جرائمُ إبادة للمدنيين في اليمن.. العدوانُ في دائرة التوحش!

تظلُّ جرائمُ العدوان الأمريكي السعوديّ بحق الشعب اليمني واحدةً من أبشع الجرائم في التاريخ المعاصِر؛ فاليمنيون لا يمكنُهم نسيانُ ما حدث ولا التسامح بشأنها.

وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الشهداء خلال ثمانية أعوام من العدوان الغاشم بلغ أكثر من 15 ألف مدني، بينهم ثلاثة آلاف و160 طفلاً، وثلاثة آلاف و216 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 32 ألفاً و602، منهم أربعة آلاف و592 طفلاً، وثلاثة آلاف و263 امرأة، فضلاً عن إصابة ستة آلاف طفل بإعاقات نتيجة العدوان.

وتثبت هذه الإحصائية حجم القتل والإجرام الذي أقدم عليه تحالف العدوان الظالم، كما توضح الصورة الحقيقية للمجرمين، وهي جرائم لن تمر دون عقاب؛ فاليمنيون لا ينسون ثأرهم، ولا يتغافلون عنه لحظة واحدة، مهما كانت المتغيرات والأحداث.

وللتذكير بما حدث نستعرض نماذجَ من جرائم العدوان الغاشم بحق الشعب اليمني خلال شهر مايو خلال الثماني السنوات الماضية، وهي جرائمُ سوداءُ مؤلمةٌ ستظل وصمةَ عار في جبين كُـلّ الظالمين.

 

استهدافُ مدنيين في منازلهم:

في اليوم الأول من شهر مايو للعام 2015م استأنف القاتل السفاح قصفه للأحياء السكنية المكتظة بالأهالي كعادته الإجرامية؛ فعند السـاعة الثانيـة عشـرة وأربعـين دقيقـة بعـد منتصـف الليـل سـمع كُـلٌّ مـن فـي العاصمـة صنعـاء دَوي انفجارٍ كبيـر متزامنـاً مـع تحليـق طيران العدوان الأمريكي السعوديّ، وكان صـوت الانفجار باتّجاه الجـزء الشـرقي مـن العاصمـة صنعـاء، وبعـد التحـري تبيـن أن القصـف اسـتهدف منطقـة سـكنية مكونـة مـن عـدة منـازل شعبيّة مأهولـة بالسـكان فـي منطقـة «سـعوان» فـي حـي يسـمى «شِعب المـراون» يتبـع مديريـة شـعوب إحدى مديريـات أمانة العاصمـة صنعـاء؛ وهذا الحي يعيـش فيـه عشـرات الأسـر مـن المدنييـن.

أسـفر الاستهداف عـن سـقوط عشـرات الضحايـا بينهم ثمانيـة أطفال وخمسـة جرحـى، كمـا دمّـرت تسـعة منـازل تدميـراً كليًّا وتضـررَ عـدد (٤٤) منـزلاً بأضـرار مختلفـة أدناهـا كسـر جميـع النوافـذ والأبواب.

أما في اليوم الرابع من الشهر والعام ذاته، وبالتحديد عند الساعة السادسة فجراً قام طيران الشر والتدمير بقصف منازل المدنيين فـي قريـة المسـقاة بمديريـة الرضمـة بمحافظـة إب؛ ما أَدَّى إلى تدميـر ثلاثـة منـازل تدميـراً كليًّا علـى رؤوس سـاكنيها وإلحـاق الضـرر بأكثر مـن عشـرة منـازل أُخرى، وقتـل (٤) مدنييـن، كمـا أُصيب (١٧) مدنيـاً آخرون بينهـم خمسـة أطفال.

