المعهد الكندي للشؤون العالمية : الحوثيون يقودون تغييراً استراتيجياً في الحروب البحرية وقدرات طائراتهم المسيرة واحدة من أكبر التهديدات

تحظى الجبهة  اليمنية المساندة لفلسطين  باهتمام واسع وكبير في المراكز البحثية  العالمية، تحليلًا وتفسيرًا ومناقشةً لأساليبها ونتائجها وتداعياتها المحتملة وتكاد تُجمع جميع مراكز ومعاهد الأبحاث العالمية نجاحها وفعاليتها على كل  المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية مؤكدة إن الحوثيون يقودون تغييراً استراتيجياً في الحروب البحرية وقدرات طائراتهم المسيرة وأحدة من أكبر التهديدات للدفاعات الغربية في تقارير سابقة أكد معهد “منتدى الخليج الدولي” للأبحاث الأمريكي “ إن للحوثيون لهم اليد العليا وقادرون على إلحاق الألم بالولايات المتحدة

فيما أشار “معهد روسترات للأبحاث والعلاقات الدولية” إلى أن اليمن يكتب نهاية الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط بصواريخ فرط صوتية

أما مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية”فرانك ميرمييه: فأوضح إلى إن دخول اليمنيين المدوي في الساحة عزز شرعيتهم ونفوذهم الإقليمي

وكان معهد “كاتو” ‏وهو مركز بحوث ليبرالي أمريكي مقره في واشنطن قد  أشار إلى أن الغارات الجوية الأمريكية في اليمن ستعزز موقف الحوثيين وسمعتهم في الداخل وفي جميع أنحاء المنطقة، في حين أنها ستعمل تأجيج المشاعر المعادية لأمريكا

معهد  تشاتام هاوس-MENA البريطاني للشؤون الدولية بدروة فقال في دراسة له إن صنعاء نجحت في تحقيق أهدافها بكل اقتدار

وفي جديد الهزائم والفشل الغربي في مواجهة اليمن في المعاهد ومراكز الأبحاث الدولية  نشر  “المعهد الكندي للشؤون العالمية”  تقرير  سلط فيه الضوء على الأزمة الغربية في الحرب ضد اليمن بقيادة أمريكا في البحر الأحمر، وكيف أن أنظمة الأسلحة الرخيصة التي تنتجها القوات اليمنية تمثل تهديداً وصفه التقرير الكندي بالخطير جداً ضد السفن الحربية الغربية ومنظوماتها الدفاعية الصاروخية، وأن العدوان الأمريكي الغربي على اليمن لم يؤدِ إلا إلى خلق مخاوف من قدرات الدفاعات الجوية البحرية للقوى الغربية والتي يمكن استنزافها خلال وقت قياسي وبالتالي جعل القطع الحربية التقليدية مكشوفة كلياً للصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة.

ولفت المعهد الكندي للشؤون العالمية أن التحالف الأمريكي يواجه معظلة في مواجهة الهجمات من اليمن بسبب التكاليف العالية للأنظمة الدفاعية البحرية التابعة للتحالف الأمريكي والتي تستخدم بكثافة لمواجهة مجموعة من الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة والباليستية رخيصة الثمن، حيث يقول تقرير المعهد “رغم ثمنها الرخيص إلا أن الأنظمة التسليحية اليمنية مثل الطائرات المسيرة والزوارق المسيرة والغواصات المسيرة والصواريخ المجنحة والباليستية، تمثل تهديداً حقيقياً للسفن الحربية وقدرات الدفاع الجوي لديها التي لا يزال يعتمدها الغرب حتى اليوم منذ حقبة الحرب الباردة”.

المعهد الكندي قال في تقريره الذي ترجمة موقع “المساء برس” “تشمل مساهمة كندا الحالية ضمن التحالف الأمريكي في البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين، ضباط أركان ومحلل استخبارات، ومع ذلك فإن التهديد المتصاعد للحوثيين يستدعي من كندا زيادة مشاركتها، لكن مع نجاح الحوثيين باستمرار قطع الملاحة وضرب السفن وإغراقها كما حدث مع السفينة البريطانية روبيمار فإنه يتعين على كندا الاستفادة من الدروس في البحر الأحمر خاصة فيما يتعلق بالدفاع الجوي البحري الكندي”.

