جرائمُ قتل الأسرى تحت التعذيب.. بصماتٌ داعشية لمرتزقة الإصلاح بمأرب

 

واقعةُ استشهاد الأسير كهلان عبد الحكيم الرميم في معتقلات مرتزِقة العدوان لم تكن الأولى، بل سبقها العشرات التي تشابهت في تفاصيلها وآلامها وجراحها.

لقد اشتهرت معتقلاتُ المرتزِقة في “مأرب” و”تعز” وغيرِهما بأنها أسوأ مكَان للاحتجاز، ومن دخل إليها لا يخرُجُ إلا معاقاً أَو معذباً أَو قتيلاً.

لم تكُنْ جثةُ الشهيد الأسير كهلان عبدالحكيم حسن الرميم صادمةً للجنة الوطنية لشؤون الأسرى فقط، بل تعدت ذلك حين عمَّقت الحزنَ في قلوب أسرته وأهاليه المستبشرين باستقباله استقبال الأبطال وعناقه وضمه بين أذرعهم وفوق صدورهم المملوءة فرحاً بخروجه وحباً وشوقا للقاء، لكن المشهد لم يكن كذلك، فقد خرج البطل الأسير الرميم جثة هامدة دون أن تعلم اللجنة بذلك وأسرته، فقد لقي الله شهيداً تحت وطأة التعذيب الوحشي لمرتزِقة العدوان.

ويتعمَّقُ الحزنُ الشديدُ لحظاتِ تسليم جثمان الأسير الطاهرة للجنة شؤون الأسرى أمام محبيه وأقاربه، حَيثُ تحطمت فيه أحلام وخيالات أم الأسير وأبوه وإخوانه قبل فلذات كبده وزوجته، الذين سبقت عبرات أعينهم الباكية غصة عبارتهم المترحمة عليه وعلى مواقفه المشرفة والبطولية في مواجهة قوى العدوان الأمريكي السعوديّ، والمتمثلة بالحمد لله أن اصطفى منهم شهيداً.

تساءل الحاضرون مع أنفسهم عجباً لأفئدة رقيقة وقلوبٍ محبة عددت الثواني والدقائق والساعات والأيّام الطويلة في قطار عودة أحد أبنائها أن تعانق جسداً بلا روح، في تراجيدية تدمي القلوب وتبكي العيون، وتقشعر لمشاهدتها الأبدان.

والد الشهيد الستيني ببندقيته وجُعبته وقامته العالية ورأسه الشامخ عنان السماء، ووجهه المستبشر خيراً بقدوم فلذة كبده وأحب أبنائه إلى قلبه، وأكثرهم طاعة له وبراً به، حسب روايته، سقط مغشياً عليه فور مشاهدته للجثة التي جثم عليها وتمسك بها، عَلَّه يكون في واقع غير الذي هو فيه ولم يصدقه، متمنياً أن يكون حلماً أَو كابوسَ نومٍ مرعباً وهو على فراشه لكنها الحقيقة المُرة، التي وجدها بعد صحوِه من فقدان وعيه لبضعِ دقائقَ أفاق منها بدموعه المختلطة برائحة الشهيد الزكية.

المستقبلون لبقية الأسرى المفرج عنهم في الصفقة بدلت بشاعة مرتزِقة العدوّ فرحتهم وسرورهم إلى حزن عميق وجرح غائر عزز لديهم روحية الفداء والتضحية حتى تحرير كامل التراب اليمني من دنس الغزاة والمجرمين الغاصبين ومرتزِقتهم، ناسين أن لهم الحق بأن يفرحوا مع أسراهم المفرج عنهم.

الشهيد الأسير الرميم سبقه الشهيد الأسير حميد أبو حلفة خلال أقل من شهر واحد، وتسلمت جثمانَيهما الطاهرَين اللجنةُ الوطنية لشؤون الأسرى، من سجون مرتزِقة العدوان في مدينة مأرب، ما يؤكّـد وحشية مرتزِقة العدوّ الأمريكي وتبنيهم لأساليب تعذيب انتقامية جديدة أكثر شدة وبشاعةً وألماً على أجساد الأسرى، في تعمد واضح وصريح لقتلهم، وفي تَحَــدٍّ سافرٍ لأحكام الشرائع السماوية والأسلاف والأعراف القبلية، وكل المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية والإنسانية.

