تحليل في خطاب السيد : معركتنا ليست منفصلة عن الطوفان: القائد يشدد على الجهاد.. ويفضح الخداع الأمريكي..

معركتنا ليست منفصلة عن الطوفان:

السيد القائد يشدد على الجهاد.. ويفضح الخداع الأمريكي..

 

الحقيقة / تحليل ملخص: علي احمد جاحز

كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي اليوم التي جاءت للمرة الثانية دون مناسبة محددة، سوى الشعور بأهمية مواكبة الاحداث وتطورات معركة طوفان الأقصى وتداعياتها، هي امتداد لكلمة التحول التي القاها الأسبوع الماضي.

ونعتقد ان من المهم الوقوف على مقتضيات خطابها المركز ورسائله وموجهاته وفهمها ومن ثم التحرك انطلاقا منها..

وقد حرصت ان اوجز قراءتي للكلمة في هذا التحليل الملخص.. وأتمنى ان يكون مفيدا بأذن الله

– معادلة ان تكونوا تألمون  .. المشهد غير مسبوق:

في سياق التمهيد لتوجيه الرسائل والموجهات التي خلصت اليها كلمة السيد القائد فقد افتتح السيد القائد كلمته بالتذكير بأن الغزو الصهيوني اليهودي لفلسطين منتصف القرن الماضي تم تحت رعاية بريطانيا التي كان تضع دولة فلسطين تحت وصايتها..

وفيما يشبه القراءة التحليلية، لخص قائد الثورة اليمنية المشهد في قطاع غزة بعد مرور 110 أيام منذ طوفان الأقصى، حيث وصف سلوك العدوان الإسرائيلي بانه حرب إجرامية غير مسبوقة منذ بداية الاحتلال سواء من حيث المدة او من حيث البشاعة واعداد القتلى في صفوفه والتكلفة العسكرية والمادية والاقتصادي والكلفة الأخلاقية بالرغم من الدعم اللامحدود دوليا، ونطاق المعركة المحدود في بقعة صغيرة هي قطاع غزة

ومقابل ذلك صمود غير مسبوق للمقاومة بالرغم من الحصار في النطاق المحدود، مذكرا انه لم يسبق ان صمدت جيوش عربية بمثل صمود المجاهدين في غزة

وتسببها للعدو بتكبد خسائر مهولة اقتصادية وعسكرية، وفي فشله في تحقيق أيا من أهدافه المعلنة.

واطلق على هذه المعادلة اسم “معادلة ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون “

وقال انه ينطبق على المقاومة ثناء الله في قوله تعالى:  “فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضَعُفُوا وما استكانوا”

– إقامة حجة.. مسؤولية المسلمين دينيا واخلاقيا:

امام هذه المعادلة تطرق السيد القائد الى المسؤولية الدينية والأخلاقية والجهادية على الامة الإسلامية، وهو للمرة الثانية يركز على تحميل الامة وإقامة الحجة عليها، ويؤكد ان الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية لو وفروا العون العسكري والمادي للمقاومة لتغيرت المعادلة ولما صمة العدو امام الفلسطينيين يوما واحدا..

وفي إشارة الى تهرب البعض من مسؤولية المأساة الإنسانية في غزة قال نعم الجوع هو نتيجة العدوان الصهيوني ولكن هناك اسهام عربي واسلامي من خلال الخذلان واغلاق معبر رفح وعدم التحرك باي شكل لكسر الحصار.

– دعم وتواطؤ وصمت دولي .. الفشل اكثر:

وفي سياق توصيفه المؤثر لحالة الجوع والمعاناة، عمد الى التذكير بان التجويع واحد من أساليب العدو ومحاولاته اخضاع المقاومة، وأيضا لها دلالاتها على على العجز والفشل في اخضاع المقاومة، وربط ذلك بان تكتيك الإبادة يأتي ضمن محاولة تحقيق الأهداف.

لفت الى ان الصمت والتواطؤ الدولي والخذلان العربي، وعدم اتخاذ أي إجراءات او تصنيفات للعدو الصهيوني واكتفاء الموقف الاممي بتصريحات متواضعة ومترددة وراؤها الموقف الأمريكي المصر على استمرار الإبادة كل ذلك يأتي ضمن إعطاء الفرصة للعدو الصهيوني ليحقق أهدافه، لكنه يفشل اكثر ولم يحقق أيا من أهدافه مقابل مقاومة تصعد عملياتها وصمودها.

مسؤولية الامة والعالم

ايهما أولى بالمساعدة

الشعب الفلسطيني صاحب الحق ام المحتل المجرم المعتدي

المجرم مدعوم من الغرب والشعب الفلسطيني مخذول

– الأمريكي مخادع .. معركتنا جزء من الطوفان:

وفي سبيل تعرية العدوان الأمريكي على اليمن وفضح مقاصده والتحذير من مخاطرة، عمد السيد القائد الى التذكير بالموقف الأمريكي والبريطاني المساند لحرب الإبادة والمصر على استمرارها باعتبارها مشروعا صهيونيا، وقال ان أمريكا تقاتل من اجل إيصال السلاح والبضائع الى إسرائيل وتمنع الغذاء والدواء عن غزة، وتسعى لقتل الفلسطينيين بالجوع، وانها تهدد كل من يتعاطف مع الفلسطيني، وربط ذلك بموقف اليمن الضاغط لدخول الدواء والغذاء ورفض الأمريكي وتصعيده رفضا لتحقيق المطلب اليمني، رغم تكلفة التصعيد من أموال الأمريكيين ورغم ما يناقض كلامه عن توسيع الصراع وتهديد الملاحة وتحويل البحر الى ميدان قتال، واعتبر ان الأمريكي ولا مشكلة لديه من حدوث كل تلك التداعيات وكل هذه الكلفة في سبيل منع الدواء والغذاء من الدخول لغزة.

