عمليات توازن الردع.. حساب اليمنيين العسير مع تحالف العدوان

جاءت عملية الردع السابعة التي نفذتها القوات المسلحة يوم أمس ضمن سلسلة من عمليات أُطلق عليها توازن الردع التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية على منشآت أرامكو النفطية في عمق أراضي العدو السعودي.
وبدأت أولى عمليات توازن الردع التي تنفذها القوات المسلحة بعد مرور خمسة أعوام من العدوان على اليمن، حيث نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية توازن الردع في السابع عشر من أغسطس 2019م، ضمن استراتيجية التركيز على ضرب واستهداف الضرع الحلوب.
ففي خطاب ألقاه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عقب عملية توازن الردع الأولى ”لقد أكدنا سابقًا أن عملياتنا ستتركز على الضرع الحلوب الذي يعتمد عليه الأمريكيون» ، وأشار إلى أن تحالف العدوان يتلقى في العام الخامس الضربات الأكبر والصفعات القوية واللكمات القاتلة نتيجة لاستمراره في هذا العدوان الغاشم.
واستهدفت عملية «توازن الردع الأولى» بعشر طائرات مسيّرة صناعة يمنية ، حقل الشيبة النفطي الذي يتبع شركة أرامكو السعودية ، وتبعد مسافة 1100 كم من أقرب نقطة حدودية مع اليمن ، ويقع الحقل الذي يتسع لأكثر من مليار برميل – وهو أكبر حقل يضم احتياطا نفطيا للسعودية – قرب الحدود الإماراتية ، وهو ما اعتبره قائد الثورة إنذاراً للإمارات كذلك.
وعلق قائد الثورة المباركة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على العملية الكبرى التي نفذها سلاح الجو المسير في أغسطس 2019 وأسميت بعملية توازن الردع الأولى بخطاب قال فيه بأن عملية توازن الردع الأولى هي أكبر عملية تستهدف تحالف العدوان «حتى ذلك الحين»، وقال إنها تحمل رسائل مهمة لقوى العدوان ودرسا مشتركاً وإنذاراً مهماً للإمارات كذلك.
• ضرب النفط مقابل الغارات
تركز عمليات توازن الردع التي تنفذها القوات المسلحة على استهداف منشآت النفط السعودية، واستهداف منشآت النفط استراتيجية أعلنها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب ألقاه في السابع عشر من أغسطس عقب عملية توازن الردع الأولى.
حيث أكد أن العمليات ستتركز على ضرب منابع ومنشآت النفط العملاقة، ولفت السيد عبد الملك الحوثي إلى أن القدرات العسكرية للجيش واللجان الشعبية ستتطور أكثر فأكثر من واقع الحاجة في حال استمر العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي في حال استمر فلن يحقق لدول العدوان الأمن والاستقرار، بل أصبح يشكل عليها الخطر الأكبر.
وقال إن “خسائر قوى العدوان الاقتصادية ستزداد في حال استمرارهم، وأمريكا تستغل اندفاعكم وتحلبكم بشكل رهيب” ، وأن الوضع الاقتصادي للسعودية سيتضرر بشكل كبير في حال استمرار العدوان.
ونصح قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، النظام السعودي بوقف العدوان ، وقال ” مصلحتكم الحقيقية هي في وقف العدوان على بلدنا وشعبنا، ولا مبرر لكم في هذا العدوان، ولا شرعية لكم فيه”.
وضمن معادلة القصف بالقصف تهدف عمليات توازن الردع التي تستهدف منشآت النفط إلى تحقيق توازن ردع عسكري بين اليمن والنظام السعودي الذي يتزعم العدوان على اليمن ، واصلت القوات المسلحة اليمنية عمليات توازن الردع الأولى والثانية وصولاً إلى العملية السابعة أمس الأول.
وتوقف نصف إنتاج النفط السعودي الذي كان يصل وقتها إلى « 8.147 مليون برميل يوميا» ، لمدة ستة أشهر متراجعا إلى أقل من 4 ملايين برميل إثر عملية توازن الردع الثانية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في الـ 14 من سبتمبر من العام 2019م ، واستهدفت منشأتي بقيق وخريص النفطيتين التابعتين لشركة أرامكو عملاق الاقتصاد السعودي ، وأدت إلى تدمير واحتراق المنشآت التي تستقبل ضخ النفط من حقوق سعودية عديدة.
