«بن غوريون» باقٍ في مهداف صنعاء: خسائر العدو تتضخّم
رغم توسيع قوات صنعاء بنك أهدافها العسكرية في عمق الكيان الإسرائيلي، يبقى استهداف الحركة الملاحية في مطار «بن غوريون» أولويةً يمنية لتعميق أزمة النقل الجوّي لدى العدو.
رغم توسيع قوات صنعاء بنك أهدافها العسكرية في عمق الكيان الإسرائيلي، فإن استهداف الحركة الملاحية في مطار «بن غوريون»، وما يسبّبه من تعليق شركات الطيران العالمية لرحلاتها التجارية إلى تل أبيب، ما يزال يمثّل أولويةً يمنية. إذ إن صنعاء التي تعتمد إستراتيجية «النفَس الطويل» في مواجهتها مع العدو، تعمل على تعميق أزمة النقل الجوّي الإسرائيلي، عبر الاستهداف المتكرّر لـ«بن غوريون»؛ علماً أنها وسّعت، في الموازاة، عملياتها العسكرية، لتطاول أهدافاً للعدو في كل من حيفا، عسقلان، بئر السبع، النقب، إيلات والخضيرة المحتلّة، وصولاً إلى مطار «رامون» وميناء أسدود.
ومع استمرار الحصار الجوي على «بن غوريون» منذ الرابع من أيار الماضي، تواصل صنعاء تحذير شركات الطيران الدولي من خطورة العودة إلى إسرائيل، على خلفية الاستهداف المتكرّر لهذا المطار، والذي وقع آخر فصوله فجر الثلاثاء، متسبّباً في إيقاف حركة الملاحة فيه، بعدما دوّت صفارات الإنذار في عشرات البلدات الفلسطينية المحتلّة، وهرع مئات آلاف المستوطنين إلى الملاجئ. ويُعدّ ذلك الاستهداف الثاني من نوعه منذ مطلع الأسبوع الجاري والثالث خلال أسبوع، في ما يعكس توجّهاً يمنيّاً إلى تعظيم خسائر العدو الاقتصادية الناتجة من استهداف «بن غوريون»، واستنزاف قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري المقرّب من وزارة الدفاع في صنعاء، العميد مجيب شمسان، في حديث إلى «الأخبار»، إن «تصاعُد العمليات العسكرية اليمنية على مطار بن غوريون، له أهداف مزدوجة»، مشيراً إلى أن تلك الإستراتيجية «مثّلت معادلة رعب مستمرة للكيان الإسرائيلي، سواء من حيث توقيت العمليات التي تنفّذ في أوقات مختلفة وغير محدّدة، أو في طبيعتها والسلاح المستخدم فيها، واللذين يختلفان من عملية إلى أخرى».
ويلفت شمسان إلى أن تصاعد عمليات الإسناد اليمنية في عمق الكيان «أسقط نظرية الأمن التي يقوم عليها الكيان، وأكد أيضاً فشل الردع الإسرائيلي في حماية المطارات والموانئ الفلسطينية المحتلة من الضربات اليمنية»، معتبراً أن «العمليات اليمنية فرضت معادلات عسكرية غير مسبوقة في تاريخ الكيان، ومثّلت حرب استنزاف للدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي، ورغم بقائها في حالة استنفار، فإنها فشلت في الحفاظ على عمقها آمناً، كما فشلت في حماية مطار بن غوريون الذي كان يوصف بأنه واحد من بين أكثر مطارات العالم تحصيناً».
ووفقاً لأكثر من مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، فإن كل عملية صاروخية تنفّذها الأخيرة ضدّ مطار «بن غوريون» «تكبّد العدو خسائر مباشرة وأخرى غير مباشرة»، خصوصاً أن استمرار هذه العمليات مثّل دافعاً إضافيّاً لشركات الطيران لتأجيل مواعيد استئناف نشاطها من «بن غوريون» إلى وجهات مختلفة حول العالم. وفي هذا الإطار، أعلنت شركتا الخطوط الجوية الهندية، و«يتا» الإيطالية للطيران، قبل أيام، تأجيل عودتهما إلى إسرائيل حتى الـ30 من أيلول، والـ25 من تشرين الأول، على التوالي.
ووفقاً لقائمة نشرتها صحيفة «ذا ماركر» العبرية، مطلع الأسبوع الجاري، فإن نحو 12 شركة أجنبية لا تزال ترفض استئناف رحلاتها من وإلى إسرائيل. وبحسب الصحيفة، أرجأت شركة «ويز إير» العملاقة منخفضة التكلفة عودتها إلى الثامن من آب الجاري، وشركة «دلتا» الأميركية عودتها إلى بداية أيلول المقبل، و«ترانسافيا» إلى السابع من الشهر المقبل، والخطوط الجوية الكندية إلى التاسع من تشرين الأول، وطيران البلطيق حتى أواخر أيلول، والخطوط الجوية البريطانية إلى الـ25 من تشرين الأول، وشركة «ريان إير» الإيرلندية العملاقة حتى أواخر تشرين الأول، وشركة «إيزي جيت» حتى أواخر آذار من العام المقبل، فيما أرجأت شركة «كيه إل إم» الهولندية عودتها حتى إشعار آخر.
رشيد الحداد الخميس 7 آب 2025