خطاب (الوفاء ما تغير) عهد الأحرار باقٍ على مواجهة أنظمة الاستكبار

 

• كإطلالة نسيم الجنة، أطل القائد المحبوب، بتوجيهاته التي تعبر عن إرادة شعب يمن الإيمان والحكمة، ليرسي دعائم البناء، ويكمل تشييدَ أركان الثبات، ويُشِيدَ بمواقف وتحركات شعب المواقف الأسطورية في زمن الضياع والشتات، ويوضح للعالم مدى عنصرية ودموية ووحشية العدو الإسرائيلي وداعميه الأمريكان والبريطانيين، عُبّادِ الصهيونية، الذين لا يعملون لشعوبهم قدر ما يعملون لدولة الكيان..
في هذا التقرير أتناول أهم محطات خطاب (الوفاء ما تغير)، وإن كنت لا أستطيع الإلمام بجميع ما أتى به سيدي ومولاي، فليعذرني هو عن تقصيري رغم الاجتهاد، وليعذرني كل من هو أكبر مني وعياً وإلماماً واستيعاباً، وليعذرني القارئ الكريم.

• بات سطوع (بدر الدين) وحبيب رب العالمين، سيدي ومولاي السيد القائد (عبدالملك بن بدرالدين الحوثي)، «حفظه الله وأيده ونصره» أسبوعياً، ففي الرابعة من عصر الخميس، الـ21 من رجب 1445 للهجرة، الموافق للواحد من فبراير 2024 للميلاد، أطل نور آل البيت بخطابه الذي يمثل -ككل خطاباته- معيناً روحياً، ومصدرَ طاقةٍ لا تنضب، للشعب اليمني، ولمحبيه في أماكن أخرى من هذا العالم..

وحشية وهمجية العدو الإسرائيلي.. ومعاناة أبناء غزة وفلسطين:
• في خطاب أمس الأول، بيّنَ السيد القائد مدى الوحشية التي وصل إليها العدوان الإسرائيلي على أبناء غزة، واستهدافه المستشفيات كدليل على مدى ابتذاله الأخلاقي، وافتقاره لأدنى معاني الإنسانية، وأوضح مدى معاناة أبناء غزة، الذين وصل بهم الحال جرّاء العدوان والحصار إلى أن يطحنوا أعلاف الحيوانات ليستخدموها كغذاء، وأوضح مدى تعاون أنظمة الغرب، وعلى رأسها النظامان الأمريكي والبريطاني، التي وصل بها الحال إلى أن توقف منظمة الأونوروا عن العمل، رغم أن ما تقدمه ليس إلا القليل من المعونات الغذائية، ومن العجيب أن يأتي هذا القرار بعد صدور قرارات المحكمة الدولية بتخفيف معاناة أبناء غزة.
كيان العار:
ونتيجة لتلك الهمجية التي كشفت الوجه الحقيقي للعدو الإسرائيلي، قال السيد القائد إن من العار أن يكون الكيان الإسرائيلي عضواً في الأمم المتحدة.

تعاطف شعوب العالم مع غزة وأبنائها:
• وأثنى السيد القائد على تعاطف الشعوب مع مظلومية أبناء غزة، موضحاً أن هذه المظلومية وتلك المعاناة من شأنها أن تحرك أي فرد في العالم يمتلك مشاعر إنسانية، داعياً أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى المزيد من التحرك بعمل التظاهرات والاحتجاجات، كل بقدر استطاعته، مهيباً بالجميع أن يتحركوا بجد.

أنظمة مِسخة.. لا تتحرك إلا بأمر الأمريكي وفي سبيله:
• وانتقد السيد القائد الأنظمة العربية المنبطحة الخانعة الذليلة، مقدماً مثالاً على من تحرك، ويتحرك، منها مع أمريكا، ولم يتحرك مع إخوانه في غزة وفلسطين، وذلك عندما دفعتهم أمريكا للقتال في أفغانستان، وكيف لم يتحركوا مع أبناء غزة وهم يشاهدون كل ما يقع عليهم من آلة الحرب الصهيونية.
وحشية يقابلها صمود.. لم يشهد التاريخ مثالاً لهما:
• وتحدث السيد القائد عن أن معركة بهذا المستوى من الوحشية لم يسبق لها مثالاً في التاريخ، في المقابل أثنى على المقاومة الفلسطينية، التي سطرت بتصديها لهذا الإجرام الصهيوني، أروع معاني البطولة والثبات، وهو ما لم يسبق له مثال أيضاً في تاريخ الصراع الفلسطيني مع دولة الكيان، مشيداً بعمليات كتائب القسام أجمعها، وخاصة العمليات الأخيرة التي استهدفت تل أبيب، والتي كشفت فشل العدو الإسرائيلي..