وتسببت العملية في حدوث هزات عالمية في أسعار النفط وردود فعل دولية وإقليمية واسعة، وكانت العملية مفصلية في مسار الحرب التي تستمر منذ سبعة أعوام ، وجعلت النظام السعودي يترنح وسط الخسائر المباشرة وغير المباشرة ، وسجلت بعض المراكز بلوغ خسائر النظام السعودي إثر هذه العملية أكثر من 300 مليار دولار
وأظهرت العملية احترافاً في دقة التصويب ، وفي تحديد الأهداف ، وعلق المتحدث الرسمي للقوات المسلحة وقتها أن العملية جاءت “بعد رصد استخباراتي دقيق ، ورصد مسبق وتعاون من الشرفاء والأحرار داخل السعودية”.
• عمليات توازن الردع “تسلسل زمني”
في الـ 17 من أغسطس من العام 2019م ، نفذت القوات المسلحة عبر سلاح الجو المسيّر عملية هجومية بعشر طائرات مسيرة استهدفت حقل الشيبة النفطي الذي يضم أكبر مخزون استراتيجي لأرامكو يزيد عن مليار برميل ، أُسميت العملية الهجومية بـ ” عملية توازن الردع الأولى”.
أكد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد سريع أن العملية نفذت بعشر طائرات مسيرة مستهدفة حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي المملكة والذي يضم أكبر مخزون استراتيجي ويتسع لأكثر من مليار برميل.
•14 سبتمبر 2019م “عملية توازن الردع الثانية تهز العالم”
في الـ 14 من سبتمبر من العام 2019م ، كشف العميد سريع عن قصف مصفاتي نفط بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو في أقصى شرق السعودية، في عملية هجومية واسعة بعشر طائرات مسيرة أطلق عليها “توازن الردع الثانية”.
وأكد أن الإصابة كانت دقيقة ومباشرة ، موضحاً أن العملية جاءت “بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق وتعاون من الشرفاء والأحرار داخل السعودية”.
وعمدت مملكة العدوان السعودية في البداية إلى تقليل الخسائر ، حيث زعمت وزارة الداخلية السعودية السيطرة على حريقين في معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار “درون” ، لكن مشاهد الحرائق ثم ما تلا الضربة من هزات عالمية في أسعار النفط ، ثم مشاهد الأثار الناجمة عن الضربة أظهرت حجما هائلا من الخسائر قدرت بأكثر من 300 مليار دولار.
وحقل بقيق هو حقل نفط يقع في المنطقة الشرقية من السعودية ويضم الحقل أكبر مرافق معالجة الزيت في السعودية، إضافة لأكبر معمل لتركيز الزيت في العالم. كما تزيد طاقة الحقل الإنتاجية على 7 ملايين برميل من الزيت يوميا.
ويتم في معامل بقيق معالجة 70 % إنتاج أرامكو، والذي يمثل 6 % من إجمالي الاستهلاك اليومي العالمي للطاقة النفطية. ويقدر إجمالي الاحتياطيات المؤكدة في حقل نفط بقيق بحوالي 22.5 مليار برميل (3020 × 10 6 أطنان)، ويتركز الإنتاج على 400.000 برميل يوميا (64.000 م3/يوميا).
أما حقل نفط خريص بمنطقة الأحساء فهو حقل نفط بدأ ضخ النفط فيه عام 2009، ويبلغ حجم احتياطيه 27 بليون برميل نفط، بمعدل 1.2 مليون برميل يومياً.
ويمكن لحقل خريص أن ينتج أيضا 315 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز عالي الكبريت و70 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز الطبيعي التي ستعالج في محطتي الغاز بشدقم وينبع.
•21 فبراير 2020م القوات المسلحة تنفذ عملية توازن الردع الثالثة
في الـ 21 من فبراير من العام 2020م استهدفت القوات المسلحة شركة أرامكو وأهدافا حساسة اخرى في ينبع بعملية نوعية نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى”.
وأطلق العميد سريع حينها على العملية اسم “عملية توازن الردع الثالثة” مؤكداً أنها رد طبيعي ومشروع على جرائم التحالف .
•23 يونيو 2020م عملية واسعة على أهداف حساسة داخل الرياض أسميت “عملية توازن الردع الرابعة”
استهدفت القوات المسلحة اليمنية عاصمة العدو السعودي «الرياض» في الـ23 من يونيو من العام 2020م ، بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة، أطلقت على العملية “عملية توازنَ الردعِ الرابعة”.
