حُميَّر العزكي يكتب عن : 13يونيو و 21 سبتمبر والقواسم المشتركة”4″

 

بدأت اليد السعودية العابثة التدخل المباشر في الشأن اليمني إبان ثورة ال26من سبتمبر 1962 وذلك عندما اتخذت موقفا ظل ملازما لسياستها تجاه اليمن حتى اليوم ذلك الموقف الصلف المتكرر بالوقوف ضد ارادة الشعب وآماله وتطلعاته مسخرة في سبيل ذلك كل إمكانياتها المادية والمعنوية تجسيدا للثقافة الرجعية التخلفية التي قامت عليها

ففي ثورة 26سبتمبرقامت بدعم الملكيين بشتى صنوف الدعم الممكنة والاستماته في اعادتهم للحكم – وحسب اعتقادي لم يكن هذا الموقف كمايرى البعض ردفعل على دعم عبدالناصر للثورات التحررية في البلادالعربية بل كل هذا الموقف هو الفعل الذي استوجب رد الفعل من عبدالناصر –
وقد كانت وسيلتها الابرز تتمثل في شراء الذمم والولاءات والتي ظلت تستخدمها حتى اليوم وان غيرت خارطة تحالفاتها من حين لآخر ونلاحظ ذلك جليا في حركة 13 يونيو عندما استخدمت لمواجهة هذه الحركة التصحيحية حلفاءها الجدد الذين كانوا يقفون ضدها في صف الجمهورية ويتمثل هولاء الحلفاء فيمن تمكنت من شراء ولاءاتهم من المشائخ بالاضافة الى الإخوان الذين كانوا في عداء فكري مع كل التيارات القومية التقدمية ونظرا للطابع العسكري للحركة ووقوف الجيش الى جانب الحركة وقيادتها التي تنتمي اليه وعدم قدرة السعودية على التدخل العسكري المباشر – بسبب برود وتدهور علاقاتها مع الامريكان والغرب في اعقاب حرب اكتوبر73 – وغير المباشر بواسطة حلفائها – بسبب موقف الجيش الموحد
فلجأت الى اغتيال الوطن في قيادته الشهيدابراهيم الحمدي والذي شابه الغموض وكثر الاخذ والرد فيه وتبادل الاتهامات حول من قام بالتنفيذ ولكن لاخلاف حول حقيقة ان النظام السعودي كان المخطط والممول لتضع بذلك حدا لطموحاته وتفرض معادلة جديدة لن تجرؤ على العبث بمتغيراتها اي قيادة مستقبلية كي لاتلقى نفس المصير
أما في 11فبراير2011 فلم يتغير موقفها كثيرا وان كان فيه شيئ من الدهاء والسياسية التي طالما تفتقدها السعودية حيث مثل انضمام حلفاءها التلقيديين الى ثورة الشباب السلمية تشويها لأهدافها وافراغا لمحتواها القيمي .. أفقدها جزءا كبيرا من الزخم الشعبي وكان سببا لإحجام الكثير عن الانضمام الى صفوفها – انا احدهم – ومثل انضمام تلك الشخصيات والاحزاب اكسير الحياة للنظام طال به عمره ومكنه من تحسين فرص التفاوض لديه التفاوض الذي انتج المبادرة الخليجية
ليعتقد البعض حينها انها تخلت عن حلفائها التقليديين ووقفت بصف النظام وهي في حقيقتها وقفت ضد الشعب وارادته بغض النظر عن الاستفادة العرضية التي قد يحرزها اي من الاطراف تلك الاطراف التي ارادت المبادرة الخليجية مؤقته ومفسرة فأرادتها السعودية مبهمة ومفخخة
واخيرا يتجلى صلف وهمجية الموقف السعودي في مواجهته لثورة 21 سبتمبر 2014 عندما قدم الملاذ الآمن لعملائه الفارين من ثورة الشعب في البداية ثم التخطيط لحالة الفوضى عن طريق الاغتيالات والتفجيرات والعبوات الناسفة وكذلك التخطيط لحالة الفراغ عبر تقديم الاستقالات وعندما فشل إلتقط قميص الشرعية وبدأ العدوان الغاشم جوا بإسم التحالف وبرا بمرتزقته الذين تجمعوا في بعض المحافظات
لقد تدارك النظام السعودي ما اعتبره خطأ عندما ترك لحركة13 يونيو بعض الوقت فحققت انجازات جعلته يشعر بالغصة امدا طويلا فحاول ان يباغت ثورة21 سبتمبر ليقضي عليها في مهدها بالتدخل العسكري ويقضي عليها فكريا بنفس الأداة الفكرية التي استخدمها للقضاء على افكار 13 يونيو بنفس الوجوه وذات اللحى والمنابر على منهج لم ولن يتغير( التكفير والتضليل )
لتظل السعودية ومن خلفها من الانظمة الامبريالية الاستكبارية وعملاءها من المشائخ والاخوان عدوا مشتركا ل 13 يونيو و 21 سبتمبر وكل الحركات التحررية
قد يعجبك ايضا