وفي محافظة ذمار وعند صباح يوم الأربعاء في السادس من مايو للعام 2015م اسـتيقظ السـكان علـى أصوات غـارات الطائـرات الصهيو أمريكية، والتـي اسـتهدفت عـدة مناطـق فـي المدنيـة حسـب إفـادات الشـهود، بعـض الغـارات اسـتهدفت منـازل فـي حـي (ذمـار القـرن) ممـا أَدَّى إلى تدميـر عـدد مـن منـازل المواطنين وتضـرر أُخرى، كمـا اسـتهدف القصـف الشـارع الرئيسي العـام فـي المدينـة الواصـل بيـن مدينتـي (صنعاء-تعـز) أثنـاء مـرور السـيارات والمواطنيـن فيـه، وأسـفر عـن سـقوط ضحايا مـن المدنييـن بينهـم طفليـن، وكـذا إصابة عـدد آخر مـن المدنييـن، بينهـم خمسـة أطفال.

وفي يوم الأربعاء وبالتحديد في محافظة صعدة قام طيران العدوان الأمريكي السعوديّ عند الساعة الثالثة قبل الفجر باستهداف مناطـق مدنيـة فـي مدينـة صعـدة فـي مركـز المحافظـة وقصفـت منـزل أحد المواطنيـن المدنييـن يدعـى (عبداللـه الإبـي) علـى رؤوس سـاكنيه، وهـو عبـارة عـن عمـارة مكونـة مـن ثلاثـة أدوار يقـع بجـوار المركـز الثقافـي بمدينـة صعـدة -الـذي تعـرض بـدوره للقصـف لاحقـاً-؛ وهـو؛ ما أَدَّى إلى تدميـر المنـزل واستشهاد جميـع مـن فيـه تحـت الأنقـاض وهـم (٣٦) مدنيـاً بينهـم (جنيـن) وَ(٢٣) طفلاً، وإصابة (٥) آخرين بجـروح مختلفـة.

وفي المحافظة نفسها في اليوم ذاته استهدف الطيران منزل المواطن محمـد يحيـى اللهبـي، الواقـع فـي منطقـة الضميـد المدنيـة والمأهولـة بالسـكان المدنييـن بمديريـة ضحيـان؛ ما أَدَّى إلى تدميـره علـى رؤوس سـاكنيه، وأسـفر عـن استشهاد جميـع أفـراد الأسـرة وهـم (٨) أفـراد بينهـم (٧) أطفال.

وواصل طيران العدوان الغاشم القصف في اليوم الثاني على محافظات أُخرى؛ وهي محافظة حجّـة، حَيثُ شن عند الساعة السادسة قبل غروب شمس الخميس غارات جويـة علـى إحدى قـرى مديريـة بكيـل الميـر التابعـة للمحافظـة، واسـتهدفت غاراتهـا منـازلاً بسـيطة مكونـة مـن القـش والصفيـح تابعـة لمواطنيـن مدنييـن فقـراء؛ ليسـقط علـى إثرهـا أفـرادُ أسرةٍ بكاملهـا مكونـة مـن (١٣) فـرداً بينهـم ثمانيـة أطفال وامرأتيـن، وقـد أسـفر القصـف عـن تفحـم جثـث الضحايـا وتحويلهـا إلى أشلاء متناثـرة، ولـم ينج منهـم إلَّا طفليـن أحدهمـا توفـي فـي نفـس اليـوم فـي المستشـفى والأصغـر منـه تــم تحويلــه إلى العنايــة المركــزة وقــد أُصيبــا بحــروق مــن الدرجــة الأولــى، وتــم توثيقهمــا وهمــا فــي العــراء لا يجــدون أدنى مقومـات الحيـاة مـن رعايـة وعـلاج وطعـام وشـراب؛ بسَببِ حالتهـم الاقتصاديـة المتدهـورة التـي أضـاف لهـا الحصـار الخانـق المفـروض سعوديّاً علـى اليمـن المزيـد والمزيـد مـن المعانـاة، فقـد أَدَّى إلى انعدام شـبه تـام للأدوية الضروريـة والمسـتلزمات الإسعافية الطبيـة العاجلـة.

