تحت راية الوفاء.. اليمن يشهد بحر شعبي: أكثر من ألف وثلاثمائة مسيرة تهتف.. الدعم مستمر لغزة مهما كانت التضحيات

متابعات ـ جميل الحاج

شهدت صنعاء ومراكز المحافظات والمديريات الحرة احتجاجات ومسيرات جماهيرية واسعة يوم الجمعة، حيث خرج أبناء الشعب اليمني في أكثر من 1300 ساحة تحت شعار واحدٍ موحّد: «وفاءً للشهداء.. لن نتراجع في إسناد غزة مهما كانت التضحيات». وتحولت الساحات إلى بحر بشري يهتف للمظلومية الفلسطينية، ويجدد العهد بالثبات على موقفٍ نصري تجاه قضية الأمة المركزية.

وفي المسيرات رفعت لافتات وشعارات وأعلام فلسطينية ويمنية، ما دلّ على تعبئة واسعة وإحساس جماعي بالالتزام تجاه القضية الفلسطينية.

وأكد المشاركون ـ في بيانات وشعاراتهم ـ أن التضامن مع غزة ليس مجرد تعبير كلامي، بل يتضمن استعداداً للمساهمة في الاستعداد العملي عبر مراكز التدريب والتعبئة، على حدّ ما صرح به عددٌ من المشاركين في المسيرات.

وفي جوٍ من الحماس والغضب المختلطين بالحزن على الشهداء، كررت الجماهير أن دماء الشهداء ستكون حافزاً لمزيد من الإسناد والتضحية حتى رفع الحصار ووقف العدوان عن غزة، معتبرة أن أي استباحة لدول الأمة أو لأمنها تمسّ كلّ أقطار البلاد وتستدعي تواصلاً منظماً في الموقف الشعبي والرسمي.

العاصمة صنعاء — مليونية العهد والوفاء

احتضنت العاصمة صنعاء واحدة من أكبر التظاهرات.. وأكدت الجماهير تضامنها الصريح مع حركة حماس ومع قطر وكل بلد من بلدان الأمة يتعرّض للاستهداف. ووصفت الحشود الاعتداء الأخير على وفد حركة حماس في الدوحة بأنه انتهاكٌ لسيادة دولة، وموجّهة إدانات واسعة للسياسات التي تُسقط سيادة الدول في مواجهة الاعتداءات.

وجدد المشاركون العهد بالمضيّ في نهج الوفاء للشهداء ومواجهة قوى الاستكبار، مؤكدين أن استهداف العاصمة ومحافظة الجوف لن يزيدهم إلا ثباتاً وإصراراً على مواصلة إسناد الشعب الفلسطيني حتى رفع الحصار وإيقاف العدوان.

كما رفعت المسيرة شعارات تدعو إلى وحدة الأمة ومواجهة الاستباحة الصهيونية والأمريكية مهما كانت التبعات، في موقفٍ واضح رفضاً لأي محاولات لفرض تسويات تُضحّي بحقوق الشعب الفلسطيني.

المحافظات: حشود متواصلة ورسائل محلية موحّدة

صعدة — 41 مسيرة وفاء وثبات

شهدت محافظة صعدة خروج 41 مسيرة في مركز المحافظة والمديريات، حيث شدد المشاركون على وجوب التحرك العملي ضد الانتهاكات الصهيونية وعدم الاكتفاء بالمواقف الدبلوماسية فقط. وتكررت الدعوات لضرورة اتخاذ مواقف عملية واضحة، واعتُبرت التضحيات مستمرة حتى وقف العدوان ورفع الحصصار عن غزة.

الحديدة — 268 مسيرة وصوت الغضب الجماهيري

في الحديدة، نُظمت 268 مسيرة جماهيرية في مختلف المديريات التي عبّرت بقوة عن الغضب والاستعداد للنفير، ورددت شعارات حادة تجاه ما وصفته الحشود بـ«العدو الصهيوني والولايات المتحدة الداعمة له». وشملت الهتافات دعواتٍ للانتقال من الكلام إلى العمل، مع إدانة شديدة للعدوان على الأعيان المدنية في مناطق متعدّدة.