وخلص الى ان موقف اليمن جاء من الشعور المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية لمساندة المظلومين في غزة وانطلاقا من حق الفلسطينيين في الحصول على الغذاء والدواء عدم قتل النساء والأطفال وان يحصلوا على معادلة إنسانية عادلة..

وفي رد على الادعاءات الامريكية التي وصفها بالخداع الأمريكي، اكد السيد القائد ان معركتنا في البحر هي معركة متصلة بما يجري في غزة ولإسناد الشعب الفلسطيني ليست منفصلة ولا جانبية ولا هامشية

كما يحاول ان يصوره الأمريكي الذي يقول ان هناك معركة منفصلة في البحر لحماية الملاحة الدولية.

– العدوان الأمريكي.. لا جدوى امام اصرارنا وخبرتنا:

لم يكتف السيد القائد بفضح الخداع الأمريكي وانكشافه امام الرأي العام الدولي الذي بات يعي ويدرك حقيقة اهداف العدوان الصهيوني” البريطاني والامريكي”، بل عمد الى حسم هزيمته وفشله وعدم جدوائية عدوانه.

ولخص عدم جدوى العدوان في التالي:

ستكون نتائج عدوان الأمريكي والبريطاني عكسية

لن يؤثر على موقفنا فنحن نعتبره جهاد مقدس

لن يؤثر على قدراتنا فنحن نطورها

لسنا جديدين على مواجهة التحديات ونحن متمرسون على الحرب

الكلفة وتهديد الملاحة

ادخل العدو الأمريكي والبريطاني نفسه في المشكلة

وجدد القائد التأكيد على استمرار العمليات اليمنية حتى تحقق أهدافها التي لخصها في :

وصول الاحتياجات من دواء وغذاء لغزة

توقف العدوان والابادة

حق غزة ان تتدفق اليها المساعدات برا وبحرا وجوا

واعتبر ان إصرار الأمريكي على حماية الاجرام الصهيوني ورفضه لهذه المعادلة الإنسانية العادلة واستمراره في العدوان على بلدنا فذلك لن يؤثر على موقفنا.

وحذر ان هذا الخداع الأمريكي المكشوف انما هو محاولة توريط اطراف أخرى معه، موضحا عدم تأثر الملاحة بسرد احصائيات دقيقة لمرور السفن عبر البحر الأحمر حيث ” عبرت اكثر من  4874 سفينة بتنسيق مع قواتنا البحرية” وهنا يعطي السيد القائد إشارة الى التحول التاريخي الذي مفاده ” نحن سادة البحر .. والامريكي دخيل.

ومن موقع المنتصر الواثق امام الضعف الأمريكي وموقفه الهش وبحنكة السياسي الدبلوماسي عاد السيد القائد ليذكر بعدم استناد العدوان البريطاني والامريكي الى أي مشروعية دولية وان ما يقوم به هو انتهاك لسيادة الدول المطلة على البحر الأحمر، منوها الى الصحوة العالمية والوعي تجاه الخداع الأمريكي.

وبناء على كل ذلك وجه النصح للشعوب الأوروبية بالحذر من توريطها في دعم الاجرام الصهيوني واستخدام أموالها ومصالحها في سبيل ذلك.

– تكرار الدعوة الى التحرك الجهادي:

شدد السيد القائد على التحرك الجهادي وقال انه لامجال  للتراجع، وكلما استمر الأمريكي في عدوانه واستمر الاجرام الإسرائيلي كلما زاد اصرارنا على موقفنا وزادت مسؤوليتنا

واكد على التحرك الجهادي في التالي:

يجب ان تستمر المظاهرات

تجيد دعوة الجاليات للتحرك والضغط

يجب ان يكون هناك نشاط توعوي وثقافي

وفي النشاط الإعلامي لا ينبغي ان يكون هناك فتور

المقاطعة والحث على ذلك والشرح والتوضيح

وجدد الدعوة لاستمرار التحرك العسكري كما هو في جبهات اليمن و لبنان والعراق وتكثيف التحرك الشعبي

وفي ختام كلمته كما في بدايتها وامتدادا لما جاء في كلمته السابقة ركز السيد القائد على أهمية امتلاك خلفية تاريخية عن العدو الصهيوني وعن اللوبي الصهيوني.

واختتم بالتأكيد على أهمية التحرك من منطلق جهادي واعتبر هذا التحرك مقدسا وهو يقيم الحجة على الامة، وحذر من العقاب الإلهي في الدنيا والاخرة ومن استحقاق سنة الاستبدال الموعود من الله، واستشهد بان القران فيه اكثر من 500 اية تتحدث عن الجهاد.

وقال ان الشعوب التي تعاني من الكبت يمكنها المقاطعة والنشاط الإعلامي والتبرعات واي أنشطة أخرى

وجدد على التأكيد على الخروج الأسبوعي واستمراره واهميته باعتباره مسؤولية ايمانية وجهادية وأشاد بالخروج بين المطر وجدد التأكيد عن جدية شعار “لستم وحدكم” وان موقف اليمن عملي يترجم هذا الشعار.

حفظ الله القائد وسدد خطاه وادام ظله وعزه وحكمته

والله غالب على امره

قد يعجبك ايضا