وفي شهر مايو أَيْـضاً من العام 2015م شن طيران العدوان الغاشم غارة جوية في الساعة السادسة من صباح السبت 9 مايو؛ اسـتهدفت مسـجداً وضريـح الإمـام الهـادي فـي مدينـة صعـدة؛ ما أَدَّى إلى تضـرر مسـجد وضريـح الإمـام الهـادي الأثـري بأضـرار بالغـة وتدميـر المحـلات التجاريـة فـي سـوق الحـراج واستشهد حينها (٧) مدنييـن بينهـم طفـل وجـرح (٢٠) آخرين بينهـم (٦) أطفال جـوار جامـع الإمـام الهـادي.

 

11 مايو.. اليوم الأسود في نقم:

وتظل جريمة قصف منطقة نقم بالعاصمة صنعاء من أبشع جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ بحق الشعب اليمني، فعند الساعة الخامسة من مساء يوم الاثنين، 11 مايو 2015م نفذ طيران العدوان غارات استهدفت جبل نقم الواقع في مديرية آزال، بأمانة العاصمة؛ بحجّـة أنه يحتـوي علـى مخـزن للأسلحة، مـع علـم تلـك الـدول أن الجبـلَ يقـعُ بالقـُرب مـن آلاف المنـازل والمبانـي المدنيـة، وأن تلـك المنطقـة مكتظـةٌ بالمدنييـن.

وَاسـتخدمت السعوديّةُ فـي قصفهـا لمنطقـة (نقـم) صواريـخَ وقنابـلَ محرَّمـة دوليًّا، أحدثت انفجاراتٍ هائلـةً جِـدًّا، وبعـد حوالـي نصـف سـاعة عـاودت الطائـرات الحربيـة التابعـة للسعوديّة وتحالفهـا القصـف ولكنهـا فـي هـذه الغـارة عـاودت محملـة بقنابـل وصواريـخ صنعـت لتدميـر المـدن وقتـل الأبرياء مـن الأطفال والنسـاء والمدنييـن، وقد أحدثـت تلـك الأسلحة انفجاراً ضخمـاً هـز العاصمـة صنعـاء، حَيثُ شـاهد سـكان العاصمـة كتلـة مـن النـار والدخـان والغـازات انبعثـت مـع الانفجار، وتصاعـدت تلـك الكتلـة إلى مسـتوى أعلى مـن قمـة جبـل نقـم الـذي يصـل ارتفاعـه إلى أكثر مـن كيلـو متـر، وقـد تـم توثيـق لحظـة وقـوع هـذا الانفجار بالصـور والفيديـو.

أســفر هــذا الاستهداف عــن ســقوط ٢٦ شهيداً مــن المواطنيــن المدنييــن بينهــم (٧) أطفال وَ(٨) نســاء، وأُصيب مئـات المواطنيـن بجـروح متفاوتـة أغلب الإصابات نتـج عنهـا بتـر أَو اسـتئصال أعضاء حيويـة مـن الجسـم، وعاهــات مســتديمة، وقــد وثق مركز عين الإنسانية (٢١٤) بينهــم (٣٩) طفــلاً وَ(١٦) امــرأة.

 

زبيد التاريخ تحت القصف:

واصل طيران العدوان الغاشم القتل والتدمير بغاراته الآثمة، وهنا مدينـة زبيـد التاريخيـة الشـهيرة التي تقـع علـى بعـد ١٠٠ كـم إلى الجنـوب مـن مركـز محافظـة الحديـدة، وهـي تتبعهـا إداريـاً وتصنـف ضمـن الآثار والتـراث الإنساني العالمـي (لليونسـكو).

وفـي السـاعة الرابعـة والنصـف مـن عصـر يـوم الثلاثاء، بتاريـخ 12-5-2015م ســمع أهالي مدينــة زبيــد دوي أربعــة انفجارات شــديدة بعــد تحليــق منخفــض للطيــران الحربــي، وتحديـداً مـن اتّجاه الطريـق العـام الـذي يمـر بمدينـه زبيـد ويربـط بيـن محافظتـي الحديـدة وتعـز، إحدى هـذه الانفجارات كانـت ناتجـة عـن استهداف الطيـران لعمـارة المواطـن/ محمـد منصـور الوجيـه المكونـة مـن ثلاثـة أدوار سـكنية، وقـد أَدَّى القصـف إلى تدميـره وتسـويته بالأرض علـى رؤوس العشـرات من المدنييـن المتواجديـن فيـه مـن السـكان وأصحاب المحـلات ونـزلاء الاستراحة.