وأكد بيان القوات المسلحة اليمنية أن العملية دكت وزارة الدفاع والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية ومواقعَ عسكريةً في الرياض وجيزان ونجران والتي تمت بعدد كبير من الصواريخ الباليستيةِ والمجنحة “قدس” “وذوالفقار” وطائرات سلاح الجو المسير.
•28 فبراير 2021 عملية توازن الردع الخامسة على عاصمة العدو “الرياض”
في الـ 28 من فبراير من العام الجاري ، نفذت القوات المسلحة بعملية واسعة ليل الـ28 من فبراير 2021 ، أهدافا حساسة في عاصمة العدو السعودي «الرياض».
ونفذت العملية “توازن الردع الخامسة” بصاروخ باليستي نوع “ذو الفقار” و15 طائرة مسيرة ، منها 9 طائراتٍ نوع “صماد 3” على الرياض ، فيما قصفت 6 طائرات مسيرة نوع قاصف 2k مواقعَ عسكرية في مناطقِ أبها وخميس مشيط.
•7 مارس 2021م ” توازن الردع السادسة” تستهدف أكبر موانئ تصدير النفط
في الـ 7 من مارس 2021م ، نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر عملية هجومية واسعة ومشتركة على عمق المملكة السعودية بـ14 طائرة مسيرة و8 صواريخ بالستية ، منها 10 طائرات مسيرة نوع صماد 3 ، وصاروخ باليستي طويل المدى نوع «ذو الفقار”.
الهجوم استهدف شركة “أرامكو” في ميناء “رأس تنورة” الذي يبعد أكثر من ألف كيلو عن أقرب نقطة حدودية مع اليمن ، ويقع في الدمام شرقي السعودية ، كما استهدفت العملية أهدافاً عسكرية أخرى بمنطقة الدمام ، وضمن العملية تم استهداف مواقع عسكرية أخرى في مناطق عسير وجيزان بـ4 طائرات مسيرة نوع قاصف 2k و7 صواريخ نوع بدر”.
•5 سبتمبر 2021 م “توازن الردع السابعة” هي الأوسع والأكبر
استهدفت القوات المسلحة اليمنية يوم أمس 5 سبتمبر 2021 ، م منشآت شركة أرامكو في (رأس تنورة) التي تضم أكبر موانئ الشحن وتصدير النفط في العالم ، وتقع بمنطقة الدمام شرقي السعودية وتبعد الدمام من أقرب نقطة حدودية مع اليمن أكثر من ألف كم.
كما استهدفت عملية توازن الردع السابعة منشآت أرامكو في جدة وجيزان ونجران ، وتوقفت مطارات جدة والدمام ونجران وجيزان ليلة أمس جراء الضربات الصاروخية.
ونفذت العملية المزدوجة بثمان طائرات مسيرة نوع “صماد3” وصاروخ باليستي نوع (ذو الفقار) استهدفت ميناء رأس تنورة ، فيما دكت بخمسة صواريخ باليتسية نوع بدر وطائرتي صماد 3 منشآت أرامكو في مناطق جدة و جيزان ونجران السعودية.
•حساب عسير
ما تقوله وتؤكده عمليات توازن الردع الأولى وحتى السابعة ليس فقط ما يخص توازن القوة ومعادلة الحرب ، بل هي نوع من التأديب لملوك آل سعود الذين ما توقفت مؤامراتهم على اليمن لحظة على امتداد أكثر من مائة عام ، منذ أن أنشأوا مملكتهم الطارئة في شبه الجزيرة العربية بدعم بريطاني ثم أمريكي.
فقد اعتاد الأمراء والملوك من عبدالعزيز آل سعود إلى أحفاده أن القول في اليمن قولهم، وأن ما يفعلونه باليمن لا بد أن يقع وليس مسموحا لأحد الاعتراض أو حتى التحفظ، لكن الحسابات اليوم تغيرت، أما حساب الجرائم والدمار والقتل والجوع الذي ألحقوه باليمنيين على امتداد ستة أعوام فسيكون عسيراً، وفي عمليات توزان الردع بعض منه.

 

الثورة / عبدالرحمن عبدالله

قد يعجبك ايضا