الميليشيات الاماراتية في اليمن و”استراتيجية الطاعة”!

تحدياً لقرار حل الميليشيات ومنع أحد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي من ترأس أي فصيل عسكري والذي سرب عن مسودة النظام الداخلي وصلاحيات المجلس قبل أيام، أقدم المجلس الانتقالي الجنوبي على فتح حملة تجنيد موسعة في عدن، أطلقت في معسكر مستحدث في منطقة بئر فضل حيث تلقت ما يسمى “قوات الدعم والاسناد” مئات الطلبات وكانت الأولوية لمن يملكون أسلحة شخصية.

وتأتي هذه الخطوة بعدما استطاع عيدروس الزبيدي -عضو مجلس القيادة ورئيس المجلس الانتقالي التابع للإمارات- ضم حوالي 400 فرد إلى قواته “المقاومة الجنوبية” والتي تعد إحدى الفصائل التابعة للزبيدي والتي عملت أبو ظبي على تمويلها ودعمها عسكرياً ولوجستياً منذ بدء الحرب على اليمن، بهدف استغلالها ميدانياً وتثبيت نفوذها العسكري. وهنا عرض لأبرز الميليشيات التي شكلت برعاية إماراتية مباشرة:

خريطة التشكيلات العسكرية والأمنية التابعة للإمارات

-ألوية العمالقة:

 أوائل كانون الثاني/ يناير عام 2017، وبعيد معركة “الرمح الذهبي” برزت ما تسمى “ألوية العمالقة” كقوة كبيرة بثقل عسكري وازن، أرادت الامارات من خلالها استعادة السيطرة على السواحل الغربية المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، معتمدة في ذلك بشكل أساسي على العقيدة القتالية الصلبة لكون ان غالبيتها تنتمي إلى التيار السلفي. وقد تشكلت من 5 ألوية يقودها عبد الرحمن صالح المحرمي اليافعي، الملقب بـ “أبو زرعة المحرمي” والذي عينته عضواً في المجلس الرئاسي.

تمثلت النواة الأولى لهذه القوات من فصائل وكتائب ما يسمى بالـ “المقاومة الشعبية الجنوبية” والتي كانت تخوض معارك شرسة ضد الجيش واللجان الشعبية في كل من الضالع وأبين ولحج، خاصة في الفترة الممتدة ما بين 2014 و2015، وكان من بينهم من هرب من الخدمة العسكرية في الجيش اليمني منذ التسعينات.

عام 2017، وبعد السيطرة عل ميناء المخاء التحق بهذه الألوية أكثر من 400 مقاتل. فيما زاد عدد ألويتها إلى 12 لواء بعد انضمام عدداً من الفصائل إليها كألوية ما يسمى “المقاومة التهامية”، ورغم ذلك لا يمكن القول بأن أعدادها أصبحت بالآلاف حيث يعتبر متوسط القوة الفعلية لهذه الأولوية ما يقارب 600 جندي.

وتتمركز هذه الوحدات بشكل أساسي في الحديدة وقطاعات الساحل على البحر الأحمر، وعلى الطرقات الممتدة بين تعز والحديدة بما فيها معسكر خالد بن الوليد.  

2- قوات حراس الجمهورية

تعتبر قوات حراس الجمهورية بمثابة صورة شبيهة بقوات الحرس الجمهوري، حيث استقطبت عدداً كبيراً من عديدها إضافة إلى عدد من القوات الخاصة والأمن المركزي، وقد أعلن عن استكمال تشكيلها في شهر نيسان/ أبريل 2018، بعدما خضع المقاتلون فيها للتدريب في عدن وبإشراف ودعم إماراتي مباشر.

انطلقت أولى عملياتها من المخاء، التي تقع غربي تعز، بعدما تولى قيادتها طارق محمد صالح، فيما انطلقت بعدها إلى مساندة ألوية العمالقة في الساحل الغربي، وميناء الحديدة.

