عام كامل من العدوان والصمود اليمني يفشل المخططات والمعادلات العسكرية للعدوان السعودي الأمريكي في اليمن

في الساعات الأولى من يوم الخميس26/ مارس/2015م تفاجأ الشعب اليمني بسماع انفجارات عنيفة  تهز المدن الرئيسية في اليمن وماهي إلا لحظات حتي عرف الشعب اليمني بان سبب الانفجارات هي غارات همجية تشنها مقاتلات عالمية تحت مسمي عاصفة الحزم (العدوان السعودي الأمريكي ) على المطارات والمقار الحكومية والمعسكرات في استهداف ممنهج للبنى التحتية وبنية الجيش اليمني وما هي إلا ساعات حتي تم ارتكاب أول جريمة بحق الشعب اليمني والانسانية باستهداف حي سكني بجوار مطار صنعاء راح ضحيتها عشرات الأبرياء.

تزامناً مع اقتراب العدوان السعودي على اليمن من انهاء عامه الأول دون تحقيق الأهداف المرسومة له، وفي سياق التطورات الميدانية الأخيرة بات السؤال عن مصير العدوان وموعد انهاء الحرب الدائرة منذ نحو عام والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين ، فهل تنتهي الحرب قريباً؟

تقرير/ جميل مسفر الحاج

العدوان السعودي الأمريكي أجهض التسوية السياسية في اليمن

 

فقبل أيام من إعلان الرياض بدء العدوان على اليمن، كان من المفترض ان تلتقي الفصائل اليمينة في العاصمة السعودية للتوقيع على وثيقة «اتفاق الأمن وتقاسم السلطة» في المرحلة الانتقالية، حيث تضمنت الوثيقة وقتها ثلاثة بدائل يمكن للأطراف اليمنية التوافق حولها، الخيار الأول عودة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي وبصلاحيات تنفيذية كاملة، والخيار الثاني اقتراح بتعيين من ثلاثة إلى أربعة نواب للرئيس، والثالث تأسيس مجلس رئاسي بقيادة الرئيس هادي، وعلى إثر هذا الاتفاق يتم وقف إطلاق النار من قِبَل الفصائل اليمنية كافة، وانسحاب كل القوات العسكرية التي توغلت عبر الحدود، وسحب الأسلحة الثقيلة والوحدات التي لا يتجاوز عدد أفرداها سرية الجيش من المراكز المدنية في صنعاء ومدن أخرى، إضافة إلى ضمان عودة كبار المسؤولين الذين غادروا اليمن.

وتظهر الوثيقة الاتفاق على تشكيل حكومة شراكة وطنية يكون رئيسها شخصية وطنية محايدة، وخلال المرحلة الانتقالية يتم تشكيل السلطة التشريعية، والتي تتألف من ثلاث هيئات، مجلس النواب ومجلس الشعب الانتقالي والمجلس الوطني.

وقد كشف المبعوث الدولي المستقيل إلى اليمن جمال بن عمر لمجلس الأمن في آخر إحاطة يقدمها له ان الأطراف اليمنية “كانت قاب قوسين أو أدنى من إبرام اتفاق سياسي حول تقاسم السلطة خلال فترة انتقالية , وقال ان إطلاق “عاصفة الحزم” بقيادة السعودية لم تترك مجالا لاستكمال جلسات الحوار التي تواصلت لأكثر من شهرين.

وبهذا يعرف الجميع وعلى رأسهم الأمم المتحدة والمكونات السياسية اليمنية ان العدوان السعودي الأمريكي هو سبب إجهاض الحل السياسي منذ البداية, فبعد عملية التقارب بين القوى والمكونات السياسية في اليمن لم يكن لقوى العدوان من خيار سوى شن عدوان همجي وذلك لتنفيذ المخططات والأجندة الاستعمارية .