واجب الأنظمة العربية والإسلامية:
• وأوضح أنه لو كانت الأنظمة العربية قامت بدعم المقاومة الفلسطينية لكان الوضع في طريقه إلى التحرير الكامل لفلسطين، وأن هذا الصمود والاستبسال للمقاومة الفلسطينية، كان من المفترض أن يكون محل الإشادة والدعم من الجميع.

بين لبنان واليمن:
• وبالنسبة للمقاومة اللبنانية، والدور اليمني، قال السيد القائد إن المقاومة الإسلامية في لبنان تقوم بعمل الكثير لإيلام العدو الإسرائيلي، وهي بنظر الكثير من المراقبين، أكثر جبهة ظل يخشاها العدو الإسرائيلي منذ الثمانينيات.
• أما عن الدور اليمني، فقد أوضح السيد القائد أنه خلال الأسبوع الأخير قامت قواتنا المسلحة باستهداف عشر سفن، وأورد أن الحركة الملاحية في ميناء أم الرشراش أصبحت ضعيفة للغاية، مؤكداً أن القوات المسلحة باتت متفوقة في تنفيذ مهامها من كافة النواحي، التي من ضمنها المعلومات المتعلقة بحركة السفن، وأن الأمريكي خاب في مساعيه التضليلية الخاصة بحركة بعض السفن، والتي من المؤكد -حسب رأيي- أنه كان يسعى لإيقاعنا في فخ الغلط، لتحشيد من خذلوه في تحالفه مرة أخرى.

من يؤمن البحر ومن يهدده:
• وأوضح السيد القائد أن قواتنا المسلحة هي التي تقدم التأمين الحقيقي لحركة الملاحة في البحر الأحمر، وأن الأمريكي والبريطاني هما من يهددان أمنها، وأن الأمريكي فشل في سعيه لحماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وأنه هو نفسه يعترف بفشله ذلك، وأن الأمريكان والبريطانيين لا يستطيعون أن يحموا حتى سفنهم وقطعهم البحرية الحربية.

على العدو الإسرائيلي أن ييأس:
• وقال إن على العدو الإسرائيلي أن ييأس تماماً من استمرار حركته الملاحية في البحر الأحمر، وأننا مستمرون باستهداف سفنهم، ولن نتوقف حتى ينتهي الحصار والعدوان على غزة وفلسطين. مبيناً أن الأمريكي تورط بقراره في حماية السفن الإسرائيلية، فهو الآن لا يستطيع حماية سفنه وقطعه الحربية هو والبريطاني.

العقاب الإلهي قادم:
• وأشار إلى أن أمريكا لن تفلت من العقاب الإلهي في الدنيا والآخرة، وأنه لن يكون عُبّاد اللوبي الصهيوني في منأىً عن هذا العقاب، ناصحاً الرئيس الأمريكي بحل مشكلات بلاده، بدلاً عن صنع المشاكل في بلدان العالم، مشيراً إلى المشكلة التي اندلعت في ولاية تكساس، والتي كانت على وشك الانفجار والمواجهة العسكرية.
تطور قدراتنا.. وفشل الأمريكي والبريطاني:
• وأضاف: إننا نؤكد استمرارنا في موقفنا، وأن الأمريكي يدرك تماماً تطور قدرتنا الصاروخية، وأن ضربات الأمريكي والبريطاني ضد اليمن فاشلة وليس لها أي تأثير على قواتنا المسلحة أو صواريخنا أو مسيَّراتنا.

يستعين بعدوِّه:
• واستدل على فشل الأمريكي، بدعوته للصين لتكون طرفاً في توجهه، مشيراً إلى أن الصين تعرف عداء أمريكا لها، وتَدَخُّلها بشؤونها، وخاصة فيما يتعلق بتايوان.

