المزيد من الهيمنة الأمريكية.. قواعد جديدة في “السعودية”

 
مستغلةً الإنفجار الذي دوّى في سماء الرياض مساء يوم 26 يناير/ كانون الأول، لتعلن واشنطن عن إنشاء المزيد من القواعد العسكرية في “السعودية”، وهو ما يزيد البلاد ارتهاناً للقرار الأمريكي، وتبعيةً لسياسات الإدارة الأمريكية، رغم أن الأخيرة بدت أقل جنوحاً للصراعات والحروب من الإدارة السابقة أثناء عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.     وفي التفاصيل، أكد الجيش الأمريكي في تصريحٍ له أنه يدرس إمكانية استغلال ميناء على البحر الأحمر، ومطارين جويين إضافيين في “السعودية”. وأوضح أن ما سيقوم به عبارة عن “تخطيط طارئ”، مشيراً إلى أنه “اختبر بالفعل تفريغ البضائع وشحنها براً من ميناء ينبع السعودي، وهو محطة مهمة لخطوط أنابيب النفط في السعودية”.   الأمر البديهي أن استخدام ميناء ينبع، وكذلك القواعد الجوية في تبوك والطائف على طول البحر الأحمر، من شأنه توسيع إمكانيات القوات الأميركية في السيطرة على البحر الأحمر، كما يمنح الجيش الأمريكي هامش أكبر من التحرك والخيارات على طول ممر مائي في غاية الأهمية.    يأتي ذلك، بعد كشف قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكنزي أن جيش بلاده يستخدم مجموعة من الموانئ والقواعد الجوية في الصحراء الغربية “للسعودية”، ويطور خيارات عديدة ويعزز حجم الحضور العسكري ونوعيته في البلاد، “تحسباً لأي مواجهةٍ محتملة مع إيران، خصوصاً في ظل تنامي قدراتها العسكرية الصاروخية”، حسب زعمه.   الجدير بالذكر أنه ينتشر حول العالم نحو 200 ألف جندي أمريكي خارج حدود بلدانهم، يتمركز من بينهم ما بين 60 إلى 70 ألف جندي في منطقة الشرق الأوسط. ويتراوح هذا العدد الضخم من العسكريين ما بين موظفين دائمين في وزارة الدفاع الأمريكية، وما بين قوات مقاتلة ذات مهمة عمل محددة بالزمان والمكان.    وتعتبر “السعودية” واحدة من أهم المراكز الأمريكية في منطقة الخليج الفارسي فقد كان للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية عند وقوع أحداث 11 سبتمبر 13 مرفقاً خاصاً بها في “السعودية”، فضلاً عن حقها باستخدام 66 مرفقاً تابعاً للقوات المسلحة السعودية. أما مقرها، فقاعدة الأمير سلطان الجوية، حيث توجد طائرات التجسس يو تو U-2 أيضاً. القواعد الأخرى التي تستخدمها أمريكا بانتظام موجودة في الضهران (قاعدة الملك عبد العزيز)، والرياض (قاعدة الملك خالد)، وفي خميس مشيط وتبوك والطائف.  وتتمركز القواعد الأمريكية في دول العالم العربي وفي مقدمتها “السعودية” بذريعة حمايتها من أي هجوم إيراني محتمل، وهو أمر بعيد كل البعد عن الواقع، نظراً للسياسات الإيرانية الرشيدة مع دول الجوار، وتاريخها السلمي تجاهها، رغم الإختلاف في السياسات. إلا أن الولايات المتحدة تتخذ من هذا الأمر ذريعة لدخول الدول العربية والسيطرة على قراراها السياسي ثم وضع يدها على مقدرات الدولة وخيراتها في الوقت الذي يكون فيه أبناء هذه الدول أولى بالإستفادة من هذه المقدرات والخيرات. 

 

قد يعجبك ايضا