 

العدوان …. وأسبابه

الإعلان من واشنطن إرسال رسالة إلى من يهمه الأمر ان السعودية تنفذ أجندة أمريكية ليس إلا

هدف العدوان هو استعادة السيطرة والهيمنة على اليمن وليست مسألة رئيس أو حكومة

موفمبيك

لم يكن ملفتا ، لدى العارفين بالسياسة السعودية ، ان يتم الإعلان عن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن عبر سفير السعودية في واشنطن  عادل الجبير ، رغم أن هذا الامر يعتبر سابقة تستحق الوقوف عندها ، إلا أنها جاءت لتؤكد حقيقة الاتكال المطلق للسعودية على أمريكا ، وأن عدوانها على اليمن جاء بمباركة ومشاركة أمريكية وبضوء أخضر منها ، وبالتالي إرسال رسالة إلى من يهمه الأمر أن السعودية تنفذ أجندة أمريكية ليس إلا.

إن العدوان السعودي على اليمن جاء بعد فشل وكلائها في تغيير المعادلة السياسية داخل اليمن لصالح الأجندة السعودية ، وبعد رفض الشعب اليمني البقاء تحت العباءة السعودية ، وكذلك بعد فشل السياسة السعودية في تخويف اليمنيين من أنصار الله ، قبل العدوان ، عبر استخدام السلاح الطائفي.

ومن هنا لا ننسي كشف حزب الله عن المشكلة والأسباب وراء شن العدوان على اليمن والتي لخصها الحزب خلال الأيام الأولى للعدوان على لسان أمين عام الحزب السيد/ حسن نصر الله بأن “المشكلة الجوهرية هي في عقل النظام السعودي وهي عدم الاعتراف بشيء اسمه شعوب وينظرون إليهم كرعايا”، وأكد أن “من أكبر الأكاذيب التي يُعمل على إشاعتها هي أن اليمن محتلة من إيران وأين هو الدليل والشاهد على ذلك”، ولفت إلى ان “المسألة في اليمن ليست مسألة رئيس أو حكومة لتشن هذه الحرب على البلاد”.

وسأل نصر الله السعودية “ماذا فعلتم لليمن بعد عشرات السنين من سلطتكم أين الاستقرار وأين الاقتصاد؟ ألم ترفضوا انضمام البلاد إلى مجلس التعاون وألم تتعاملوا مع الشعب اليمني باستعلاء؟”

ورأى ان “السبب الحقيقي للحرب على اليمن أن السعودية فشلت في اليمن وخسرت فيها وفقدت الهيمنة والسيطرة عليها ويئست من خياراتها الداخلية ومن الجماعات التكفيرية”، السعودية شعرت بأن اليمن بات ملك شعبه وملك قوى وطنية حقيقة سيادية مستقلة لا تخضع لوصاية أحد ولفت إلى أن “هدف الحرب هو استعادة السيطرة والهيمنة على اليمن”.

 

العرقلة السعودية والأمريكية مساعي الحل السياسي في ظل العدوان

مشاورات جنيف

منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن وقبل العدوان عملت أمريكا وذراعها في المنطقة السعودية على عرقلة كل المساعي الدولية للحل السياسي بين الفرقاء والمكونات السياسية في اليمن .

حيث أكّدت التقارير التي صدرت عن الوفود اليمنية في جنيف عن عرقلة السفير الأمريكي للمفاوضات ورفض تمديدها المشاورات والمفاوضات بين الفرقاء اليمنيين.

أما السعودية فقد عملت بشكل مباشر على إفشال التسوية السياسية والمشاورات في موفمبيك , وعند معرفتها بأن التبعية السياسية لن تكون لها ولا لغيرها من دول العالم وأن القرار السياسي سيكون يمني دون إملاءات خارجية , مما اضطرها وبدعم أمريكي لشن العدوان على الشعب اليمني .

كما عملت أمريكا وذراعها في المنطقة بعد العدوان على اعاقة التسويات وكل الحلول السياسية وكانت بداية العرقلة من جنيف 1 حيث تم افشال المشاورات اليمنية بين الفرقاء والتدخل السعودي في الشأن اليمني وفرض شروط تعجيزية عادة بالمفاوضات إلى نقطة الصفر .