 

لا يجوزُ التعرُّضُ للأسير بأي شكل

وأمام هذه الأسى، يؤكّـد مفتي الديار اليمنية، السيد العلامة شمس الدين شرف الدين، أنه إذَا وقع الأسرى في الحرب فَـإنَّهم يُعامَلون معاملةً حسنةً في الواجب الشرعي، ويقول الله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً)، مؤكّـداً أنه لا يجوز تعذيب الأسير ولا إهانته وحتى المسجون العادي لا يجوز تعذيبه، وبالتالي فَـإنَّ من الواجب على من يدعي أنه مسلم أن يمثل شريعة محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وأن لا يتعرض الأسير لأي أذى”.

ويقولُ اللهُ: (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)، وبالتالي لا يجوز التعرض للأسير بأي شكل من الأشكال لا بأساليب الإهانة ولا الضرب ولا التعذيب فضلاً عن القتل وهو في اليد أسيراً، لا يجوز على الإطلاق.

ويتابع مفتي الديار اليمنية شرف الدين في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” بقولة: ما من شك أن تعذيب الأسير وإلحاق الضر به وقتله ليس من الدين الإسلامي في شيء ولا هي منه على الإطلاق، بل هي دخيل عليه، وحتى أنها ليست من البدع المستحسنة لو قلنا بأنها لم تكن في السابق، ولكن لها أصل في الشريعة، ولكن هذه لا أصل لها ولا صلة لها بالشريعة الإسلامية ولا بسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والأكيد أن ما نشاهده عن القاعدة وداعش لا تمُتُّ إلى الدين الإسلامي بصلة، ولا بنبيه الذي كان له أسرى في معركة بدر وعاملهم معاملة إحسان، وفادى بهم ولم يقتل أحداً منهم ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قتل أي أسير.

ويبيّن العلامة شرف الدين أن الله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، فما تعامل النبي بغلظة ولا بشدة فضلاً عن إنزال التنكيل بهم وفضلاً عن قتلهم وسلخ جلودهم وسحلهم بالسيارات ونحو ذلك وهذا ليس من الشريعة الإسلامية في شيء وهذا إن دل على شيء فَـإنَّما يدل على وحشية في هؤلاء القوم الذين ورد عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وما رفع عن الإمام علي عليه السلام أنه روى عن رسول الله أنه سيأتي قوم في آخر الزمان إذَا ظهرت الرايات السود فالزموا الأرض فلا تحَرّكوا أيديكم ولا أرجلكم يظهر أحداد الأسنان هم أصحاب الدولة يدعون إلى الحق وليسوا من أهله قلوبهم أقسى من زبر الحديد أسماؤهم الكنى وألقابهم القرى وشعورهم مرخاة كشعور النساء ونحو ذلك، فهذا وصف سيء في حق هؤلاء الذين يقتلون أهل الإيمان ولا يقاتلون أهل الأوثان، كما ورد في الحديث صلوات الله عليه وعلى آله، وكما ورد في حديث آخر أنهم يقاتلون مع الدجال وها نحن نراهم اليوم وهم يقاتلون في محور أمريكا وإسرائيل شاءوا أم أبوا بشكلٍ أَو بآخر، وإنما يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وهذا مشاهد على جهات الحقيقة في سيناء، وهو يتوعدون المقاومين الفلسطينيين، لماذا يتحدون في محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني، ويتوعدونهم بالقتل؟!، فلماذا لم يقاتلون مع إخوانهم الفلسطينيين المحتلّ اليهودي الغاصب؟، بل صاروا يقاتلون محور المقاومة وهذا للأسف الشديد عندما تنقلب الرؤى وتتحول المسائل فتنقلب رأساً على عقب!.