الأنشطة الميدانية:
• وفيما يتعلق بالأنشطة الميدانية اليمنية، تكلم السيد القائد عن أهمية التعبئة العسكرية في المجال الشعبي، بالتدريب والتأهيل، وقال إن عدد من تأهلوا وصل لحد الآن إلى 165.429 متدرباً، رغم أن هذا النشاط لم يصل إلى كل المديريات، وقال إن هذا يضاف إلى عدد 600 ألف من الأنشطة التي تمت سابقاً، وأن هذه الإضافة هي فوق ما قد تم تأهيله سابقاً، وأن هناك استمراراً لهذا النشاط، مؤكداً أهميته، وحاثاً على أهمية الالتحاق بهذا النشاط، وأن هذا بكله إضافة إلى الشعب اليمني، الذي هو جيش بكله، وأن الأهم من ذلك كله إيمان هذا الشعب وتمسكه بهويته الإيمانية ورصيده الأخلاقي، وأن كل تهويلات الأمريكي لا تؤثر على هذا الشعب، الذي هو مستمر في موقفه.

نتائج عكسية:
• وقال إن من نتائج سعي الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي لكسر إرادة الشعوب، هي حركة هذه الشعوب وتحركها الصحيح الذي هو عكس ما كان يريده العدو وشركاؤه.

الخروج الجماهيري اليمني:
• وعن الخروج الجماهيري، قال إن الخروج الجماهيري في صنعاء والمحافظات هو كبير جداً، وغير مسبوق على مستوى العالم، وبالنسبة للفعاليات والوقفات فقد بلغ عدد المسيرات في صنعاء والمحافظات 1351، فضلا عن الوقفات التي بلغت عددا كبيرا جدا.
وأن هذا يدل على نخوة الشعب اليمني، وما يمتلكه من إيمان وعزة وإدراك لمسؤوليته الدينية والأخلاقية والإنسانية، موضحاً أن تحركنا شامل ومؤيد لعمليات وتحركات الجيش اليمني، وأن تحركنا هذا يعمل له العدو ألف حساب، فعندما يقوم جيشنا بقصف أي هدف بحري للعدو، يدرك العدو أن وراء هذه العمليات شعب عظيم، وأن هذا الجيش إنما يعبر عن موقف هذا الشعب وعن قراره وعن إرادته.
• وأوضح أن التحرك الحاشد في المَسيرات والتظاهرات مهم ومؤثر، يعبر عن الموقف الواضح للبراءة من أعداء الله وأعداء الإنسانية، ليدرك العدو أنه لم تعد الشعوب تلك الشعوب الخاضعة الخانعة الجامدة، التي ليس لها موقف وليس لها صوت..
• وأوضح أن موقفنا مع فلسطين يقدره الكثير من شعوب العالم، ويؤيدونه ويشيدون به.

أهمية الخروج الأسبوعي:
• وأكد على أهمية الخروج الأسبوعي لشعبنا اليمني لمساندة الشعب الفلسطيني، وأيضاً لمساندة عملياتنا العسكرية في استهداف سفن العدو الإسرائيلي، ومن يسانده.. وتأييداً لبقية الإجراءات التي يتخذها اليمن في المواجهة، محذراً كافة أفراد الشعب اليمني من التأثر ممن يقللون من أهمية هذا الموقف، وحذر أيضاً من الملل، الذي قال إنه يعبر عن ضعف الإيمان وضعف الشعور بالمسؤولية، وأن دواء الملل هو مشاهدة تلك المآسي التي يتعرض لها أبناء غزة وفلسطين.

تجديد الدعوة للخروج والتحذير من الملل:
• وتوجه في ختام كلمته بدعوته إلى الشعب اليمني للخروج يوم الجمعة، ثم أورد بيتين من أشعار الزوامل المشتهرة:
(الوفاء ما تغيّر
عهد الأحرار باقي
يا رعا الله نفساً
تعيش في العمر حرة)
مثيراً النفوس والأرواح إلى أعلى مستويات التفاعل، وهو يدرك ويمتلك أدوات ملامسة مشاعر اليمنيين، وبطريقة عذبة ولطيفة ومؤثرة.

 

صلاح محمد الشامي

قد يعجبك ايضا