خبير عسكري أردني : العمليات اليمنية تثبت معادلة الحظر والحصار على كيان العدو وتُوقف الحياة في عمقه

في تحليل استراتيجي متعمق، أوضح الخبير العسكري اللواء محمد علي الصمادي أن الموقف اليمني تجاه العدوان على قطاع غزة يعكس قِيَمًا أخلاقية ودينية وقومية، ويظهر صمود الرجال في مواجهة الاستعلاء والكبرياء الذي يمارسه الكيان الصهيوني.
وخلال حديثه على قناة “المسيرة” يوم أمس الخميس، أشار اللواء الصمادي إلى أن اليمن لم يطرأ عليه تغيير، بل ارتفعت قوته وثباته رغم التكلفة الباهظة التي يتحملها الشعب اليمني نتيجة الغارات المستمرة التي تستهدف مرافقه المدنية.
وقال إن الكيان الصهيوني يحاول الضغط على أبناء اليمن، لكن القيادة والشعب والجيش اليمني قد أثبتوا للعالم بأسره موقفهم الإنساني والإيماني الراسخ، مستمرين في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني حتى يتم رفع الحصار ووقف العدوان.
وتابع بأن غطرسة الكيان واعتماده على ما يُطلق عليه “الدول العميقة” في العالم الغربي، إلى جانب حالة الضعف في العالمين العربي والإسلامي، قد شجعته على الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
وفي ذات السياق، أشار إلى أن انطلاق صفارات الإنذار في أكثر من 300 موقع في القدس المحتلة ويافا، وتوقف حركة الطيران والحركة في شوارع يافا المحتلة بالكامل، ودخول ملايين الصهاينة إلى الملاجئ، يعد رسالة عسكرية وسياسية واضحة تفيد بأن اليمن يمتلك زمام المبادرة، مؤكدًا أن الصواريخ اليمنية نجحت في إيقاف حركة الطيران وفرض حظر جوي وإثارة حالة من الخوف والهلع والهروب الجماعي بين الصهاينة.
حرب استنزاف طويلة الأمد
أوضح الخبير العسكري أن الغرض من الصواريخ اليمنية لا يتمثل في تدمير المدن، بل يهدف إلى تحقيق تأثير معين، وهو إثارة حالة من القلق والترقب داخل الكيان الصهيوني، وتثبيت الحظر الجوي والبحري، وخلق معادلة استنزاف طويلة الأمد تجبر العدو على وقف العدوان ورفع الحصار المفروض على غزة.
وأشار إلى أنه تم إطلاق أكثر من 71 صاروخًا و300 طائرة مسيرة منذ بداية المواجهة، ما أثر نفسيًا واقتصاديًا بشكل ملحوظ، خاصة على السياحة وحركة الطيران، وفرض أعباء مالية إضافية على شركات النقل والتأمين، ما أعاق حكومة العدو عن إقناع شركات الطيران بالعودة للعمل في مطاراتها.
وأضاف أن هذا النوع من العمليات غير التقليدية يمثل تحديًا مباشرًا للمفاهيم التقليدية للتفوق الجوي والأمني لدى الكيان الصهيوني، حيث أصبحت الصواريخ اليمنية أكثر فاعلية وتساهم في تغيير موازين الردع الإقليمية.
وأكد أن الكيان يبذل جهودًا لاستعادة قوة الردع، لكن صاروخًا واحدًا أو طائرة مسيرة يمنية يمكن أن تكسر هذه القوة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن العمليات اليمنية قد تصاعدت مؤخرًا كاستجابة لجرائم جيش الاحتلال والممارسات القمعية ضد أبناء قطاع غزة. واصفًا هذا التصعيد بأنه “تصعيد مقابل تصعيد”، وهي استراتيجية تتبناها اليمن، مشيرًا إلى أن العدوان المستمر على غزة والدعم اليمني ليس لهما نهاية محددة، مما يفضي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد تؤثر نفسيًا ومعنويًا وعسكريًا واقتصاديًا على العدو، وتهدف إلى الضغط عليه للتوقف عن العدوان ورفع الحصار على الشعب الفلسطيني المقاوم.

قد يعجبك ايضا