بعد انطلاق هذه العملية تم تسمية هذه القوات بـ “ألوية حراس الجمهورية”، في خطوة وصفها مراقبون حينها بأنها تشي عن نوايا أبو ظبي في فرض صالح كقائد على كافة القوات في الساحل الغربي.

3-قوات الحزام الأمني

تتبع هذه القوات شكلياً إلى وزارة الداخلية في حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، وقد شكلت في آذار/ مارس عام 2016. وتتلقى الدعم بشكل مباشر من الامارات، حيث باتت تعمل خارج كل الأطر المؤسساتية للدولة اليمنية.

عام 2016، أفادت تقارير دولية بأن هناك عدداً من الاتفاقيات التي كان قد أبرمها التحالف مع القاعدة، بوجوب ضم حوالي 250 مقاتلاً من مقاتلي القاعدة إلى هذه القوات.

وقد خضع المقاتلين فيها للتدريب من قبل مدربين إماراتيين، وسودانيين، في مراكز تدريب داخلية، مثل قاعدة العند العسكرية في لحج، وقاعدة صلاح الدين في عدن، وقواعد أخرى أنشأها التحالف في عدد من الجزر اليمنية.

كما خضعت الدفعة الأولى من هذه القوات في القاعدة العسكرية الإماراتية في إرتيريا، حيث جرى تعزيز ترسانتها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وتنتشر قوات الحزام الأمني في أبين والضالع ولحج وعدن وغيرها.

قوات النخبة:

وهي القوات التي تشكلت بعد خروج “انصار الشريعة” التابعة لتنظيم القاعدة من المكلا، وانتشرت في حضرموت بشكل رئيسي.

النخبة الحضرمية

تتألف من عدة ألوية: لواء الأحقاف، لواء الريان، لواء شبام ولواء بارشيد. وتتمركز جميعها في ساحل حضرموت، تخضع بشكل مباشر لقيادة اللواء فرج البحسني (والذي عين نائباً لرئيس مجلس القيادة) حيث تولى قائد المنطقة العسكرية الثانية.

النخبة الشبوانية

وهي القوات الأكثر ولاءاً لأبو ظبي، نتيجة ارتباطها الوثيق بالمجلس الانتقالي الجنوبي. تعتمد على مقاتلين من شبوة. وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم اختيار مناطق المنتمين لهذه النخبة بعناية لما تحتويه هذه شبوة من مصادر للطاقة وخطوط النقل والشركات النفطية ومشروع بلحاف الغازي.

وعلى الرغم من ان مناطق انتشار هذه القوات في شبوة إلا ان مركز قيادتها يقع في مأرب حيث تأتي المعلومات مباشرة من المندوب الاماراتي، والذي يقدم بدوره مخصصات عديدة مالية وعسكرية وغيرها.

استراتيجية تغذية الميليشيات حتى تحقيق الأهداف

تقوم الاستراتيجية المتبعة لدى هذه الفصائل والميليشيات على هدفين رئيسين: الأول، العمل على تحقيق أهداف التدخل الاماراتي في اليمن. والثاني، تنفيذ أهداف المرجعية السياسية التي تنتمي إليها هذه الفصائل. وفي الوقت الذي تشتد فيه وتيرة الصراع الاماراتي السعودي في البلاد، تعمل أبو ظبي بشكل مستمر على دعم وتجهيز هذه الألوية وتذليل الخلافات بين وحداتها بعدما اشتدت وتيرتها في المرحلة الماضية.

وتعتمد هذه الاستراتيجية على السياسات التالية:

-السيطرة على الشريط الساحلي بكل ما يحتويه من موانئ ومطارات ومنشآت نفطية.  

-مصادرة وظائف أجهزة الدولة، وإفشال كل المحاولات الرامية لترسيخ وجودها.

-احتكار كافة أدوات القوة، أمنيًّا وعسكريًّا والعمل على بناء القدرات، وتجنيد أكبر عدد من المقاتلين.

-قمع قوى المعارضة السياسية، وإفراغ الساحة الجنوبية منها، أياً كان انتماؤها ومرجعيتها.

 

المصدر:الخنادق

قد يعجبك ايضا