وأبدى المعهد الكندي مخاوفه من أن تستفيد الصين وروسيا من تجربة البحرية اليمنية في مواجهة التحالف الأمريكي الذي فشل في استعادة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وقطع التهديدات اليمنية، حيث أشار المعهد الكندي إلى أن “التصرفات التي بدرت من القوات البحرية للحوثيين تنذر بتغيير استراتيجي في الحرب البحرية … الأمر الأكثر خطورة أن تتجه الصين وروسيا مع تقدمهما التقني والتكنولوجي للاستفادة من التجربة اليمنية في ظل بقاء كندا والغرب معتمدين على أنظمة أسلحة بحرية تقليدية عالية الكلفة ما يستدعي إنتاج أنظمة دفاع بديلة تواكب الأنظمة الهجومية الرخيصة التي يستخدمها الحوثيون، مثل أنظمة دفاع تعتمد على الطاقة الموجهة أو الكهرومغناطيسية”.

ويؤكد المعهد الكندي للشؤون العالمية أنه “حتى الآن، حقق الحوثيون نجاحًا كبيرًا في تعطيل التجارة العالمية (في إشارة لتعطيل الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية)، حيث اختارت العديد من السفن التجارية القيام برحلات أطول وأكثر تكلفة حول القرن الأفريقي بدلاً من المخاطرة بالسفر عبر البحر الأحمر وقناة السويس”.

كما يؤكد تقرير المعهد الكندي قدرة الطائرات المسيرة اليمنية على أن تكون واحدة من أكبر التهديدات للدفاعات الجوية البحرية الأمريكية، إلى جانب طبعاً الصواريخ الباليستية اليمنية متوسطة وقصيرة المدى، حيث يقول التقرير “في حين أن الصواريخ الباليستية متوسطة وقصيرة المدى حظيت بأكبر قدر من الاهتمام حتى الآن، فقد كشفت الحرب في البحر الأحمر وبوضوح أن الطائرات بدون طيار غير المكلفة المصنوعة محليًا تشكل تحديًا كبيرًا آخر لأنظمة الدفاع الجوي البحري التقليدية”.

كما كشف المعهد الكندي في تقريره أن التدخل الغربي ضد اليمن (لحماية إسرائيل) لم يأتِ إلا بنتائج سلبية لأمريكا وسمعة سلاحها خاصة الدفاع الجوي البحري، حيث يؤكد التقرير أن الهجمات التي تشنها البحرية اليمنية ضد السفن الحربية الأمريكية خلقت مخاوف كبيرة بشأن قدرات الدفاعات الجوية البحرية الغربية، في إشارة إلى النظر إليها على أنها غير مجدية وذلك بسبب قدرة البحرية اليمنية على استنزاف المخزون الصاروخي الدفاعي في السفن الحربية الغربية إذا أرادت ذلك بهجوم واسع دفعة واحدة، وفي فقرة سابقة للتقرير، كان المعهد الكندي قد ذكر أن “السفن الحربية الكندية البالغ عددها 12 سفينة تحمل كل واحدة منها 16 صاروخاً دفاعياً للتصدي للأجسام المعادية في الجو وأنه بالإمكان أن يقع هجوم على إحدى هذه السفن ما يدفع الطاقم لاستخدام كل الصواريخ الدفاعية الـ16 وبقاء السفينة من دون منظومة دفاعية لأن إعادة التذخير تتطلب مغادرة السفينة الحربية إلى أي ميناء صديق”.

وقال التقرير إن العمليات التي شنتها البحرية الأمريكية ضد من أسماهم التقرير “الحوثيين” دفعت الأخير (البحرية اليمنية) إلى تحويل ضرباتها الصاروخية وبالطائرات بدون طيار لمهاجمة سفن القوات البحرية الأمريكية وأن نتائج هذه المواجهات بدأت تثير المخاوف بشأن قدرات الدفاع الجوي البحري لدى الدول الغربية على رأسها أمريكا، ويضيف التقرير أن الكلفة الرخيصة للأسلحة الهجومية اليمنية والكلفة الباهظة للأنظمة الدفاعية البحرية الأمريكية والغربية عموماً كشف حجم المخاوف من إمكانية استنفاد مخزون صواريخ الدفاعي الجوي على متن السفن بسرعة كبيرة جداً في أي صراع كبير مستقبلي، وأن النقص في المخزونات من الصواريخ الدفاعية البحرية الغربية سيؤدي إلى إلغاء القوات البحرية الغربية مواصلة مهامها العسكرية لأنها قد تصبح في أي لحظة غير قادرة على حماية نفسها بشكل كامل.

قد يعجبك ايضا