وقد ظهرت رغبة السعودية في التصعيد العسكري مع عقد المشاورات في جنيف  وعدم تفكيرها في إنهاء العدوان وظهر جليًا أيضًا في استقدام تحالف العدوان تعزيزات عربية وأجنبية ، إضافةً إلى فتح جبهة جديدة ، وهي المؤشرات التي تكشف عدم رغبة السعودية بالسماح للتفاوض في جنيف، فضلاً عن عدم جدّيتها في وقف العدوان وإنهاء الحصار.

 

الشعب اليمني : صمود أسطوري

صامدون

لم يتبق سوى أيام قلائل ليتم العدوان السعودي الأمريكي عامة الأول وقد كشف العدوان وتحالفه المشؤوم على اليمن، عن أصالة الشعب اليمني العظيم الذي يستلهم صموده الأسطوري من تاريخ عريق وحضارة ضاربة في جذور التاريخ، يقابلها تحالف عدواني مركب لقوى الاستكبار والتسلط والاستبداد تقوده الإمبريالية العالمية عبر أدواتها في المنطقة، ممثلة بالكيان السعودي ودويلات البترودولار ويباركها الكيان الصهيوني، والتي تسعى إلى فرض سياسة الهيمنة واستعباد الشعوب الأخرى، غير مدركة عراقة وتراث وأخلاق شعب اليمن الذي اكتسبها منذ آلاف السنين وعززها الإسلام بشهاداته عن أهل اليمن وعن الأنصار والبأس اليماني الذي يبرز عند المحن والشدائد. وإذا كان اليمن مقبرة الغزاة عبر الأجيال، فإنه يؤكد هذه المقولة في الحاضر ويؤسّس لها مستقبلاً.

وقد أثبت المقاتل اليمني خلال هذا العام أن العبرة ليست بالسلاح وحده، وأن الرجال هم حجر الأساس في المواجهات، ولذا لا عجب أن الأسلحة الروسية القديمة التي يمتلكها الجيش اليمني أمثال صواريخ سكود وتوشكا، قد أضحت كابوسا للغزاة والمرتزقة، الذين كلما استعدوا للحشد لعملية نوعية باغتهم الجيش واللجان الشعبية بصاروخ يحيل أحلامهم إلى سراب.

 

فشل العدوان

الفشل العسكري للعدوان فرض على السعودية الانعطاف نحو الحل السياسي في اليمن

بعد نفاذ الخيارات العسكرية للعدوان السعودي الأمريكي , على مدى عام كامل شن عدوان همجي استهدف الشعب اليمني أرضا وإنسانا استخدم فيه كل أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة وارتكاب مجازر مروعة بحق أبناء الشعب اليمني وتدمير البنية التي التحتية وكل مقومات الحياة على أرض اليمن.

ومع هذا العدوان الهمجي ظل الشعب اليمني صامدا ومساندا للجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات التي حقق فيها بطولات أسطورية وانتصارات ميدانية ستدرس في المدارس العسكرية على مر الزمن .

وبهذا انخفض السقف العالي لدول العدوان على اليمن. كانت السعودية ترفض بصورة مطلقة أي مفاوضات سياسية قبل التعهد بتنفيذ القرار الدولي 2216 بحذافيره، ثم رفضت آلية تنفيذية لبنوده تعطي صنعاء هامش مناورة، فيما كانت تصرّ على انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» بشكل كامل من المدن مع تسليم السلاح المتوسط والثقيل من دون شروط، مطالبةً بعودة «الشرعية» إلى صنعاء بضمانات عربية. ولكن، فجأة انعطفت دول العداون نحو البحث عن حل، متجاوزة «حالة إنكار الواقع» نحو استدارة تكاد تثير الريبة لشدة انعطافتها. فما الذي يجري؟

بدأ السعوديون بمحاولة التخلص من حرب اليمن بعد التيقّن من نفاد كل الخيارات، مفضّلين التفرغ للملف السوري، لأن في ذهن القيادة السعودية أنه لا يزال بالإمكان تحصيل مكاسب يمكن استثمارها في اليمن.

 

قد يعجبك ايضا