ويؤكّـد شرف الدين أن من يقتل ويعذب الأسرى في سجون العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته في مأرب وغيرها من المحافظات المحتلّة هم من ذات الفصيل البعيدين عن روحية الدين الإسلامي المحمدي الصحيح.

 

انتهاكٌ للقانون الدولي

من جهته، يؤكّـد المحامي والخبير القانوني عبدالوهَّـاب الخيل، أن قتل وتعذيب الأسرى في سجون العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته في محافظة مأرب انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية والاتّفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنظم شؤون الأسرى وحقوقهم، ومنها اتّفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب المؤرخة في 12 آب/ أغسطُس 1949م، التي تحظر “الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية للأسير، وبخَاصَّة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب، وَالاعتداء على كرامته الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المهينة وَالحاطة للكرامة “وتبقى هذه الأفعال بحق الأسرى محظورة في جميع الأوقات والأماكن”.

ويقول المحامي الخيل في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: هذه الجريمة بحق الأسير كهلان عبدالحكيم الرميم ليست الأولى، وإنما تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها الأسرى في سجون مليشيا حزب الإصلاح أدوات العدوان بـمدينة مأرب، ولا يمكن تبريرها والقول بأنها ناتجة عن تجاوزات فردية، بل منهجٌ تسير عليه وتنفذه مليشيا الإصلاح بحق جميع الأسرى، إلا أن بعض الأسرى لا يتحملون قساوة التعذيب فيفضي إلى وفاتهم.

ويشير الخيل إلى أن المسؤولية الجزائية لا تنحصر في الانتهاكات التي تطال الأسرى وتعذيبهم التي تفضي إلى الوفاة على مرتزِقة حزب الإصلاح وحدهم، وإنما تمتد إلى “المتبوع”، وهو قوى تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن وكل الأنظمة التي تقف خلفها وتمولها بالسلاح والعتاد منذ 26 مارس 2015م، كما تمتد المسؤولية إلى الأمم المتحدة التي تتغاضى بشكل عمدي عن كُـلّ تلك الانتهاكات بحق الأسرى، بما شجَّع قوى العدوان وأدواتها الرخيصة على التمادي بارتكاب المزيد من الجرائم بحقهم.

ويعلِّقُ الخبيرُ القانوني على جرائم قتل وتعذيب الأسرى بالقول: “لا تترك مليشيا حزب الإصلاح التابعة للعدوان فرصةً لذاكرة المجتمع اليمني لينسى جرائمهم وانعدام إنسانيتهم وقلة دينهم وبشاعة معتقداتهم وحقد قلوبهم ومرض نفسياتهم، إلا وَارتكبوا جريمة أخرى أشد بشاعة عن جرائمهم السابقة على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، ومن تلك الانتهاكات البشعة والمجرمة قانوناً والمحرمة ديناً والمرفوضة عُرفاً، جرائم تعذيب الأسرى المفضي إلى الموت، وآخرها تعذيب الأسير كهلان عبدالحكيم الرميم حتى فارق الحياة شهيدا، وسلموه في صفقة تبادل للأسرى جثة هامدة وعليها آثارٌ للتعذيب”.

 

عيبٌ أسود

ووفقاً للأسلاف والأعراف القبلية اليمنية الأصيلة، يقول رئيس مجلس التلاحم القبلي، الشيخ ضيف الله رسام: إن قتل وتعذيب الأسرى عيبٌ أسود في فاعلها ومعورة لبقية القبائل بأخذ الثأر من الفاعل، وفقاً للأسلاف والأعراف القبلية العربية اليمنية”.

ويدعو الشيخ رسام في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” كُـلَّ القبائل اليمنية إلى التحَرّك والأخذ بالثأر ليس بالطريقة القبلية منفردة، وإنما بالتحَرّك لدعم الجيش واللجان الشعبيّة ودعم مسار التحرير للتخلص من هؤلاء المفسدين في الأرض الممثلين لبؤرة الإجرام وبورة الداعشية التي تمثل رأس الحربة لأمريكا وإسرائيل لتشوية الإسلام أولاً، ولتشوية القبيلة ثانياً: ولكسر الحواجز والحدود الإنسانية والقبلية التي يقفُ الناسُ عندها حتى في ساحات الحروب.

