النظام الأمريكي.. سياسةٌ معدة ورئيسٌ منفذ…بقلم/منير الشامي

 

منهجية سياسية ثابتة ذات خطوط عريضة يسير عليها رئيس النظام الأمريكي وفقاً لما يُملى عليه لا على ما يراه هو أَو يقدِّره من واقع رؤيته الشخصية؛ ولذلك فلا تختلفُ سياسةُ هذا النظام باختلاف شخصية رئيسه، سواءٌ أكان الرئيس س أَو ص، وسواءٌ أكان الرئيسُ جمهورياً أَو ديمقراطياً فلن يكون هناك فارقٌ ملحوظ في سياسة النظام الخارجية أَو الداخلية، وستبقى ثابتةً تسير وفق منهجية ثابتة ومعدة مسبقًا تقوم على قاعدتين أَسَاسيتين:

القاعدة الأولى تركز على تقدير المصالح المعنوية كالمشروع الصهيوني والهيمنة الاستكبارية وكيفية تحقيقهما وتحقيق الانسجام بينهما والماسونية هي من تتولى هذه المهمة وتشرف على تنفيذها.

والقاعدة الثانية ترتكز على المصالح المادية والاقتصادية وتقوم على مبدأ الربح والخسارة وعلى عقلية التاجر الرأسمالي وبما لا يتعارض مع القاعدة الأولى.

والقاعدتان السابقتان هما من يصنعان قرارَ النظام الأمريكي ويحدّدان اتّجاهه وطبيعته، وهما من يحدثان التغييرَ في المواقف السياسية الأمريكية ويبلوران مضامينها تجاه الأحداث الدولية وأهداف النظام الأمريكي منها وكذلك الحال بالنسبة لعلاقات أمريكا الخارجية وموقفها وكل أحداث الماضي تشهد بذلك.

ولهذه الحقائق فشخصيةُ رئيس النظام الأمريكي لا تشكل فارقا وليس لها تأثير مباشر في تشكيل سياسة النظام الأمريكي، ودور رئيس النظام هو تنفيذ السياسة العامة للنظام، إلا أن له مطلق الحرية في اختيار طريقة تنفيذها وله أن يبدع ويبتكر في انتقاء الأساليب التي يراها مناسبة وفعالة في تنفيذ السياسة العامة للنظام.

لهذا فسواءٌ أكان رئيسُ النظام جمهورياً أَو ديمقراطياً أبيض أَو أسود، يمينياً أَو يسارياً، كاثوليكياً أم بروتستانتياً فليس لكل هذه الصفات أي تأثير مباشر في سياسة هذا النظام الذي اعتاد السير على منهجية سياسة جاهزة ورئيس ينفذ في الماضي والحاضر وسيسير عليها في المستقبل، فلن تتغير مواقف النظام الأمريكي تجاه قضية فلسطين مثلا، ولن تتغير نظرته تجاه أطماعه ومصالحة في الشرق الأوسط؛ بسَببِ تغير رئيسه ولن يحيد عنها أَو يعدل عن طغيانه فيها لهذا السبب.

ما يعني ويؤكّـد أن لا فرق بين بايدن الديمقراطي وترامب الجمهوري، ولن يرى العالم أيَّ جديد في سياسة النظام الأمريكي المستقبلية، إنْ فاز بايدن، كما لم يرَ أيَّ جديد في من سبقه من الرؤساء، وإن وُجد فلن يختلفَ إلا في طريقة التنفيذ أَو في الأساليب المستخدمة، فهذه الأمور متروكة لرئيس النظام وله أن يبدع فيها كيفما يشاء.

ويعد -دونالد ترامب- أشهرَ حالبٍ لبقرة الخليج ونعاجها على مر التاريخ، وهو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي مارس عليهم أبشعَ ابتزاز وحقّرهم وجاهرهم صراحةً بحقيقتهم وهشاشة قواهم، وقالها لهم صراحة: نحن من يحمي بقاءَكم وعليكم أن تدفعوا..

قد يعجبك ايضا