عملية الردع العسكرية الثامنة للجيش اليمني.. صدمة استراتيجية اسقطت رهانات السعودية وتقنيات أمريكا

 

في ظل موجة التصعيد  الذي يمارسه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي ومرتزقته في العمليات البرية والجوية وقصفه العشوائي للعاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية، نفذت الوحدات الضاربة في سلاح الجو المسيّر عملية هجومية كبرى في العمق السعودي حملت اسم “توازن الردع الثامنة”. استهدفت العملية شبكة من الأهداف الحيوية والعسكرية في نقاط مختلف بالعمق الاستراتيجي منها قاعدة الملك خالد الجوية في الرياض ومطار الملك عبد العزيز ومصافي “ارامكو” في جدة، إضافة الى مجموعة من الأهداف العسكرية المهمة الأخرى في مطار “ابها” وجيزان ونجران .

الأهم ان هذه العملية الواسعة حققت أهدافها بدقة وبفاعلية، وكانت أولى العمليات التي تأتي كاستجابة فورية لتهديدات قيادة القوات المسلحة اليمنية ضد تحالف العدوان، وقد حققت صدمة استراتيجية كسرت كل التكهنات والحسابات التي راهن عليها العدو السعودي والامريكي خصوصا في مسألة تطور الأنظمة الدفاعية وقدراتها في توفير حماية اكبر، لا سيما بعد تأكيد وزير الدفاع الأمريكي مؤخرا ان الدعم الأمريكي للمملكة مستمر، وقد رفع نسبة تطور وفاعلية الأنظمة الامريكية للدفاع الصاروخي الى 90٪  لحماية أراضيها من كل اشكال الهجمات الباليستية والطائرات دون طيار.

بالتالي ما كان يغفل عنه الأمريكي والسعودي قد حصل، وقد اثبتت القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى وفضله انها في حالة تطور متراكم لقدراتها الهجومية خصوصا في الجانب التقني والعملياتي، وأن هذه العملية الثامنة من نوعها تأتي تأكيدا أيضا لحالة الجهوزية والقدرة لشن عدة عمليات أخرى مماثلة، واكبر في اي ظرف وتحت اي متغيرات جديدة ومعقدة في الميدان .

عملية الردع الثامنة.. صدمة استراتيجية اسقطت رهانات السعودية وتقنيات أمريكا

بالنسبة للجديد في هذه العملية فقد حققت نتائج وابعادا على مستوى موازين القوى والردع وأيضا على مسرح المواجهة من ضمنها:

1ـ تدشين مرحلة جديدة من الردع  يتم فيها استهداف اهداف حيوية وعسكرية في قلب المملكة، الرياض وجدة، فهناك القواعد الجوية كقاعدة الملك خالد احدى اضخم القواعد الجوية في المملكة ومطار الملك عبد العزيز الدولي ومصافي ارامكو اي انها من الأهداف المهمة جدا التي اختيرت وفق أولويات عملياتية تحقق تأثيرات مباشرة على منظومة الاقتصاد ورأس القوات الجوية السعودية.

2ـ العملية اثبتت اخفاق النظم الدفاعية الامريكية “باتريوت” بكل اجيالها وفشل  كل المنظومات الرديفة البريطانية منظومات كام “KAM” وجيراف “GIRF” والمنظومات الرادارية الأرضية والعمودية، فمسرح العمليات اظهر ان المسيرات اخترقت العمق السعودي لمسافة 1300كم دون ان تُعترض ودون ان تستطيع محطات الرادارات وأنظمة الإنذار المبكر ملاحظتها او اكتشافها الا بعد وصولها اجواء الرياض، وفوق مستوى الأهداف. لذا كان الفشل فظيعا وكارثيا بالنسبة لهذه التقنيات.

3ـ العملية أتت في وقت قصير خصوصا بعد تهديدات القيادة لتحالف العدوان، وهذا دليل على تطور كبير في مستوى التعبئة والاستعداد العملياتي السريع للقوات المسلحة لتنفيذ تهديدات القيادة بعمليات فورية وحاسمة، وهذا تحول جديد للقوات المسلحة في مجال القدرة على التعامل مع المتغيرات الطارئة والرد عليها بنفس الوقت.

مما لا شك فيه ان عملية الردع الثامنة كسرت التوازنات وفتحت آفاقا واسعة في عمليات الردع الاستراتيجي تجاه السعودية واظهرت الدور الفضائحي والفاشل لمختلف أنظمة الدفاع الامريكية والبريطانية التي لم تستطع ان تحمي شبرا واحدا من أراضي المملكة، وعليه، المعادلة أصبحت واضحة فالمملكة كلها تحت النار ولم يعد فيها مكان آمن لمنشآتها النفطية، مطاراتها، موانئها، القواعد الجوية والعسكرية، مدنها الصناعية كلها أصبحت مناطق عمليات وستتعرض للقصف الاستراتيجي من سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية اليمنية في حال تم اتخاذ القرار ولم يكن هناك توقف للعمليات التصعيدية التي يقودها النظام السعودي والامريكي للعدوان على اليمن.

 

زين العابدين عثمان – باحث بالشؤون العسكرية

قد يعجبك ايضا