ويشير رسام إلى أن الأسير في ساحة الحرب يُحترَمُ دمُه وعِرضُه وما معه من سلاح يجب أن يُحترَمَ، مُضيفاً “صحيح أن المنتصر الذي يأخذ الأسير، لكن حرمة الدم والعرض حتى عند اليهود والنصارى، أما هؤلاء الدواعش فقد تعودوا اليهودة والنصرنة، وعلى القبائل اليمنية أن توحد جهدها ومجهودها لدعم الجيش واللجان لتحرير الأرض وتطهير مأرب أولاً من هؤلاء الدنس الداعشي الممثلين لأمريكا وإسرائيل والمنفذين لتوجيهاتهم في هذه الحرب العدوانية القذرة على شعبنا اليمني المسلم العظيم”.

ودعا الشيخ رسام قبائل مأرب على وجه خاص وقبائل اليمن بشكل عام إلى النكف العام والتنديد بجرائم مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ في سجون مأرب بحق أسرى مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة، لافتاً إلى أن مثل هذه التصرفات الوحشية دخيلة على أبناء القبائل اليمنية.

 

 صمتٌ مريبٌ للأمم المتحدة

وعلى الصعيد الإنساني المتضمن لملف الأسرى، يقول بيان صادر عن اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، في رده على بشاعة جريمة قتل الأسير الشهيد الرميم تحت التعذيب: إن المعنيين بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى الأخيرة تفاجأوا عندما قدم إليهم طرف العدوّ جثمان الشهيد الأسير الرميم، وعليه آثار التعذيب، محملاً قيادة العدوان ومرتزِقتهم في مأرب المسؤولية الأخلاقية والقانونية، وداعية الأمم المتحدة إلى تنفيذ مهامها المتعلقة بإنجاح ملفات الأسرى المتفق عليها في استكهولم حسب اتّفاق السويد، والبُعد عن توفير الغطاء السياسي والإنساني للمماطلات المُستمرّة من قبل طرف العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته.

واستنكر البيانُ صمتَ وتواطؤَ المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث إزاء استمرار مرتزِقة العدوان في مدينة مأرب في الانتهاكات للقوانين والمواثيق الدولية وَقتل وتعذيب الأسرى داخل سجونها، دون أية إدانة أَو رقابة عليها من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية التي تضج العالم بحقوق الأسرى والمعتقلين وغيرهم في زوايا بعيدة عن التوحش والإجرام الأمريكي وأدواته في المنطقة والعالم.

إلى ذلك، تعمدت قوى العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقتهم إلى عرقلة تنفيذ ملف تبادل الأسرى وفقاً لاتّفاق السويد، ما دفع اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى إلى البحث عن صفقات بديلة عبر وساطات محلية وتقديم عدد من المبادرات الإنسانية تم خلالها الإفراج عن المئات من أسرى العدوّ ومرتزِقته من طرف واحد، تضمَّنت عدداً من أسرى جيش العدوّ السعوديّ، وإعلان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن مبادرة الإفراج عن طيارين سعوديّين مقابل إفراج النظام السعوديّ عن المعتقلين الفلسطينيين لديه، ولقي ذلك ترحيباً واسعاً من الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في قطاع غزة، وكل أحرار المقاومة والعالم، ولكن دون تجاوب من طرف العدوّ المطبع مع كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب.

يُذكَرُ أن الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لم يدينوا عمليات قتل وتعذيب أسرى الجيش واللجان الشعبيّة والمختطفين في سجون مأرب، ويشاركون بصمتهم وتواطؤهم في تشجيع العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته للمزيد من الجرائم والانتهاكات الإنسانية والأخلاقية بحق الأسرى، وإعاقة أية جهود مبذولة لإنجاح هذا الملف الإنساني.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا