انتهاء جولة غروندبرغ : الحلول الأممية مجمّدة
فشلت الأمم المتحدة في تحريك مسار السلام اليمني، فيما تضغط الرياض وواشنطن لتعديل «خارطة الطريق» نحو نزع سلاح «أنصار الله»، وسط قصف على مناطق حدودية في صعدة.
انتهت الجولة الإقليمية للمبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، والتي شملت سلطنة عُمان والبحرين، من دون تحقيق أي اختراق جديد في مسار السلام. وفي حين كان الشارع اليمني، ينتظر إعلان الأمم المتحدة، عن ترتيبات جديدة في خصوص الملفين الإنساني والاقتصادي، دعا غروندبرغ، في ختام جولته، الأطراف اليمنيين إلى ضبط النفس والانخراط في الحوار واتخاذ خطوات جادّة لتخفيف معاناة المدنيين.
وقال في بيان نشره مكتبه على منصة «إكس»، إنّ «السياق الإقليمي يوفّر فرصة لإحياء الزخم نحو خفض التصعيد وتعزيز الحوار»، مضيفاً أنّ الجولة التي استمرّت من 27 تشرين الأول حتى 3 تشرين الثاني، «هدفت إلى إشراك أطراف النزاع والدول الإقليمية الفاعلة، في دفع عجلة السلام قدماً»، وأنه أجرى في مسقط مباحثات مع كبار المسؤولين العُمانيين وكبير مفاوضي حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، وكذلك نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، تناولت سبل خفض التصعيد وتهيئة بيئة مناسبة لاستئناف المفاوضات، برعاية الأمم المتحدة.
وكان المبعوث الأممي، قد أكّد في اثناء لقائه وزير الخارجية في حكومة عدن، شايع الزنداني، على هامش مشاركته في الدورة الـ21، من «حوار المنامة» في البحرين، التزام الأمم المتحدة، بدعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني. إلا أنّ الزنداني، تجنّب الحديث عن تنفيذ «خارطة الطريق» المتّفق عليها أواخر العام 2023، وأعاد التذكير بقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2216، الذي دعا مطلع عام 2015، إلى نزع سلاح «أنصار الله»، وشرعن العدوان على اليمن، ووضعه تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
هل تسعى السعودية إلى تعديل «خارطة الطريق» تحقيقاً لمطالب أميركية وإسرائيلية؟
وفي السياق نفسه، شدّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، في أثناء لقائه غروندبرغ، في المنامة، على «ضرورة استناد أي حلّ سياسي في اليمن إلى المرجعيات الثلاث؛ المبادرة الخليجية وآليّتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216»، وهو ما يعكس رغبة سعودية، في تعديل «خارطة الطريق»، وإضافة شروط جديدة تتطابق مع رغبة أميركية – إسرائيلية، في نزع سلاح «أنصار الله».
هذه النتائج المخيّبة لآمال الشارع اليمني، تزامنت مع تصاعد خروقات اتفاق وقف إطلاق النار، من قبَل القوات السعودية، في جبهات الحدود مع محافظة صعدة. وفي هذا الإطار، أكّد مصدر أمني في صنعاء، أنّ الطيران السعودي المسيّر، شنّ أمس، ثاني هجوم طاول منطقة الحجلة، الواقعة في مديرية رازح الحدودية، في محافظة صعدة شمال اليمن، وذلك للمرة الثانية في أثناء الـ48 ساعة الماضية.
وأشار إلى أنّ الجانب السعودي، نفّذ قصفاً مدفعياً مكثّفاً على مناطق سكنية متفرّقة في القرى الحدودية، في مديرية قطابر.
وتأتي هذه الاعتداءات في إطار التصعيد المستمرّ من جانب الجيش السعودي، ضدّ المناطق الحدودية في محافظة صعدة، حيث تتعرّض المديريات الحدودية بين الحين والآخر لقصف مدفعي وصاروخي مكثّف يستهدف المدنيين وممتلكاتهم.