انجازات ومواقف في رحيل الرئيس الشهيد صالح الصماد

 

الرئيس الشهيد صالح الصماد من مواليد 1 يناير 1979 في بني معاذ مديرية سحار بمحافظة صعدة،  تخرج من جامعة صنعاء وعمل مدرساً في مدارس صعدة.

درس الصماد العلوم الدينية على يد العلماء الأفاضل في اليمن ومنهم السيد بدر الدين الحوثي الذي من خلاله ارتبط بنجله السيد حسين بدرالدين الحوثي.. كما شغل الصماد منصب مستشار رئيس الجمهورية عن انصار الله بتاريخ 24/ 9/ 2014.‌‎

لمع نجم الشهيد الصماد في حرب صعدة الثالثة حين فتح جبهة مقاومة في بني معاذ لتخفيف الضغط العسكري على مران ونشور وضحيان، وقاد مواجهات شرسة في المناطق القريبة من مدينة صعدة.

تهدم منزله بالغارات الجوية للطائرات الحربية كما تدمرت مزارعه، واستشهد اثنان من أشقائه  خلال الحرب الظالمة على صعدة ولاحقته قذائف الدبابات والمدافع إلى كل متراس وجرف بهدف قتله.

وفي العام 2015 جرى التوافق عليه كرئيس للمجلس السياسي الأعلى وقاد حينها معركة الدفاع عن اليمن، وكان لافتاً الدور الذي لعبه الرئيس الشهيد ، من خلال إدارة قدرات وجهود ابناء اليمن الشرفاء في معركة الدفاع عن اليمن في اصعب الظروف ، وبمواجهة تحالف اخطبوطي ، يملك – بالمبدأ – إمكانيات ضخمة في المال والسلاح والإعلام ، بالإضافة لامتلاكه سطوة غريبة على العديد من الدول و على منظمة الامم المتحدة .

وقد تكون الشهادة الأكثر تعبيرا عن مميزات الشهيد الرئيس صالح الصماد ، هي التي جاءت في خطاب للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ، فانطلاقا من إيمانه والتزامه الديني الصادق ، تحمل الشهيد المسؤولية في أصعب الظروف وأخطرها ، و حيث كان فاهِما ومُدرِكاً لِحاجة الاعداء لتغييبه ، ولحتمية ذهابهم حتى النهاية في ملاحقته ، لم يتهرب من تحمل المسؤولية ، واضعا شرف التضحية بحياته نصب عينيه ، لم يتأخر يوما في التواجد حيث يجب أن يكون ، قائدا لمعركة الدفاع و الصمود .

الرئيس الشهيد الصماد وهو على قمة هرّم السلطة التي لم يرها مغنماً ولا وسيلة سوى لإحقاق الحق وخدمة الوطن والمواطن.. كان قريبا من المواطنين يسمع معاناتهم ويحل مشاكلهم وكان ينزل إلى المناطق التي تشهد غارات أو المنازل التي دمرها العدوان ويواسي أهلها ويزور الشهداء ويعاين الجرحى ولم يكن بعيدا عن شعبه حتى على مستوى منشورات الفيسبوك كان يتابعها ويوجه بمعالجة القضايا التي تثار فيها.

ويؤكد العديد من المحللين ومنهم العميد المتقاعد والمحلل العسكري اللبناني شارل ابي نادر أن الرئيس الشهيد مقارنة مع حكام ورؤساء سبقوه في منصبه ، من الذين استغلوا الموقع لتكديس الارصدة المالية وامتلاك العقارات والاستثمارات ، عاش الشهيد زاهدا فقيرا شريفا ، وحيث كان دائما قريبا من هموم الناس ومعاناتهم ، استشهد في أحد أحيائهم الفقيرة المعدومة المدمرة .

 

قدرته في ادارة المعركة في الميدان

الرئيس الشهيد الصماد حظي باحترام وتقدير كافة الفرقاء السياسيين والقوى الوطنية التي لن تنسى جهوده في توحيد الجبهة الداخلية وإدارة شئون البلاد بحنكة واقتدار، فضلاً عن تميزه بصوابية تخطيطه وأهدافه وكل توجهاته، من خلال عين على الجبهات وتطوير الصناعات العسكرية وأخرى على حياة المواطنين ومؤسسات الدولة.

