خبراء ومحللون عرب عن قرار الحظر البحري على ميناء حيفا : خنق استراتيجي للكيان للصهيوني

البيان اليمني الأخير مثّل تحوّلاً لافتاً، بتهديد مباشر لميناء حيفا، كرسالة واضحة بأن الاستهداف بات يشمل عمق المصالح الحيوية للعدو، وأن المعادلة مرتبطة بشكل صريح باستمرار العدوان على غزة واستمرار الحصار..
♦ الهجمات اليمنية انتقلت من إرباك دفاعات العدو الصهيوني إلى خنق قدراته اللوجستية..
♦ استهداف مطار اللد وتهديد ميناء حيفا شلّ خطوط الإمداد الجوية والبحرية، وفضح عجز منظومات الدفاع..
♦ التصعيد المتسارع فرض على “إسرائيل” واقع الحصار المضاد لأول مرة..
♦ الكيان الصهيوني يدرك أن التهديدات اليمنية حقيقية، بعد سقوط صواريخ قرب مطار اللد وتهديد ميناء حيفا..
العجز الدفاعي رغم الدعم الأميركي، كشف ضعف الردع وأربك الداخل الإسرائيلي سياسياً وشعبياً..
♦ القرار يحمل 4 أبعاد استراتيجية واضحة و50% من اقتصاد العدو تحت التهديد اليمني

أكد سياسيون فلسطينيون ولبنانيون، أن إعلان القوات المسلحة اليمنية فرض حظر بحري على ميناء حيفا، يمثل تصعيداً استراتيجياً، يطال عَصب العدو الاقتصادي والحيوي وشريانه الأهم. واعتبروا إن القرار اليمني يمثل تطورًا لافتًا في قواعد الاشتباك ضمن معادلة “وحدة الساحات”، ويعكس اتساع نطاق الردع لدى أنصار الله وقدرتهم على نقل الضغط من البحر الأحمر إلى قلب البحر المتوسط.

الباحث والخبير السياسي الدكتور وسيم بزي : نقلة نوعية هائلة، وتحدي غير مسبوق، يؤسس لتغير جيوساسي،

أوضح الباحث والخبير السياسي الدكتور وسيم بزي أن الخطوة التصعيدية اليمنية الجديدة ستعطّل أهم منافذه التي يستخدمها اقتصادياً وعسكرياً.
وقال في حديث خاص للمسيرة، إن نقل تجربة حصار وتعطيل ميناء أم الرشراش، إلى ميناء حيفا، سيضع العدو الصهيوني أمام أزمات متعددةٍ ومتاعب لا يقدر على تجاوزها.
وأضاف أن “عودة حيفا لتكون في دائرة النار، يعني إطباق كيان الاحتلال بتهديدات وضربات مكثفة”.
واعتبر إعلان القوات المسلحة اليمنية، نقلة نوعية هائلة، وتحدي غير مسبوق، يؤسس لتغير جيوساسي، خصوصاً بعد إجبار أمريكا على الخروج من المعركة.
ولفت إلى أن “هذه الخطوة الجديدة التي تعلن عنها اليمن، مختارة بدقة وهي من جعبة المفاجآت اليمنية، ويبدو أنها ما زالت زاخرة بخيارات تواكب طبيعة المعركة والمسار الزمني وتدرّج الخطوات”، مؤكداً أن تحركات القوات المسلحة اليمنية مدروسة بعناية وتدرك ما الذي ينبغي فعله.
وتابع حديثه: “علينا ان نتذكر مخازن الأمونيا والصناعات العسكرية وضاحية الكريوت التي تشكل مجمع سكني تاريخي شمال حيفا، والأهم من ذلك أسلحة (ساعر) التي تعتبر مفخرة القوة البحرية الصهيونية وزوارق (ديبورا)، وغواصات (دولفين) التي قدمتها المانيا للعدو”، مشيراً إلى أن كل هذه النقاط باتت تحت طائلة التهديد اليمني الجديد.
وأوضح أن حيفا تمثل الدينامو المحرك للعدو؛ نظراً لكثافة النشاط الحيوي الشامل في هذه المنطقة المحتلة، منوهاً إلى أن اليمن ينقل هذه المواجهة إلى الذروة التي توازي حجم الإجرام في غزة.
أكد أن “الليلة ولدت معركة نوعية وفتحت الأفق لكل من يتابع، أن كل الإمكانيات التي تملكها القوات المسلحة اليمنية صارت مسخّرة لنصرة الشعب الفلسطيني وردع العدو الصهيوني”.
وأكد أن استمرار تحذير ومخاطبة الشركات الدولية البحرية والجوية، ينذر العدو بمسار متصاعد من العمليات الرادعة والموجعة.
ونوه إلى أن الشركات الدولية تأخذ التحذيرات اليمنية على محمل الجد؛ نظراً للقدرات الهائلة التي أظهرتها القوات المسلحة اليمنية في تنويع التكتيكات والأسلحة خلال رصيدها العملياتي السابق.
وفي ختام حديثه تطرق إلى “الفقرة الثالثة من البيان بشأن استمرار كل الإجراءات اليمنية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، فهذه رسالة للعالم كله، بأن اليمن لن يترك فلسطين ولن يترك غزة”، معبراً عن استنكاره من المواقف العربية والإسلامية، واصفاً القمة الأخيرة في بغداد بـ”مهرجان ترامب”.

