حرب اليمن.. بدأت بأوهام وآلت إلى فضيحة كشفت عنها مسقط

 

كيف يقتنع المتوجسون بأن السعودية كانت سيدة قرارها في الحرب على اليمن قبل سبعة أعوام.. لم تفلح ادعاءات الرياض وتحالفها في تبديد الشكوك بان الحرب ليست بالنيابة عن قوى الهيمنة والإستكبار وان أهداف الأخيرة إستراتيجية وعميقة.

علو النبرة في عُمان تنبئنا باليقين، فالأطراف التي تفاوض وفد صنعاء في محادثات مسقط هم الاميركان والبريطانيين والسعوديين، فبالنسبة لمرتزقة هادي وما يسمى بالمجلس الإنتقالي فهؤلاء محتجزون لدى السعودية والأخيرة محتجزة لدى قوى الهيمنة والإستكبار، أما انصارالله فلم تمثلهم إيران كما يدعي الإعلام الخليجي والغربي المضلل، وذاك برأي الشعب اليمني الذي يمثله محمد عبد السلام في المحافل الدولية، عمل عدائي ضد اليمن والمنطقة برمتها.

إن موقف صنعاء من الأزمة اليمنية يلقى تفاهماً دولياً متزايداً يتجاوز عبارات تؤكد الحرص على إستقرار اليمن ووحدته ولعل حكومة صنعاء لمست جانباً كبيراً من ذلك التأزر في تنقلاتها الأوروبية والإقليمية التي استحضرت خلالها مجددا احتمال التدوين.

في العاصمة العمانية مسقط قال محمد عبد السلام ان قوى الهيمنة تساومه بإسم السلام على لقمة العيش وحبة الدواء وحرية حركة التنقل، مؤكدا ان مثل هذا السلام سوف لن يتحقق.

وفيما حذر من إستمرار تحالف العدوان مقايضة الملف الإنساني بالملف العسكري والسياسي والمساومة به، جدد تأكيده ان الحقوق الإنسانية لا تقبل المساومة.

مصادر مطلعة تقول ان عبد السلام وبرفضه تمرير أجندات قوى الهيمنة، سمع من المجتمعين موقفاً متقدماً عما كان عليه في بواكير الحوار وان المفاوضات تصب حتى اللحظة لصالح صنعاء.

إستبعاد وقف العدوان على اليمن كان قد إنتقل إلى المطالبة بحل سياسي بفضل عملية توازن الردع العسكرية التي حولت أمن السعودية وإقتصاد دول الهيمنة على المحك، لكن ماذا عسى دول الهيمنة ان تفعل لتأمين تلك العودة أو على الاقل لخفض التوترات والحد من الاضرار بمصالحها؟

يقول المراقبون للشأن اليمني والإقليمي انه لا يُعرف ما اذا كان لدى دول العدوان تصور واضح لإنهاء الحرب على اليمن لكنها كما يبدو منخرطة بشكل جاد في ذلك المسعى، وواضح ان دول العدوان التي يعيدها المساس بمصالحها الاقتصادية إلى قلب المحادثات تعول على مسقط في كسب ود صنعاء لتقديمها تنازلات حفظا لماء الوجه.

هناك خلف الحدود العمانية وعلى الأراضي اليمنية يتابع اليمنيون أيضاً أخبار المحادثات التي ستغير مجريات الأحداث في بلادهم على الاغلب. وبإنتظار المزيد من التطورات السياسية والعسكرية تمضي الساعات متسارعة على الارض حيث المواجهة مفتوحة ومستمرة.

ومع ذلك فإن تعقيدات، تفتح الملف اليمني على جميع الإحتمالات. فحتى إنتهاء الأزمة، لا يُعرف ما اذا كان المستقبل يرسم خطة آمنة لإستقرار اليمن او زعزعة أمنه، وتلك مسائل لا يبدو التكهن فيها حتى إشعار آخر.

*ماجد الشرهاني*

قد يعجبك ايضا