واسـتهدف القصـف أَيْـضاً السـوق الشـعبي المجـاور للمبنـى وهـو عبـارة عـن هنجـر كبيـر مكتـظ بالمدنييـن، وكان يتواجـد بداخلـه قرابـة ٥٠٠ شـخص بحسـب شـهود مـن الناجيـن، ليسـقط مباشـرة مئـات المدنييـن بيـن شهيد وجريح، إذ أن القصـف كان فـي سـاعة الـذروة لتجمـع الباعـة والمشـترين، وهـرع عـددٌ كبيـر مـن النـاس باتّجاه السـوق لمحاولـة إسعاف الضحايـا وانتشالهم مـن تحـت الـركام، ولكنهـا لـم تكـن سـوى لحظـات حتـى عـاودت الطائـرات قصفهـا للسـوق مجدّدًا بغـارة ثالثـة مسـتهدفة مـن فيـه مـن الضحايا والمسـعفين ليسـقط علـى إثرهـا المزيـد مـن الضحايـا، ولـم تمـر سـوى دقائـق، وإذ بالطائـرات الحربيـة تشـن غـارة أُخرى علـى منطقـة سـكنية بالقـرب مـن المنطقـة تسـمى «البيشـية» والتــي تقـع خلـف الجامـع التاريخـي «جامـع البيشـة» وتبعـد عـن المبنـى والسـوق الـذي اسـتهدفته الطائـرات سابقًا بحوالـي ٣٠٠ متـر فقـط، وهـذه المـرة اسـتهدفت مزرعـة بداخلهـا عـدد مـن المنـازل السـكنية منهـا منـزل شـخص يدعـى/ عبـده سـالم عمـر دمّـرت الطائـرات منزلـه بالكامـل، واستشهد جميـع أفـراد أسـرته وهـم 3 أطفال و٥ نسـاء.

صـاروخ خامـس مـن إحدى الطائـرات اسـتهدف مبنـى مؤسّسـة الكهربـاء والتــي تبعـد عـن السـوق الشـعبي الـذي اسـتهدفته الطائـرات سابقًا بحوالـي ٢٠٠ متـر، وكان أحد الموظفيـن بالمؤسّسـة ويُدعـى إبراهيم محمـد مقبولـي متواجـداً حينهـا أمـام البوابـة، فـكان ضحيـة لهـذا الصـاروخ الـذي اسـتهدفه مباشـرة وشـق جسـده إلى قسـمين رغـم أنـه لـم ينفجـر؛ لتصبـح الحصيلـة النهائيـة للضحايـا جـراء استهداف مدينـة زبيـد سـقوط (٤٨) شهيداً بينهـم (٦) أطفال وَ(٩٤) جريحـاً بينهـم (١٣) طفـلاً.

 

صعدة.. جرح نازف:

وفي الحادي والعشرين من مايو للعام 2015م وبالتحديد عند الساعة الثامنة صباح يوم الخميس، قام طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بشن عدة غارات على مدينة صعدة مـن بينهـا غارتان اسـتهدفتا منطقـة المطـروح ممـا أَدَّى إلى تدميـر عـدد مـن منـازل المهمشـين واستشهاد (١٢)، بينهـم طفلان وَ(٤) نسـاء وجـرح (٢٠) آخرين، بينهـم (٧) أطفال وَ(٥) نسـاء.

