درس 26 في مقررات 21….بقلم/ علي احمد جاحز

 

يخطئ من يعتقد ان الثورة مجرد ذكرى نحتفل بها ونباهي بما حققته مهما كان عظمته .
الثورة مسار طويل وخطوات حثيثة ومستمرة لم تكن عشية 21 سبتمبر سوى محطة انطلاقتها صوب افاق واسعة ومبتدأ طريق مليء بالصعوبات والعوائق والتحديات، ولعل العدوان والحصار احد اخطر التحديات والصعوبات التي تواجه الثورة وتحاول اعاقة مسارها وتثبيط خطواتها .

ولو عدنا الى قراءة ثورة 26 سبتمبر ودققنا في مسارها وخطواتها ، سنجد انفسنا امام درس بالغ الاهمية يفترض ان يستفاد منه الان ونحن نعيش المراحل الاصعب لثورة 21 سبتمبر ، وهو غياب الوعي الثوري واليقظة الثورية وايضا القيادة الوطنية الثورية الموحدة المستقلة عن تأثيرات الخارج خلال المرحلة المفصلية في ثورة 26 سبتمبر وهي مرحلة السنوات السبع .

سبع سنوات من عام 62م الى عام 69م كانت الثورة بلا قيادة حقيقية وكانت اجندات الخارج المتعددة تتجاذبها نحو مسارات متباينة وتوجهها بعيدا عن الاهداف التي يفترض انها رسمت واعلنت عند انطلاقها ، فبقيت رهينة تلك التجاذبات حتى اتفقت الاطراف الخارجية على تسليم زمامها لطرف واحد هو السعودية التي كانت تستخدم النظام الملكي السابق امام مصر التي تستخدم اطراف من انصارالثورة اضافة الى اطراف اخرى كانت تتبع اطراف خارجية ليست بمستوى حضور مصر والسعودية .

صحيح انه تم بناء نظام ودولة عقب سحب مصر لاوراقها من السلطة وسحب السعودية لاوراقها من الميدان ، وكان ثمة بارقة امل ولكن السعودية كانت تخطط لامتلاك القرار والمصير ولقتل الامل ايضا ، ولم تمر سوى سنوات حتى اطاحت بالامل الذي كان يمثله نظام الرئيس الشهيد الحمدي وشيدت مملكة حكم تحت تصرفها بثوب جمهوري .

كل هذا كان نتيجة توقف مسار الثورة واختفاء العمل الثوري وتخلي حملة المشروع الثوري عن مبادئهم واهداف ثورتهم ، والسبب الرئيسي يتمثل في عدم وجود قيادة واحدة بيدها زمام القيادة والقرار وتحمل على كاهلها مسؤلية اخلاقية بالمقام الاول بان تبقى وفية للمبادئ التي انطلقت الثورة منها والاهداف التي تسعى لتحقيقها وتمتلك رؤية واسعة وشاملة وعميقة للمسار الثوري الوطني المستقل عن تأثير اجندات الخارج .

لعل هذا الدرس كاف لنتوقف عند دلالاته ونأخذها لتكون بمثابة بوصلة تعرفنا اين نحن ذاهبون ومصباح يكشف لنا زوايا وخبايا الطريق ، اضافة الى امكانية اخذ العبرة في اهمية الاستمرار في العمل الثوري والالتفاف حول القيادة والمبادئ والاهداف والثوابت ، ولتكن ثورة 26 سبتمبر تجربة مفيدة تقرأها ثورة 21 سبتمبر وتعيد لها الاعتبار.

احتفلنا و فرحنا وعبرنا عن فخارنا باننا شعب ثائر وارواح تعشق التحرر وباننا اسقطنا طواغيت ومجرمين كانوا يحكموننا ، لكن يفترض بعد انتهاء الاحتفالات والافراح ان نقرأ مسارنا ونجدد رسم خطواتنا ونستنفر كل طاقاتنا ونتوجه الى مسار الثورة لنواصل العبور الى حيث نحقق اهداف ثورتنا وهي اهداف نبيلة مستمدة من عمقنا التاريخي التحرري النهضوي ولا تباين بين اهداف ثورة 26 سبتمبر واهداف 21 سبتمبر كلها تنطلق من ذات النزعة التحررية لدى الانسان اليمني .

مسارنا الثوري مستمر على كل الاصعدة ، سواء ، حشد وتعبئة للجبهات لمواجهة ، تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز روح التماس والصمود ، تصحيح وترميم العمل الحكومي وتفعيل مؤسسات الدولة لتقوم بواجبها السياسي والاقتصادي والاداري والتوعوي والتربوي والتعليمي والتثقيفي والصحي … الخ ، وتطوير العمل السياسي واختراق الحصار والعزلة عبر بناء نموذج دولة حضارية وعمل مؤسسي حضاري يعزز من موقف الثورة ويرفع رصيدها محليا واقليميا ودوليا .

والاهم ان ندرك ان امام ثورتنا اهداف كبرى واستراتيجية لابد ان تسعى لتحقيقها واهمها تحرير اليمن من الاحتلال وتطهير ترابه من دنس الخيانة والارتزاق واعادة الاعتبار لليمن وثوراته التحررية ومن بينها ثورة 14 اكتوبر المجيدة ثورة الاستقلال .

ثورتنا مستمرة وسننتصر باذن الله 
#جبهة_الوعي

يوميات – صحيفة الثورة – عدد الغد الاربعاء الموافق 27 سبتمبر 2017م

قد يعجبك ايضا