حجة — 311 مسيرة وعهد بالجِهاض

جاءت محافظة حجة في مقدمة المحافظات من حيث عدد المسيرات بتسجيل 311 مسيرة تضامناً مع غزة، حيث كرّرت الحشود تأكيد الاستعداد الكامل لخوض المعركة المصيرية، واعتبرت أن الغارات على المدنيين لن تُثني أحفاد الأنصار عن نصرة الأقصى والمظلومين.

ريمة، إب، المحويت، عمران، ذمار والبيضاء — تكرار للموقف الواحد

احتشدت محافظات ريمة (80 مسيرة)، إب (190 مسيرة)، المحويت (95 مسيرة)، عمران (120 مسيرة)، ذمار (51 ساحة)، والبيضاء في مسيرات مهيبة أكدت دور اليمن كشريكٍ معنوي وعسكري في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ورفض التطبيع واتهام بعض الأنظمة بـالتواطؤ والاكتفاء بالمشاهدة.

وعبّرت هذه الحشود عن خيبة أملها من المواقف العربية التي اعتبرتها غير كافية أمام ما يحدث في غزة، داعية إلى عودة جادة إلى مناهج الثورة الإسلامية والالتزام بخيارات الجهاد والمقاومة لدى من يراه خياراً شرعياً وعملياً.

تعز ومأرب والجوف والضالع ولحج — تماسك وقلق واستعداد

في تعز (86 مسيرة في 14 مديرية) ومأرب (19 مسيرة ووقفات) والجوف والضالع (مديريات متعددة)، ونحن نقرأ مزيجاً من الحزن والغضب والتمسك بالثوابت، رُفعت في المسيرات لافتات تُدين العدوان الصهيوني وتدعو إلى تضامن عربي وإسلامي موحّد لوقف المجازر ورفع الحصار وايقاف العدوان على غزة.

كما عبرت محافظات لحج عن وقوفها الثابت مع غزة، مترافقةً مع دعوات للتركيز على التأثيرات الإنسانية والاقتصادية للعدوان.

البيان الموحد: أطر الخطاب والمطالب الأساسية

صدَرَ بيانٌ موحّد عن المسيرات جمع بين البُعد الديني والسياسي والعملي. نصّ البيان ـ كما أعلن المشاركون ـ على أن الخروج جاء تلبيةً لنداء السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، واعتبر أن دعم غزة «جهاد في سبيل الله»، وأن التضحيات ـ بما فيها دم الشهداء ـ جزءٌ من مسار يقود إلى النصر الموعود حسب صياغته. وجاء في البيان:

ـ التأكيد على وحدة الأمة ورفض التقسيم والتفتيت.

ـ اعتبار أي عدوان على أي جزء من الأمة استهدافاً للجميع.

ـ إدانة الاستباحة الصهيونية لأي دولة، بما فيها الحالات التي طالت قطر أو أي دولة عربية.

ـ التأييد للتصاعد في العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، والدعوة إلى تعزيز القدرات العملية للردّ على ما وصفه البيان بالعدو الصهيوني.

ـ دعوة عامة للصبر والمثابرة لأهل غزة، مع عقد ثقة تامة بأن موقف اليمن «ثابت ولن يتراجع».

أصوات من الميدان: مزيج بين حزن ومعنوية عالية

تراوحت تصريحات المشاركين بين السرد العاطفي للخسائر والمآسي التي عاشها أهل غزة، وبين التأكيد العملي على عدم الاكتفاء بالشجب والادانة.

ذكر مشاركون بأنهم لا يكتفون بالمساندة الكلامية، وأعلنت مجموعات مسؤولة استعدادها للانضمام لمراكز التدريب والتعبئة، محملين  الأنظمة العربية مسؤولية التواطؤ عبر الاكتفاء بالمشاهدة.

كما عبر المشاركون عن الرفضٍ القاطع للتطبيع، وواستنكروا صمت المجتمع الدولي من الجرائم المرتكبة في غزة والتي تعتبر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والإنسانية يستدعي محاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي باعتبارهم مجرمي حرب.

قد يعجبك ايضا