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي هيثم أبو الغزلان : العَصب الصهيوني في خطر.. شلل ينتظر أهم مفاصل “الكيان”
بدوره وجّه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي هيثم أبو الغزلان، التحية للشعب اليمني وقواته المسلحة، والسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
وقال في حديثه للمسيرة؛ تعليقاً على التطور الجديد: “اليوم ندرك ان هذه القيادة الواعية والملتصقة بفلسطين، تأخذ القرارات المصيرية الاستراتيجية في هذه المواجهة”، مؤكداً أن المراقبين يدركون تداعيات هذا القرار الشجاع وانعكاساته الموجعة على العدو “الإسرائيلي”.
وأضاف: “نحن كفلسطينيين ندرك ان الشعب اليمني لن يترك فلسطين وغزة والضفة وسيستمر في المعركة وهو يدرك مضامينها وأخطارها وتبعاتها وتكاليفها”.
وتابع حديثه: “الشعب اليمني يعلي من قيمة الانسان الفلسطيني واليمني ويعلي من قيم الاخلاق الإنسانية والقومية التي يضعها في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي في وقت الكل أدار ظهره لفلسطين وغزة”.
وأكد أن “هذه الخطوة تأتي لتقول للمشروع الصهيوني أن هناك من يقف الى جانب غزة والضفة والقضية الفلسطينية”.
ونوه إلى أن هذا الخيار الاستراتيجي بفرض حصار على ميناء حيفا، “في هذا المضمار سيكون لها تداعيتها على الكيان الصهيوني وتضغط نحو وقف عدوانه ورفع حصاره عن غزة”.
وعبّر عن اعتقاده بأن “تهديدات نتنياهو بتوسيع عدوانه على غزة، سوف تواجه بقوة من قبل القوات اليمينة بهذا الإعلان وبما يترتب عليه، وقد يدرك قادة العدو (الإسرائيلي) أن اليمن الذي واجههم وفرض حصار بحري وشل ميناء ايلات واخرجه من الخدمة وفرض حصارا جويا على (مطار بن غوريون) واليوم يدخل ميناء حيفا لمحاصرته، سوف يضاعف الفاتورة على الكيان الصهيوني ويضاعف تصدعاته”.
وأوضح أن مسار المفاوضات سيأخذ بعين الاعتبار التطورات الجديدة التي تفرضها القوات المسلحة اليمنية، مشيراً إلى أن هذا الميناء الاستراتيجي وأهميته وما يحتويه سيؤخذ بعين الاعتبار الخطر الذي بات يعتريه مع الإعلان اليمني.
وفي ختام حديثه للمسيرة، أكد القيادي في الجهاد الإسلامي محمد أبو الغزلان، أن هذه الخطوة سيكون لها مفعولها الخاص في ردع العدو الصهيوني، منوهاً إلى أن كيان الاحتلال سيتلقى صفعات عسكرية وسياسية واقتصادية بعد إطباق الحصار على ميناء حيفا.

