زيد الرازحي يكتب عن:” “ليش” و “حذارِ”” وما بينهما في خطابات السيد القائد

بين “ليش” و “حذارِ”

كتب/زيد الرازحي

إذا كانت علامة التعجب “!”
وهي مجرد علامة ترقيم
قد أصبحت كالجبل
فكيف بالله تكون “ليش” علامة ترقيمها جبل !!
وكيف بـ “ليش” عمرها ثلاث سنوات
من أشرس سنوات الحروب على الإطلاق !!

“ليش”، وبتلك النبرة المحددة
في صوت السيد القائد
” ليش.. ليش.. ليش”،
ليست سؤالا لمعرفة الإجابة أو للحصول عليها
لأن السائل هنا لا يجهل
ولا المسئول أيضا !!
بل لا سائل،
في حقيقة الأمر،
ولا مسئول،
ولا جاهل ولا مجهول !!

– إذاً
فما الفائدة من مجيء “ليش”
في هكذا مقام،
وبهكذا إيقاعٍ نادرِ الوقوع ؟!
– شيءٌ ما ظهر أو طغى في الواقع
استوجب أن تظهر كلمات الخطاب
بهذا الإيقاع النادر الظهور..

هذا المجهول بالذات
هو المجهول الذي لا يطلب المتكلم معرفته
لأنه يعرفه أصلا
بقدر ما يهمه أن يوصل رسالة
إلى المخاطب نفسه
مفادها أن المتكلم يعرف تفاصيل هذا المجهول
ويهمه أن يكون المخاطب على علم بهذا..

“ليش.. ليش.. ليش”
ألا تشبه كثيرا
” حذارِ..حذارِ.. حذارِ” ؟!
بلى
كأنها هي
في تشابه السياق
والمناسبة أيضا
بل وحتى الأيام نفسها..

السنن هي السنن
والتاريخ يعيد نفسه
ومن يعرف هذا
يعرف ماذا يفعل
وماذا يقول
فلا غرابة إذاً
إن كان المتكلم العارف بالسنن
يعرف ما يقوله ويعيه
ولا غرابة أن يأتي الخطاب كالخطاب..

الغرابة هي في تكرر المشهد مرتين
دون أن يستفيد المخاطب “المستجد”
من تجربة حية مشابهة
لا تزال آثارها وأشخاصها
ماثلة قائمة أمام عينيه !!
وحتى هذا ليس بالغريب
إن كان الله قد أعمى الأبصار
وختم على القلوب
وطمس على الوجوه
فردها على “أدبارها” !!

وإني لأرى الأمر كذلك
وإلا لما كان التعجب أصلا
ولا كانت “ليش”
ولا كان الخطاب !!

قد يعجبك ايضا