وفي ذات اليوم ولكن في محافظة ذمار استهدف الطيران منـازل مدنييـن فـي منطقـة سـكنية مأهولـة فـي الجنـوب الغربـي لمدينـة ذمـار (حـارة رومـا القديمـة)، كمـا اسـتهدفت بالقصـف منشـآت وأعيـان مدنيـة سـياحية وتاريخيـة فـي منطقـة هـران شـمال المدينـة هـي (اسـتراحة هران السـياحية –مركـز الرصـد الزلزالـي –المتحـف والجامعـة –المعهـد المهنـي بمدينـة ذمـار) بعـدة غـارات.

(حـي رومـا القديمـة) جنـوب غـرب مدينـة ذمـار، اسـتهدف القصـف هـذا الحـي السـكني المكتـظ بالمدنييـن ونتـج عنـه سـقوط (١١) شهيدًا هـم عبـارة عـن خمسـة أطفال وثـلاث نسـاء ورجـل، وأُصيب مـا لا يقـل عـن (١٢) مدنيـاً بينهـم طفلـة وأربع نسـاء، ومـن ضمـن الضحايـا أسرة أُبيـدت بالكامـل تدعـى أسرة الفاطمـي، كمـا تضـررت العديـد مـن المنـازل فـي الحـي فـي منطقـة جبـل هـران السـياحي، جـراء استهداف القصـف منـازل المواطنيـن وهـو مـا أسـفر عـن استشهاد (١١) مدنيـاً وجـرح سـبعة آخرين.

فـي منطقـة هـران أَيْـضاً قصفـت الطائـرات الحربيـة للسعوديّة وتحالفهـا اسـتراحة هـران السـياحية مبنـى مركـز الرصـد الزلزالـي الوحيـد فـي اليمـن، وهـو مبنـى جديـد ويحتـوي علـى أحـدث أجهزة الرصـد الزلزالـي، ووجـوده يعتبـر ضـرورة ملحـة للمناطـق الجبليـة ذات النشـاط الزلزالـي فـي وسـط اليمـن، وقـد تـم تدميـره كليًّا؛ وهـو مـا قـد يتسـبب فـي وقـوع كارثـة إنسانية لعـدم التمكّن مـن رصـد الـزلازل وتنبيـه السـكان قبـل حدوثهـا، كمـا دمّـر القصـف فندقـاً ومنتزهـاً سـياحياً فـي جبـل هـران وأوقـع عدداً مـن النـزلاء المدنييـن بيـن قتلـى وجرحـى، وقـد نتـج عـن هـذا الاستهداف استشهاد مـا لا يقـل عـن (٢٠) مدنيـاً بينهـم أسرة بكاملهـا مكونـة مـن تسـعة أفـراد وجـرح مـا لا يقـل عـن (٢٠) مدنيـاً.

وفي محافظة تعز يوم الثلاثاء الموافق 2٦-٥-2015م قام الطيران الصهيوسعوديّ بالهجوم علـى قريـة ريفيـة تسـمى دار النصـر تابعـة لمديريـة صبـر المـوادم وقصـف منـازل المواطنيـن ليدمّـروهـا علــى رؤوس ســاكنيها فقتلــت أسرة مكونــة مــن ٦ أطفال وامرأتيــن ولــم ينــجُ إلَّا رَبُّ الأســرة، بالإضافة إلى جــرح (١٥) آخرين، معظمُهـم مـن النسـاء والأطفال، وتـم تدميـر مسـجد القريـة، كما تضـررت المنـازل نتيجة القصـف.

وفي اليوم التالي في المحافظة ذاتها أَيْـضاً قصف الطيران سـوقاً شعبيًّا ومسـجداً وسـيارة تنقـل نازحيـن فـي مفـرق القَبَّيطـة مديريـة الراهـدة الواقعــة باتّجاه جنــوب محافظــة تعــز، وتبعــد عنهــا قرابــة (٦٠) كــم تقريبًا، وأســفر القصــف عــن سـقوط (٢٠) شهيداً بينهـم (٥) أطفال كمـا أُصيب (١٥) مدنيـاً، وتدمّـرت المحـلات التجاريـة ومنـازل المواطنيـن ومسـجد المنطقـة.

