تصاعد القلق في الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة حيال تنامي شعبية محور المقاومة.

تصاعد القلق في الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة حيال تنامي شعبية محور المقاومة.
تميِّز محور المقاومة عن غيره من القوى العسكرية والسياسية الأخرى التي مرت عبر منطقتنا العربية والشرق الأوسط، بنقطة قوة مهمة تتمثل في العلاقة التكاملية بين الحلفاء الأقوياء الموثوق بهم.
على سبيل المثال فإن صدام حسين، الرئيس العراقي السابق، نجح في بناء جيش قوي وترسانة أسلحة ضخمة. لكنه افتقر للحلفاء الذين يمكن أن يقفوا معه جدياً في وقت الشدة.
حاول صدام تشكيل تحالفات مع اليمن ومصر والأردن، لكنه واجه خيبة أمل حيث تخلو عنه بسبب ارتباطهم الوثيق بالولايات المتحدة.
كما سبق أن اتخذ صدام مواقف رعناء تجاه جميع جيرانه، لذا لم يحظَ بالدعم من أحد عندما غزت القوات الأجنبية العراق.
بينما محور المقاومة يظهر اليوم نشاطًا عسكريًا وميدانيًا ودبلوماسيًا منظمًا في منطقة الشرق الأوسط، وكأنه فريق محترف يعلم كل طرف ما هي الخطوة الواجبة عليه في التوقيت المناسب.
تتضمن الأحداث المشار إليها إطلاق ص و ا ر ي خ في سوريا، وهجمات على القواعد العسكرية الأmريكية في العراق، وأخرى ضد السفن المتجهة إلى إsرائيل من البحرية اليمنية، والتصعيد في الحدود اللبنانية بين “ح ز ب الله” وإسرائيل، وهجمات ح م ا س على القوات الإsرائيلية المحاولة التوغل في غزة، بالإضافة إلى إرسال حركة ” الجهاد” لصليات صواريخ نحو تل أبيب.
تعزز هذه الأحداث تواجدًا عسكريًا قويًا وتحركات دبلوماسية، حيث تقدم إيران فرقاطة عسكرية وزوارق حربية إلى البحر الأحمر، ولا ينحصر الأمر على دول محور المقاومة بل هناك استفادة واضحة من المتغيرات الدولية القائمة اليوم فتعلن روسيا والصين عن مشاريع لوقف الحرب في مجلس الأمن وتنتقدان السياسة الأمريكية المتمالئة مع إسرائيل بشكل علني.
بالإضافة إلى ذلك، ترفع قيادات دولة مثل جنوب أفريقيا عن انتهاكات إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية.
ولكل ما سبق أصبحت تصريحات القيادات الأمريكية تركز في هذه الفترة على “الحرص على عدم انتشار النزاع الدائر في غزة إلى دول أخرى في المنطقة”.
تُشير التطورات إلى أن الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة المعروفة تاريخياً قد خرجت عن صمتها، مثلاً فقد حذر ملك الأردن بشدة من عدم القدرة على السيطرة على الأوضاع بالمنطقة في حال استمرار الحرب في غزة.
وبالإضافة إلى ذلك، ردَّ محمد بن زايد على نتنياهو حين طلب منه دفع مرتبات العاملين الفلسطينيين الذين توقفوا عن العمل بسبب ظروف الحرب، “بأنه ينبغي عليه أن يطلب المساعدة المالية من زيلينسكي، الذي يتمتع بدعم غربي ويقوم ببيع الأسلحة التي تم تزويده بها في السوق السوداء، في حين أنهم غير قادرين على دفع مثل هذا المبلغ لأي طرف آخر” حسبما أكدته الكثير من التسريبات التي باتت تصيب نتنياهو بالجنون إلى درجة أنه طلب أن يخضع الوزراء في الحكومة إلى فحص “جهاز كشف الكذب”.
يظهر تعبير ملك الأردن ورئيس دولة الإمارات عن القلق الذي يعتريهما، حيث تشير تصريحات ملك الأردن إلى أنهم غير قادرين على تلبية المطالب الموجهة إليهم، ويطالبون بوقف الضغط عليهم.
ومن جانبه، يخشى الرئيس الإماراتي من أن ينتشر خبر إرسال الأموال التي طلبها نتنياهو، ويدرك أنه سيواجه ردًا صادمًا ورفضًا لهذا الطلب. وتعكس هذه الردود القلق الناجم عن نمو شعبية محور المقاومة، حيث يتحرك حلفاؤها بقوة وجدية.

يُظهر هذا القلق أن الحلفاء في هذا المحور يعملون بقوة وجدية، مما يجعل الدول الأخرى تواجه صعوبة في تلبية طلبات الغرب.

وهذا الوضع دفع أمريكا إلى وضع تقييم دقيق للتحديات الراهنة والبحث عن طرق للتوصل إلى حلول سياسية ودبلوماسية تخدم مصالح جميع الأطراف المعنية، فالأمر لم يعد حصرا على إسرائيل.. بل تم توجيه نقد قاسي لها من عدة دول أوروبية مؤخراً.

 

الحقيقة /كتب /عبدالرحمن العابد

 

قد يعجبك ايضا