاطفي في سياق حديثه “إن الصناعات العسكرية اليمنية تعمل ليل نهار لتطوير أسلحة نوعية وأكثر دقة وأكبر مدى وقادرة على الوصول إلى أهدافها ولن تستطيع منظومات العدو الدفاعية إعاقتها وندع الأيام لتؤكد صحة قولنا إذا ما استمر العدوان “

ومضى” لقد آن الأوان لانطلاق معركة التحرر والاستقلال الشاملة وإجبار قوى العدوان على مغادرة الأراضي اليمنية المحتلة دون قيد أو شرط وإحلال السلام في المنطقة “.. مشيراً إلى أن أزمنة الاستعمار قد أفلت وذهبت أدراج الرياح.

استراتيجيات قائد الثورة

وما دمنا بصدد الحديث عن الاستراتيجيات العسكرية التي انتهجها أبطال الجيش واللجان، فلا بد من التذكير بالجملة التاريخية: ” “إذا لم يتوقف العدوان على اليمن سنضطر لأن ننفذ خياراتنا الاستراتيجية”، هكذا أعلن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في العام 2015م، لتشكل الخيارات الاستراتيجية معادلة الردع الجديدة كموقف حق ومشروع لمواجهة العدوان وردعه وايجاد معادلة توازن رعب مع العدو من خلال امتلاك ابطال الجيش واللجان الشعبية لزمام المبادرة من موقع الفعل وليس رد الفعل في إدارة الحرب مع العدو المتغطرس.

وعلى غير ما كان يتوقعه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي انقلبت المعادلة من الدفاع الى الردع وأصبح أمام معادلة توازن رعب صنعتها مفاجآت الجيش اليمني واللجان الشعبية ضمن الخيارات الاستراتيجية التي تجلت في الميدان بمنظومات صاروخية مطورة وأخري مصنوعة محلياً، ناهيك عن الطيران المسيّر، وانتاج العربات والذخائر.

وكانت القوة الصاروخية هي المتصدرة للمشهد تبعها سلاح الجو المسير الذي ركز على اهداف سعودية بشكل كبير، وتسبب في حدوث أضرار كبيرة للقطاعات الاقتصادية والتجارية للسعودية، بما يؤكد على التقدّم التكنولوجي والإنجازات العسكرية التي تحققها قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية على أرض المعركة خلال الفترة القليلة الماضية.

وهذا العمليات المتكررة لسلاح الجو المسير تؤكد أنه على الرغم من استمرار العدوان الغاشم لفترة طويلة، واستمرار الحصار الجائر الذي تفرضه دول تحالف العدوان على أبناء الشعب اليمني، إلا أن القدرات العسكرية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية لم تضُعف ولم تنهر، بل على العكس من ذلك لقد أثبتوا بأنهم قادرون على مواصلة الحرب معتمدين على أنفسهم فقط، وان القيادة الحكيمة والعقل الاستراتيجي الذي يدير ويقود المعركة اثبتت أن قوة الحق هي قوة الله ، هي القوة المدافعة عن مبادئ الشرف العظيمة التي يراهن عليها كل اليمانيين الشرفاء.

الخيارات الاستراتيجية البرية والبحرية والجوية واللوجستية:

نقل الجيش اليمني واللجان الشعبية الى عمق اراضي العدو وباتت المعارك الميدانية في عمق جيزان ونجران وعسير، وتمكن المقاتلون من فرض السيطرة البرية على طرق الامداد اللوجستية الواصلة بين بين مختلف جبهات القتال في العمق السعودي، وايضاً التحكم في القدرة على الهجوم والمناورة والاستنزاف واستخدام كل ما هو متاح من امكانات على الأرض.

ومثلت القوة الصاروخية قوة ردع متقدمة، حيث تطورت في فترة وجيزة من الصواريخ القصيرة المدى وصولاً الى الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي استهدفت الرياض عاصمة العدوان السعودي.

كما باتت سفن وبوارج وفرقاطات العدوان في دائرة الخطر بعد استهداف العديد من القطع المتنوعة، واستطاعت القوة البحرية امتلاك جزء يسير من المعلومات عن تحركات القطع البحرية للعدوان.

وعلى مستوى الطائرات فقد باتت طائرات العدوان في دائرة الخطر بكل اشكالها وتم اسقاط طائرات حربية ومروحيات اباتشي وطائرات استطلاع، واستطاعت القوات الجوية تطوير قدراتها واسقاط طائرات حربية في عمق اراضي العدو السعودي.

وقد تم الوصول للعديد من المعلومات من عمق اراضي العدو عن الأهداف العسكرية التي تم استهدافها وتم الكشف العديد من شركات المرتزقة والعديد من الجنسيات التي قاتلت في صفوف العدوان، وامنياً تمكنت الأجهزة الأمنية من تفكيك عشرات الخلايا التي يديرها العدو.

استراتيجية المطار بالمطار والسن بالسن:

واستطاعت القوات اليمنية من إرساء معادلة “المطار بالمطار والسن بالسن والبادئ أظلم”، فما بعد عملية التاسع من رمضان وعملية نصر من الله وعمليات نهم والبيضاء، قد وضعت العدوان أمام معادلات ردع جديدة لتأتي ايضا عملية استهداف مواقع في العمق السعودي، ادت الى استنزاف السعودية وجعل رصيدها المالي يتحول من دائن الى مدين.

وهذه العمليات الهجومية سبقتها عدة عمليات هجومية بعدد من طائرات قاصف k2 استهدفت مرابض ومحطات الطائرات بدون طيار المشاركة في العدوان على اليمن في مطار جيزان الدولي، وضربت م رابض الطائرات الحربية ومراكز تحكم وإدارة الطيران المسير الإماراتي والسعودي المتواجدة في المطار.

كما هاجمت سبع طائرات مسيرة في التاسع من رمضان محطتي ضخ النفط السعودي في الدودامي وعفيف، ليتوقف إثر ذلك الهجوم ضخ النفط للمرة الأولى في خط البترولاين الذي أنشأته الرياض بطول 1200 كيلو متر لنقل النفط الخام من منابعة على الخليج إلى ينبع غربا على البحر الأحمر.

وبتزايد عمليات سلاح الجو المسير وتصاعد زخمها في الآونة الاخيرة، لم يعد يقتصر الامر على توجس النظام السعودي وارتفاع منسوب خوفه وقلقه مما يخفيه ابطال الجيش واللجان من مفاجآت في قادم الأيام التي لن تنتهي أو تتوقف, بل اضحى يهرول الى اسياده ويطلق الصراخ والعويل من قساوة الرد وتأثيراته على إغلاق مطاراته وشلها عن الحركة والتي ستنعكس سلبا على أمنه الداخلي واقتصاده المأزوم من جهة, وواقع الإخفاق الذي لحق به ازاء الفشل الذريع لأحدث المنظومات الدفاعية في الحد من قدرات سلاح الجو  المسير والصواريخ الباليستية من جهة اخرى، فلم تعد موازين القوى كما كانت في السابق.

 

 

قد يعجبك ايضا