وفي محافظة تعز كذلك في السابع من مايو من العام 2017م، حَيثُ كان منـزل المواطـن بشـير حسـان، الكائـن بمنطقـة البـرح علـى بعـد كيلـو متـر مـن مصنـع أسـمنت البـرح الكائـن بمديريـة مقبنـة جنـوب غـرب تعـز اسـتهدفته طائـرات التحالـف السعوديّ الجويـة بالقصـف المباشـر قبـل غـروب شـمس يـوم الأحد، وأحالتـه إلى ركام ودمّـرتـه علـى رؤوس الأطفال والنسـاء، فاستشهد المواطـن بشـير حسـان وطفلان مـن أبنائـه (عبداللـه وجواهـر وأختـه رقيـة) وأُصيب بقيـة أفـراد الأسـرة، جلهـم أطفال ونسـاء، ولـم ينـج سـوى الأب الـذي كان خـارج المنـزل لحظـة استهداف المنـزل، والـذي أمسـى يعانـي مـن حالـة نفسـية سـيئة جـراء استهداف أسـرته وقتلهـم بهـذه الطريقـة الوحشـية مـن قبـل الطيـران الحربـي التابـع للتحالـف السعوديّ بضوء أخضر أمريكي.

وفي محافظة تعز أَيْـضاً أقدم طيران العدوان على استهداف مثلث الكمـب بمديريـة مقبنـة فـي سـاعة متأخــرة مـن مسـاء يـوم الأربعــاء الموافــق ٢٥ مايـو ٢٠١٧م بغارتيـن شــديدتَي الانفجار نتــج عنهـا استشهاد ٨ مدنييـن، بينهـم طفلان، وجـرح آخرين بينهـم طفـل بالإضافة إلى إثارة الرعـب والهلـع بيـن المدنييـن وتشـريدهم مـن منازلهـم وإتلاف ممتلكاتهـم وتدميـر منازلهـم.

 

مكتب الرئاسة.. العدوان لا يرحم:

أقدمت طائرات العدوان بشكل متوحش في العام 2018م على قصف مكتب رئاسة الجمهورية وسط حي التحريـر المكتـظ بالسـكان.

كان المكتـب حينهـا مليئـاً بالمدنييـن والموظفيـن فـي تلـك السـاعة ثـم أردفهـا بغـارة ثانيـة بعـد ربـع سـاعة فقـط مـن زمـن الغـارة الأولـى ومواصـلاً التحليـق فـي المـكان مانعـاً مـن اقتـراب أي شـخص لإسعاف الضحايـا الذيـن سـقطوا جـراء هاتيـن الغارتيـن مخلفـاً عشـرات الضحايـا مـن القتلـى وَالجرحـى فـي صفـوف المدنييـن الأبرياء مـن بينهـم طفـل قتيـل وثلاثـة أطفال جرحـى ومدمّـراً عشـرات المنـازل والمحـال التجاريـة التـي تقـع فـي ذلـك الحـي ومخلفـاً قصصاً مأسـوية تـدل علـى بشـاعة الحـدث وعقليـة مرتكبيـه الهمجية.

وفي العام نفسه أقدم الطيـران الحربـي التابـع لـدول التحالـف السعوديّ فـي حـدود السـاعة الثانيـة مسـاء يـوم الأربعـاء الموافـق ٩ مايـو علـى شـن غـارة جويـة اسـتهدفت منـزل المواطـن محمـد عبدالعظيـم اللبلـوب، بينمـا كانـت زوجتـه وأطفالـه الأربعـة يسـتعدون للخـروج إلى منـزل أحد جيرانهـم خوفـاً مـن تحليـق الطيـران فوقهـم الـذي ظـل يحلـق لفتـره قبـل استهدافهم، إذ عاجلهـم الطيـران الحربـي بغـارة جويـة أسـقطتهم ضحايـا ولـم ينتشـلوا إلَّا مـن بيـن الأنقـاض؛ وعوضـاً مـن أن يتـم نقـل الزوجة مـع أبنائهـا إلى مـكان آمـن تـم نقلهـم إلى ثلاجـة الموتـى فـي المستشـفى مقتولة مـع أطفالهـا والدمـاء تمـلأ أجسادهم.

