صنعاء تحتفي ب26 سبتمبر.. دلالة الحدث ورمزية المكان

مظاهر احتفالية رسمية وشعبية بهيجة شهدتها العاصمة صنعاء ليلة الذكرى الستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، فيما غابت هذه المظاهر عن كافة المناطق التي تسيطر عليها حكومة المرتزقة الموالية لتحالف العدوان، وخاصة تلك المناطق التي تدعي القوى المسيطرة عليها أنها تدافع عن هذه الثورة والنظام الجمهوري.

وخلال ثمان سنوات مضت ظلت صنعاء حريصة على إحياء ذكرى الثورة اليمنية الأم 26 سبتمبر، رغم كل ما تروجه وسائل الإعلام التابعة للتحالف والحكومة الموالية له، من أن سلطات صنعاء تعادي هذه الثورة، وتحاول تهميشها، أو القفز عليها، وهي مزاعم مثلت تلك الاحتفاليات الرسمية وعلى رأسها حفل إيقاد الشعلة، ردا مفحما عليها، وتفنيدا لكل المساعي التي ترمي إلى استغلال تلك الثورة كورقة سياسية، لما لهذه الثورة من مكانة كبيرة في وجدان الشعب اليمني.

ومن قلب ميدان التحرير بصنعاء، جرى حفل إيقاد الشعلة هذا العام، وكما في الأعوام السابقة، بحضور رسمي كبير لقيادات عليا في الدولة مدنيين وعسكريين، وتمت خلاله العروض الشبابية والكشفية، في أجواء احتفالية بهيجة، تعكس حرص صنعاء على إحياء هذه المناسبة الوطنية، والتي تصفها بأنها ثورة تم الالتفاف عليها من قبل القوى الموالية للخارج، فخضعت هذه الثورة لإرادة الخارج منذ سنواتها الأولى، وعملت القوى الخارجية على إفراغها من محتواها والحيلولة دون تحقيق أيٍّ من أهدافها.

وعلى الجانب الآخر، يغيب أي حضور رسمي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر على الأرض في المناطق الواقعة تحت الاحتلال ، فيما تكتفي الأصوات الإعلامية التابعة للمرتزقة، على ترديد الشعارات والمقولات التي تمجد هذه الثورة، وبصيغة لا تخلو من المزايدة وإخضاعها للمماحكة السياسية، من قبيل الدعاوى بأن صنعاء عملت على تهميش هذه الثورة، فيما الواقع يقول خلاف ذلك.

وتكتسب احتفالات صنعاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر من كل عام، رمزية ودلالة أقوى من كل ما يشاع تجاه هذه المناسبة، حيث تؤكد صنعاء أنها اليوم في مواجهة مصيرية مع كل القوى الدولية والإقليمية التي وقفت في وجه ثورة 26 سبتمبر وحاولت وأدها، وظلت تشن الحرب عليها لمدة ثمان سنوات، حتى تمكنت من احتوائها وتدجينها والسيطرة عليها.

وفيما لم تستقر الحكومة الموالية للتحالف في أي مدينة تستطيع أن تقيم فيها أي مظهر احتفالي بثورة 26 سبتمبر ولو من باب المزايدة الإعلامية، فإن أي فعاليات في مدن جانبية لن يكون لها نفس المعنى الذي يجسده الاحتفال بهذه المناسبة من العاصمة صنعاء، فعدن التي يسيطر عليها الفصيل المنادي بالانفصال والذي يدين بالولاء للإمارات، لن تتمكن الحكومة الموالية للتحالف من إقامة أي فعالية بالمناسبة، فيما المدن الأخرى التي تسيطر عليها أطراف متنافرة ومتناحرة فيما بينها، ستكون أي مظاهر احتفالية تشهدها ضئيلة وعبارة عن هامش يبتعد كثيرا عن ما تم في صنعاء.

قد يعجبك ايضا