عيال زايد تجاوزوا مرحلة التطبيع…بقلم/زيد البعوه

 

النظام الإماراتي تجاوز مرحلة التطبيع قبل الإعلان عن التطبيع، وما أعلنه ترامب عن اتفاق سلام بين الإمارات وإسرائيل ليس إلا الفصل الأخير من عملية التطبيع التي سبقها أعمال ومواقف وشراكة حقيقية وموالاة شاملة لليهود، وما تم الإعلان عنه هو عبارة عن الإعلان الرسمي المكشوف للتطبيع العلني والواضح أمام العالم كبداية مرحلة جديدة من التطبيع العملي الأشد فتكاً وخبثاً مما مضى ، وكذلك الحال بالنسبة للنظام السعودي الذي يمضي على خطى النظام الإماراتي والعكس صحيح، ومن يتابع ويتأمل مواقف آل سعود وعيال زايد وتحركاتهم وجرائمهم سيجد أنهم يمارسون دور الشرطي الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة ويخوضون الحروب ضد الإسلام والمسلمين بدلاً عن إسرائيل ويرتكبون الجرائم بحق المسلمين لمصلحة أمريكا وإسرائيل ويعملون على تدجين هذه الأمة وإضعافها وتطويعها للأمريكان والصهاينة بل ويبذلون في سبيل ذلك المال الكثير من ثروات الشعوب العربية ، كل هذا وأكثر ألا يعتبر اكبر من تطبيع العلاقات؟ بل إن عيال زياد و آل سعود تحولوا إلى أدوات تنفيذية للمشاريع الاستعمارية الغربية في المنطقة، وهذا ما لا يختلف عليه اثنان.

إذا اكان التطبيع عبارة عن فتح صفحة جديدة من العلاقات الودية والاقتصادية والسياسية وحتى الأمنية والعسكرية وإلغاء الماضي القائم على العداوة والكراهية، فإن آل سعود وعيال زايد لم يمروا بهذه المرحلة على الإطلاق، لأنهم منذ تأسيس أنظمتهم منبطحون لأمريكا ومسلمون لها زمام أمورهم السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية والعسكرية، وليس هذا فحسب بل إنهم نذروا حياتهم وخيرات شعوبهم في خدمة أمريكا وإسرائيل ويعملون لهم أكثر مما يتوقعون.

ألا يعتبر العدوان على اليمن خدمة لأمريكا وإسرائيل ؟ أليست الحرب في سوريا تهدف إلى تأمين إسرائيل؟ ألا يمثل استهداف المقاومة الفلسطينية من قبل آل سعود وعيال زايد سياسياً وأمنياً واقتصادياً خدمة لإسرائيل؟ أليس استهداف المقاومة في لبنان أمنياً واقتصادياً وسياسياً تنفيذاً لرغبات الأمريكان والصهاينة؟

هذه بعض أعمال ومواقف آل سعود وعيال زايد والتي يعرفها الجميع ولا ينكرها أحد ، لهذا أليست هذه المواقف تتجاوز التطبيع وتصل إلى حالة الخدمة المباشرة لأهداف وطموحات الصهاينة والأمريكان؟ هذا لا شك فيه.

ولهذا يعتبر إعلان التطبيع مع كيان العدو الصهيوني خلال هذه المرحلة بشكل علني مشروعاً سياسياً استعمارياً أمريكياً صهيونياً يستهدف النسيج الاجتماعي للأمة العربية والإسلامية في مختلف المجالات ويهدف إلى طمس هوية هذه الأمة وإلى حرف بوصلة العداء عن مسارها القرآني الصحيح ، ومن الواضح أن هناك توجهاً أمريكياً إسرائيلياً سعودياً إماراتياً خلال هذه المرحلة يسعى إلى نشر ثقافة التطبيع والخيانة بين أوساط شعوب هذه الأمة بالتدريج حتى تصبح أمراً مستساغاً ومقبولاً لدى الكثير من أبناء هذه الأمة.

وما بعد الإعلان الإماراتي الصهيوني عن التطبيع المباشر والمكشوف يعني “من ليس معنا فهو ضدنا”، من ليس في صف أمريكا وإسرائيل فهو عدو لهم ولعملائهم ، اليوم الجميع من أبناء هذه الأمة بلا استثناء أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الوقوف في صف الحق وأهل الحق ومحور المقاومة والممانعة في مواجهة المشروع الاستعماري الأمريكي الصهيوني أعزاء كرماء أحراراً، أو الوقوف في صف أمريكا وإسرائيل وعملائهم والمطبعين معهم أذلاء حقراء مستعمرين ، والأمور باتت واضحة ومكشوفة للجميع لا تحتاج إلى أدلة وبراهين لأن الواقع ولسان الحال والمقال يشهد ويثبت أن النظامين الإماراتي والسعودي يتحركان وفق توجيهات الأمريكان والصهاينة في خندق واحد ضد هذه الأمة ومقدساتها وكيانها ومعتقداتها ، ومن اليوم فصاعداً علينا كأمة مسلمة أن ننظر إلى عيال زايد وآل سعود من منظور قرآني قائم على الآية القرآنية التي تقول ” وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ “.

قد يعجبك ايضا