شيئ مما يحمله الغد القريب …بقلم / حمير العزكي

 

إحتفل الأخوة المؤتمريون مع زعيمهم اليوم بذكرى تأسيس المؤتمر ال35 في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء والذين تباينت غاياتهم من هذا الاحتفال الجماهيري المهيب فالأغلبية من الأحرار والشرفاء كانت غايتهم أحياء الذكرى وتوجيه رسالة صمود وتحدي في وجه العدوان وهولاء نبارك لهم الذكرى ونهنئهم بنجاحهم ، أما الأقلية المنتفعة التي تضررت مصالحالها اوخسرتها كليا والتي سعت بل تمنت استغلال هذه المناسبة كفرصة أخيرة لجبر الضرر وتعويض الخسائر وهولاء نعزيهم في أمنياتهم التي وافتها المنية في مستهل ظهيرة الزعيم .
 
أما الزعيم والدائرة الضيقة المقربة منه فإن حملناهم على حسن الظن مستبعدين أجواء الريبة والتوجس وحالة التوتر والاستنفار التي أتخمت لحظات الأيام القلائل الماضية وعندها سنقدر لهم التعقل و التهدئة وتغليب المصلحة العامة ولكنا هنا نتحفظ لبعض الوقت على تهنئتهم بتحقيق غايتهم من الإحتفال والمتمثلة بإختتام حملات التشوية والتحريض ضد انصارالله والتي اختتمت بتعميدها من الزعيم رسميا في إحدى خطاباته الأخيرة بالإضافة الى زرع الخلاف بين القواعد الجماهيرية للمؤتمر وانصار الله كبداية لمرحلة الفرز السياسي ويكون الاحتفال في مجمله اختتام لمرحلة وتدشين لأخرى .
 
ظهر الزعيم في خطابه محاولا الاحتفاظ بورقة المشاركة الصورية والرمزية في أفضل حالاتها في مواجهة العدوان عسكريا وميدانيا من خلال دعوته لرفد الجبهات واستعداده لتحريك الجيوش التي بحوزة حزبه والتي تمتلك العتاد الكافي حسب قوله .. ولكن كيف ذلك وهو الحزب الذي ظل يفاخر بأنه حزب سياسي سلمي لايمتلك اي مليشيات مسلحة او اجنحة عسكرية … وليس ذلك في رأيي الشخصي الا على سبيل المزايدة والدليل المطالبة بالمرتبات كشرط لتحريكها بالاضافة لتوفير الإمكانات اللوجيستية اللازمة .
 
والمتوقع في الفترة القادمة وهو ما بدأ يشير اليه مقربون جدا من الزعيم في صفحاتهم على شبكات التواصل من الحديث عن قيادة الجبهات عسكريا وإدارة عملياتها لوجيستيا في خطوة تهدف الى الفصل بين الجيش واللجان الشعبية من تلك الخطوة التي جربت سابقا ولكن سرعان ماتم سحبها والتراجع عنها لعدم جدواها في الفترة السابقة ، لذلك سيكون حديثهم في الغد القريب عن من له الحق في الدعوة الى رفد الجبهات بالمال والرجال واستقبال وتدريب وتأهيل المقاتلين و هو الحديث الذي يستدعي قسرا الحديث عن وزارة الدفاع ودورها ومهامها وضرورة اعتبارها بوابة المواجهة الوحيدة والشرعية ، متجاهلين طبيعة المعركة ومتغابين عن فشل التكتيكات النظامية التقليدية في مثل هذه الحروب ، وجاحدين ومتنكرين لدور اللجان الشعبية ومستميتين في خلق التوتر وتصعيد المناكفات الأعلامية بغية الوصول الى هدفهم .
 
وكما كنت ومازلت أقول أن ماحدث اليوم ليس الابداية لمارثون العاقبة للمتقين بين معركة النفس الطويل وسياسة النفس الطويل والإستجابة لدعوات السيد القائد الصادقة والحكيمة هي السبيل الوحيد للحسم والنصر على كل المستويات والأصعدة قال تعالى :
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

قد يعجبك ايضا