الكيانين .. علاقات تتطور ومصالح تتقاطع

 

من مسؤولين سابقين إلى دبلوماسيين ثم مسؤولين حاليين ثم زعماء وأمراء، تتدرج العلاقات ( السعودية –  الإسرائيلية ) إلى مزيد من التقارب والحميمية، فبعد أن كانت اللقاءات تقتصر على مسؤولين سابقين في المملكة مع شخصيات ” إسرائيلية “، اتجهت الآن إلى لقاءات رسمية بين كبار الزعماء والقيادات السعودية، الأمر الذي يكشف مدى تقاطع المصالح بين الطرفين، ويشير إلى أن العلاقات بين الطرفين هي علاقات ضاربة في العمق.

حيث كشف المغرد السعودي المعروف باسم «مجتهد» عن أن ولي – ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، التقی رئیس الوزراء الصهیوني، بنیامین نتنیاهو، في مدینة العقبة الأردنیة خلال زیارته الأخیرة للأردن؛ بهدف التنسیق معه ضد إيران، وقال ” مجتهد ” فی سلسلة تغریدات عبر حسابه علی موقع التواصل الاجتماعي تویتر : ” حصلنا علی تأکید أن نتنیاهو شخصیًّا هو الذي قابله بن سلمان في زیارته للأردن قبل 3 أشهر، والمقابلة تمت في مدینة العقبة “. وأکد مجتهد أن المبرر الرسمي للقاء بین بن سلمان ورئیس وزراء الاحتلال هو التفاهم ضد إیران، والمبرر الحقیقي استجداء بن سلمان دعمًا ” إسرائیلیًّا ” في أمريكا من خلال اللوبي الصهیوني؛ للقفز فوق ولى العهد بن نایف.

في الإطار ذاته رأی «مجتهد» أن رحلة بن سلمان لأمريكا كانت محاولة لحرف بوصلة أمريكا لصالحه، لكن الإدارة الأمريكیة ما زالت غیر مقتنعة، وتعامل معه أوباما بشيء من الإهانة. وأضاف في تغریدة أخری: ” یبدو أن بن سلمان استعجل في استثمار علاقته بإسرائیل، ولم یقدّر جیدًا الوقت الذي یحتاجه اللوبي الصهیوني من أجل أن یؤثر في السیاسة الأمريكیة ” . وتابع : ” سبب آخر للاستعجال هو أن بن سلمان یرید حسم الموضوع مع أمريكا قبل الانتخابات؛ لأنه یعلم أن کلا المرشحین ترامب وکلینتون یفضلان بن نایف علیه “.

الحديث عن لقاءات بين مسؤولين سعوديين ونظرائهم الصهاينة ليس جديدًا على صعيد العلاقات السعودية الإسرائيلية، فقد سبق أن التقى مدير الاستخبارات السعودية السابق، تركي الفيصل، بوزير الحرب الصهيوني، موشيه يعالون، على هامش مؤتمر الأمن الذي انعقد في ميونيخ خلال فبراير الماضي، إضافة إلى لقاء جمع ضابط الاستخبارات السعودي السابق، أنور ماجد عشقي، وأحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الصهيوني، دوري غولد، في ندوة مغلقة استضافها مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن في يونيو الماضي، لكن عقب هذه اللقاءات كانت تخرج العديد من الأصوات المدافعة عن السعودية، مبررة موقفها بأنه ليس لقاء رسميًّا، وأن هذه الشخصيات السعودية لا تتحكم في مصير المملكة، ولا تعبر عن الموقف الرسمي لها.

الجديد في اللقاء الأخير الذي انعقد في مدينة العقبة الأردنية أنه جاء على مستوى الزعماء من الطرفين، حيث يعتبر لقاء ولي – ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، الأول من نوعه بهذا المستوى الدبلوماسي، الأمر الذي يشير إلى أن التقارب ( السعودي – الإسرائيلي ) ليس فقط يسير على قدم وساق، بل تخطى مراحل التطبيع والتقارب؛ ليصل إلى اندماج وحميمية في العلاقات غير مسبوقة، الأمر الذي دفع بعض المراقبين للاستهزاء باللقاء من خلال التوقع بأن يكون اللقاء القادم على مستوى الملوك والرؤساء، أي يلتقي سلمان بن عبد العزيز، مع نظيره الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين.

قد يعجبك ايضا