تُعدُّ الانفجارات في معمَلي بقيق (أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط) وخريص المجاور الذي يضمّ حقلاً نفطياً شاسعاً، «أخطر هجوم على البنية التحتية النفطية للمملكة منذ عقود»، أو «واحدة من أكبر الهجمات على البنية التحتية العالمية للطاقة منذ عقود». هذا ما تشير إليه صحيفة «واشنطن بوست» ومجلة «فورين بوليسي» بالتتابع. في هذا الوقت، لا يزال غير واضح إن كانت الأضرار قصيرة الأجل ويمكن احتواؤها بسهولة، أم أنها ستؤثر في الاقتصاد العالمي لأسابيع قادمة، وستؤدي إلى مزيد من تصعيد النزاع في المنطقة. لكن ما حدث يثير «تساؤلات حرجة» في شأن قدرة السعودية على الدفاع عن أراضيها في مواجهة الصواريخ اليمنية المتنامية، فضلاً عن هجمات المسيّرات. وفي حين استهدفت حركة «أنصار الله»، مرّات عديدة في السابق، البنية التحتية السعودية في قطاع الطاقة، إلا أن العملية الأخيرة تختلف بطبيعتها وحجمها، إذ تسبّبت في توقّف ضخّ كمية من إمدادات الخام تُقدّر بنحو 5.7 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل قرابة 6% من إمدادات الخام العالمية، ونحو نصف إنتاج المملكة. من هنا، رأت الصحيفة أن العملية بمثابة «ضربة رمزية ضدّ المركز التاريخي لثروات المملكة النفطية». مركزٌ يخطط ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لأن يعيد تشكيل اقتصاد الرياض من خلاله، مع اقتراب موعد طرح جزء من أسهم مجموعة «أرامكو» للاكتتاب العام الأولي، بهدف جمع المليارات لبرنامجه «الإصلاحي».