فقد كانت دائما جولاته الميدانية في المواقع والجبهات الأكثر خطراً ، والتي كانت في الحقيقة تشكل المواقع الأكثر تأثيرا في مسار معركة الدفاع عن اليمن ، و حسّه الأمني والعسكري كان يدفعه دائما للتواجد في المكان الحساس وفي التوقيت المناسب ، وحيث امتلك مع السيد عبد الملك الحوثي نظرة استراتيجية ثاقبة ، كان لمشروع تطوير القدرة الصاروخية اليمنية والذي كان احد رواده ، دور فعال في فرض معادلة استراتيجية وفي تثبيت ونجاح معركة الدفاع عن اليمن .

كما كان من المتابعين الدائمين للوحدات العسكرية ، تدريبا وتجهيزا وتخطيطا ، وبحضوره الدائم لأغلب المناورات العسكرية من جهة ، و لاحتفالات تخريج قوات الامن المركزي أو عناصر القوات المسلحة ، استطاع البقاء على مسافة قريبة من تلك الوحدات ، مكَّنَته من قيادة وإدارة جبهات المواجهة و معارك الصمود في كافة ميادين القتال ، داخل اليمن او على جبهة ما وراء الحدود في ، نجران وعسير وجيزان ، حيث فرضت تلك الوحدات معادلة ميدانية استراتيجية لا يمكن تجاوزها .

 

إدارة الدولة

كان الرئيس الشهيد يدرك التحديات والمخاطر التي تواجه اليمن وكل المشاريع النهضوية وكان له رؤية ثاقبة تهدف للقيام بإصلاحات بإرادة سياسية وطنية على كافة المستويات .

فبعد عام ونصف من تسلم الرئيس الشهيد الصماد رئاسة المجلس السياسي الأعلى أعلن مشروع بناء الدولة وإرساء العمل المؤسسي في 26 من مارس الماضي كرسالة باليستية لدول تحالف لعدوان وأسيادهما أمريكا و”إسرائيل”.

وظل ينادي بضرورة بناء الدولة لتحل مشاكل اليمن وأزماته التاريخية الاجتماعية والحقوقية والتنموية وصولا الى تحقيق العدل والأمن والاستقرار، فعمل على توحيد المفاهيم والرؤى حول وظائف الدولة وقيمها وهويتها ومؤسساتها وتشريعاتها لتؤدي مهامها على اكمل وجه.

وقد ادركت أيادي الغدر والإجرام والعدوان خطورته وكفاءة قيادة الرئيس الشهيد لمشروع بناء الدولة وتعاظم حب الشعب له وتأثير ذلك على مصالحهم فسعت لاغتيال الشهيد لإجهاض مشروع بناء الدولة العادلة والمستقلة.

وبإإغتيال الرئيس الشهيد ظن العدو أنه بإقدامه على هذه الجريمة سيطوي روح الصماد بما ترمز إليه من قضية ومن صمود وإرادة، وأنه بذلك سيكون قد أربك الصفوف وفتح على هذا الشعب العظيم باب الانكسار والانهزام، ولكن الله خيَّب ظنه.

العدو الاسرائيلي يحتفل

وعقب اغتيال الشهيد الصماد طرحت صحيفة (هآرتس) مانشيتاً قالت فيه إن من أسمتهم “الحوثيين” فقدوا رجلهم الثاني في الحركة بعد مقتله بغارة للتحالف العدواني.. بدورها وصفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) استشهاد الصماد بأنه رحيل للرجل المزعج للتحالف، وقالت: (سقط ثاني رجل خطير من داعمي الإرهاب في المنطقة)، وربطت مقتل الصماد بخبر مقتل الفلسطيني عضو حماس فادي البطش الذي اغتيل في ماليزيا في 21 أبريل 2018..

وأفردت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية تعليق للعقيد تركي المالكي، قول فيه بأن (مقتل القيادي البارز في جماعة (أنصار الله)، رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، نهاية حتمية لأي إرهابي في العالم).. وأضافت أن المالكي اتهم في مؤتمر صحفي (الصماد) بالمسؤولية عن استهداف المملكة السعودية بالصواريخ الباليستية وإعاقة الملاحة البحرية.

ووضعت الصحيفة مسألة إعاقة الملاحة البحرية ضمن علامة الاهتمام الأول، كما لم تتطرق إلى مسألة تهرب ناطق العدوان من سؤال وجه له في المؤتمر الصحفي حول نوع الطائرة التي نفذت عملية اغتيال الرئيس الصماد.

قد يعجبك ايضا