الباحث الفلسطيني في الشؤون السياسية والتاريخية محمد جرادات : 50% من اقتصاد العدو تحت التهديد اليمني
من جانبه أكد الباحث الفلسطيني في الشؤون السياسية والتاريخية محمد جرادات أن القوات المسلحة اليمنية تضع الجميع أمام معطيات استراتيجية كبرى.
وفي حديثه للمسيرة، لفت إلى أن العدو الصهيوني بات أمام تهديد من نوع آخر، موضحاً أن إطباق الحصار على ميناء أم الرشراش، وبدء الحظر على ميناء حيفا سيخنق العدو ويعيق حركته البحرية، بشكل شبه تام.
ونوه إلى أن “ميناء حيفا يحتضن المجمعات الكيماوية والصناعية وكل ما يتعلق بالناتج الصهيوني الذي تبيعه (إسرائيل) للعالم”، مضيفاً “ميناء حيفا له وزن ثقيل جداً في حسابات العدو، كون 50% من الاقتصاد الصهيوني يعتمد على هذا الميناء الاستراتيجي”.
وأوضح أنه “بعد نجاح الحصار على أم الرشراش زعم العدو أن الميناء مخصص للسيارات ولا يؤثر على الجوانب الحيوية الأخرى، ولكن بان الكذب عندما لجأ الصهاينة وعملاؤهم إلى الطريق البري عبر الدول العربية الخائنة، لنقل البضائع الهامة والإمدادات الغذائية وكل أنواع السلع، ليكشفوا أن ميناء أم الرشراش كان مهماً لاستيراد كل ما يحتاجه العدو الصهيوني”.
ولفت إلى أنه وبعد هذا الإعلان اليمني الاستراتيجي، لم يتبقّ أمام العدو “الإسرائيلي” سوى ميناء أسدود القريب من غزة، لكنه لن يستوعب النشاط الذي يعتمد عليه الكيان الصهيوني بدرجة أساسية وكبيرة للغاية في حركته البحرية عبر ميناء حيفا الذي يمثل عصب الاقتصاد “الإسرائيلي”، حد قوله.
وعبّر جرادات عن ثقته بقدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ التهديد، مشيراً إلى أن العمليات التي نفذتها سابقاَ ضد العدوين الأمريكي والصهيوني تؤكد امتلاكها قدرات متصاعدة لمواجهة كل التحديات.
كما أكد في ختام حديثه، أن الشركات الدولية في النقل البحري سوف تذعن لقرار اليمن بحظر ميناء حيفا، كما أذعنت شركات النقل الجوي، كون الجميع بات يعرف أن اليمن ليس لديه خطوط حمراء عندما يتعلق الأمر بغزة.

الباحث في الشأن العسكري والأمني الدكتور رامي أبو زبيدة :القرار يحمل 4 أبعاد استراتيجية واضحة
علق الدكتور رامي أبو زبيدة، الباحث في الشأن العسكري والأمني، على إعلان القوات المسلحة اليمنية (أنصار الله) بشأن فرض الحظر البحري على ميناء حيفا، معتبرًا إياه تطورًا لافتًا في قواعد الاشتباك ضمن معادلة “وحدة الساحات”، ويعكس اتساع نطاق الردع لدى أنصار الله وقدرتهم على نقل الضغط من البحر الأحمر إلى قلب البحر المتوسط.
هذا القرار يحمل أبعادًا استراتيجية وعسكرية بارزة:
توسيع نطاق الأهداف البحرية: الانتقال من استهداف السفن في باب المندب إلى تهديد ميناء حيفا يبرز امتلاك أنصار الله معلومات استخباراتية متقدمة وقدرات عملياتية نوعية لتنفيذ تهديدات بعيدة المدى.
ردع نفسي واقتصادي مزدوج: التحذيرات الموجهة للشركات الملاحية العالمية تهدف إلى تقويض الثقة الدولية بالحركة التجارية الإسرائيلية وزيادة كلفة العدوان على غزة.
إظهار الجاهزية العسكرية: هذا التهديد يعكس ثقة القوات اليمنية باستخدام أدوات الردع المحتملة، سواء من خلال صواريخ بحر-بر دقيقة، طائرات مسيرة بعيدة المدى، أو تنسيق ميداني ضمن محور المقاومة.
رسالة استراتيجية مزدوجة: الرسالة موجهة لإسرائيل والعالم، مفادها أن استمرار العدوان على غزة لن يمر دون تداعيات، وأن ساحة المعركة قد تمتد لتشمل مواقع حساسة في عمق الكيان الإسرائيلي.
بالمحصلة، هذا التصعيد يضع الاحتلال أمام معادلة أمن بحري جديدة ومعقدة، قد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في المنظومة الملاحية والتجارية الإسرائيلية، خاصة إذا تم تنفيذ استهداف فعلي في منطقة حيفا أو ضد السفن المرتبطة بها.

قد يعجبك ايضا