وفي اليوم التالي، أقدم طيران تحالف الشر والإجرام عند السـاعة الثانيـة والنصـف فجـر يـوم الخميـس ١٠ مايـو ٢٠١٨م علـى استهداف منـزل أحد المواطنيـن فـي منطقـة الأزرقيـن بغـارة جويـة أَدَّت إلى سـقوط عـدد مـن الضحايـا بيـن قتيـل وجريـح، وعندمـا تجمـع النـاس لإسعافهم عـاود القصـف بغارتيـن متتاليتيـن حتـى وصـل عـدد الضحايـا إلى ثلاثـة عشـر مدنيـاً أغلبهـم أطفال وهـم رجـل وزوجتـه وطفلتيـه وطفـل ثالـث كان يسـكن فـي محـل مجـاور وجـرح ثمانيـة مواطنيـن بينهـم خمسـة أطفال أربعـه منهـم مـن الأسـرة السـابقة والـذي لـم يعـد لديهـم اليـوم مـن يعيلهـم.

وفي محافظة الحديدة وعند السـاعة الثانيـة مسـاء يـوم الأربعـاء ٢٣ مايـو ٢٠١٨م، وبينمـا مجموعـة مـن المدنييـن يقومـون بجنـي ثمـار المانجـو قـام الطيـران بشـن غـارة جويـة علـى هـذه المزرعـة، اسـتهدفت الذيـن بداخلهـا بشـكل مباشـر مسـفرة عـن مقتـل سـته منهـم، بينهـم طفلان وجـرح خمسـة آخرين وتدميـر المزرعـة بصـورة كاملـة وتضـرر سـيارات كانـت بداخلهـا.

وفي ذات العام 2018م في السادس والعشرين من مايو، شن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ ثلاث غارات جوية اسـتهدفت محطـة للوقـود تتبـع شـركة النفـط اليمنيـة فـي شـارع السـتين الغربـي بالعاصمـة صنعـاء، حَيثُ اسـتهدفت فـي الأولـى حـوش الاستقبال خلـف المحطـة وبعـد بضـع دقائـق مـن زمـن الغـارة الأولـى عـاودت الطائـرات قصفهـا للمحطـة بشـكل مباشـر بصاروخيـن متتالييـن نتـج عنهمـا مقتـل ٤ أشخاص بينهـم طفـل، بالإضافة إلى امـرأة وأخيهـا كانـا علـى متـن بـاص أجـرة فـي طريقهـم إلى منـزل أخيهـم لتنـاول وجبـة الإفطـار فـي منزلـه، كمــا جــرح ١٥ آخرين مــن العامليــن فــي المحطــة وغيرهــم مــن المواطنيــن الذيــن تصــادف مرورهــم بالمـكان المسـتهدف سـاعة القصـف مـن بيـن الجرحـى طفـل كمـا نتـج عـن الغـارات تدميـر وتضـرر العديد مـن سـيارات المدنييـن.

وفي اليوم نفسه أقدم الطيران على شن غارة جوية علـى منطقـة «مفـرق البقـع» بينمـا كان فيهـا عـدد مـن السـيارات والدراجـات الناريـة والباعـة المتجوليـن ممـا أَدَّى إلى استشهاد خمسـة مدنييـن بينهـم أربعـة أطفال وإصابة ١٨ مدنيـاً بينهـم أربعـة أطفال تـم نقلهـم إلى مستشـفيات المدينـة وهـم فـي حالـة خطـرة.

