بالصور : صعدة في عيون الصحفي عابد المهذري

                           (1)

لا ادري ان كان هناك احد غيري يرى في “صعدة “تلك الألوان الغير موجوة إلا فيها .

سحر الأرض حين تتخضب بالماء ونكهة السماء عندما تتدفق المشاعر سيلا يجتاح القلب .
صعدة .. سجادة الله الخضراء ؛ إنسانا يناجي الطير بلغة الطين .. وماض وحاضر يعلم التاريخ أبجديات العزة والكرامة والحرية .
عنب وقات وبن ورمان .. ترسم معنى الحياة .. طيفا ممتدا في أفق التحدي .. يغرس بذور المستحيل ويحصد عناقيد النصر .
بدون عنوان.pngصعدة
                                                                                     (2)
صعدة .. مساحة واسعة لإبتسامات الأطفال وسلسلة جبلية شاهقة تطاول صلابة وثبات الرجال .
مابين ضحكة الصغار وشكيمة الكبار .. تنمو الأجيال الشابة .. لتواصل مشوار الخلاص ومسيرة العنفوان .
يبزغ حلم صعداوي من خلف الغيم .. فتتلقفه أفئدة القوم .. تحتضنه بحنو ؛ وتلاعبه كما تداعب النسمة وريقات الوردة .. تحلق حوله برشاقة فراشة ترفرف قرب ألسنة اللهب .
صعدة .. شيمة وقيمة .. مبادئ وقيم .. منذ جاءها الإمام الهادي الى ان استوطنها الهمداني صاحب الاكليل ودفن فيها نشوان الحميري ؛ وحتى اليوم وهي محراب الجدل ومحور الكون .. تاريخا سحيق وأحداث راهنة .
صعدة .. سر السماء في الأرض التي لم يتوصل البشر الى الآن لمعرفة كنهها .
أسطورة تتمازج بالحقيقة .. خيال يلامس الواقع .. تهيؤات تتبلور في الحياة .. روح غريبة محببة تسكن التلابيب وتحتل العقل .. تفكيرا وعاطفة .. انثيالات وعاصفة .. زخات ندى ونيران حرب .
صعدة .. صباح القصف ؛ مساء المدفعية .
سلام عليك ما ترنم ثائر وتغنى شاعر .
سلام عليك ملئ الدنيا زهور وأقحوان .
13697306_172007876546927_6366368198613554426_n
                                                                                                         (3)
اذا كان العظيم البردوني لم يجد ما يحدث أباه عن المليحة صنعاء بغير السل والجرب .. فإن لنا ما نحدث به أبنائنا عن صعدة بأنصع وأروع مفردات الفخر والكبرياء والشرف .

صعدة يا ولدي .. هي ميراث شموخك حينما تكبر .. مصدر اعتزازك عندما تتفاخر الأمم ببلدانها .

صعدة يا بني .. هي فاتنة العصر .. ببهاء بطولاتها واستثنائية فرسانها .

صعدة .. موطن نبوة هذا العهد .. بفرادة مشروعها وتفرد رجالاتها بالمغايرة التامة لكل المتشابهات القديمة والحديثة .. انها مهد رسالات التحرر من العبودية ومهبط وحي البطولة والانتصار ضد الطواغيت الأشرار .

فلتبنوا لكم أيها الفتية الصغار – في صعدة – بيوتا طينية ومنازل من صم الأحجار .. لتفخروا بعد سنوات ؛ بمجاورتكم لروضات الشهداء العظام .. فعندما تصيرون آباءا سيشكركم أولادكم على ماقدمتوه من وفاء لتربة ودماء وهواء صعدة .

13669561_172024036545311_3979717258983043500_n
قد يعجبك ايضا