وفي محافظة الضالع من العام 2019م أقدمـت طائـرات التحالـف علـى استهداف منـزل المواطـن (علـي صالـح سـفيان) الواقـع فـي قريـة شـليل بعزلـة الأعشـور التابعـة إداريـاً لمديريـة قعطبـة بمحافظـة الضالـع بغـارة جويـة، قرابـة السـاعة الرابعـة وعشـرين دقيقــة فجــر يــوم السبت 11 مايو، أثنــاء مــا كان هــو وأســرته وأســر أولاده بداخــل المنــزل وعددهـم خمسـة عشـر شـخصاً، جلهـم أطفال ونسـاء؛ مـا أسـفر عـن مقتـل رب الأسـرة (علـي صالـح سـفيان) وزوجـة ابنـه وحفيدتـه الطفلـة والتـي لـم تتجـاوز الثامنـة مـن عمرهـا، بالإضافة إلى جـرح اثني عشـر آخرين بينهـم سـتة أطفال وأربع نسـاء توزعـت جراحهـم بيـن المتوسـطة والبالغـة، هـرع بعدهـا إليهـم أهالي القريـة لإنقاذهـم مخاطريـن بحياتهـم، وسط تحليق مكثّـف للطيران، حَيثُ وقامـوا بإخراج الضحايـا ونقلهـم إلى مستشـفى المختـار بالمنطقـة، حَيثُ أجريـت لهـم الإسعافات الأوليـة ومـن ثـم تـم تحويلهـم إلى مستشـفى الثـورة بمحافظـة إب.

وفي اليوم السادس عشر من شهر مايو 2019م ومنــذ ســاعات فجــر الخميــس الأولــى، شــهدت العاصمــة صنعــاء تحليــق مكثّـف لطيــران التحالـف السعوديّ، أعقبـة سـماع دوي انفجارات متعـددة ومتتاليـة فـي مناطـقَ متفرقـة مـن العاصمـة، إحدى تلـك الغـارات استهدفت بشـكل مباشـر حـي الرقـاص السـكني بمديريـة معيـن وسـط العاصمـة صنعـاء المكتـظ بالسـكان، تســببت فــي ســقوط (٦٢) ضحيــة مــن المدنييــن بين شهداء وجرحى جلهــم مــن الأطفال والنســاء، حَيثُ بلــغ عــدد الضحايـا الأطفال الشهداء أربعـة أطفال وجـرح (٢٩) طفـلاً آخر.

كمـا أحدثـت أضـراراً بالغـة فـي منـازل المواطنيـن وعـدد مـن المـدارس الحكوميـة وروضـة خَاصَّة بالأطفال، ومعهـد صحـي، وعـدد مـن المحـلات التجاريـة، والمطاعـم، وأتلفـت عـدد مـن السـيارات والمركبـات الخَاصَّة التـي يملكهـا سـكان تلـك الأحيـاء.

وفي محافظة تعز أقدمـت طائرات تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ فـي ظهيـرة يـوم الجمعة الموافـق (٢٤ مايـو ٢٠١٩م) وبالتحديـد السـاعة الثانيـة عشـرة والنصـف علـى استهداف محطـة وقـود تابعـة للمواطـن (أحمد حسـين علـي البحـر) فـي منطقـة حبيـل الذريـة بمديريـة ماويـة، والـذي صـادف وجـود مجموعـة مـن العامليـن الذيـن يعملـون فـي قطـف شـجرة القـات يسـتظلون تحـت سـقف المحطـة جلهـم مـن الأطفال، مـا أسـفر عـن استشهاد قرابـة عشـرة مدنييـن مـن العمـال بينهـم (٧) أطفال وجـرح طفليـن آخرين ودمّـرت المحطـة بالكامـل، قـام أهالي المنطقـة بأخـذ الجريحيـن ونقلهـم إلى المستشـفى القريـب مـن المنطقـة.

وبهذا ستظل كُـلّ جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ عالقة في أذهان كُـلّ يمني حر ولا يمكن أن تنسى بسهولة مهما دارت الأحداث ومرت السنون، فتاريخ اليمنيين لم يسجل قط أن اليمن سكتت عن حقها ولو للحظةٍ واحدة.

 

المصدر:المسيرة | أيمن قائد:

قد يعجبك ايضا