فقيد الوطن الشاعر الكبير والأديب اليمني الأستاذ /عبدالله هاشم الكبسي في عيون الشعراء والكتاب والمفكرين والساسة

 

صحيفة الحقيقة/رصد خاص

توفي الشاعر الغنائي عبدلله هاشم الكبسي يوم الخميس ’١٩ديسمبر ٢٠١٩م في العاصمة اليمنية صنعاء , عن عمر ناهز 80 عاما .بعد حياة حافلة بالعطاء
وقد نعى الكثير من الصحفيين والسياسيين والفنانين في وفاة الشاعر الغنائي عبدالله الكبسي والذي قدم الكثير من الأعمال الرائعة.
والشاعر عبدالله هاشم الكبسي من مواليد هجرة الكبس خولان الطيال- محافظة صنعاء في يوم الثامن من شهر محرم 1355هجرية الموافق للثلاثين من شهر مارس 1936ميلادية.
تلقى تعليمه الابتدائي في كتاتيب منطقته (الكبس) ثم انتقل إلى (الجبين) مركز قضاء ريمه حيث والده وواصل دراسته الابتدائية في الجبين على أيدي أساتذة مقتدرين منهم محمد حسن عامر، ثم واصل تعليمه في المدرسة العلمية في الجبين بحسب منهاج عصره فتعلم اللغة العربية وعلومها والشريعة وأصول الدين وعلم هذه العلوم مجاميع من الطلاب في ريمة وفي تعز.
عمل أول الثورة في إذاعة صنعاء التي قدّم وأعدّ فيها برنامج (الشعر الشعبي) كما عمل في الشركة اليمنية الكويتية للاستثمار، وواصل تثقيف نفسه بالقراءة والمطالعة وأجاد نظم القصيدة بلونيها الحكمي والحميني، كما كان له إلمام بالغناء، حيث غنىَ له مجموعة من الفنانين اليمنيين ومن بينهم ابنه الفنان فؤاد الكبسي وله ديوان شعر مخطوط.
 
صحيفة الحقيقة رصدت أبرز الكتابات

السفير عبدالله العمري

اكد الطبيب وفاته
ابن هاشم اعني 
ابو فؤاد
انهمرت الدموع
وساد الحزن
خيم على الجميع
تسابق أهله ، أصدقائه، زملائه في نعيه
بما فيهم انا
وبعد ان ووري ثوبه الفاني
الثرى
وتم العزاء
وعاد الكل لدنياه
خلوت لنفسي
جاهدت على التماسك والتأمل
زالت الصدمة وتلاشت سحب الذهول
عدت اليه بعقلي
ابحث عنه
ادركت انه لم يمت
لازال حيا
وسيضل
وان غير عنوانه
وجاور الأموات
نعم
رأيته في وجداني
وذاكرتي وذاكرة الزمن
حيا في قصائده
في تلك المعاني والأغاني
في الخطاب الحماسي
وغيرته على الوطن
حيا في المبدع فؤاد ونجابة نجيب
في نباهة آدم واكرم الكريم
رأيته في حب الكبار والصغار
رأيته في ازقة صنعاء ودورها
في مرافقها
رأيته في خصاله ومآثره
نعم رأيته في جميعها
وادركت انه حي وان مثله لا يموت
وان قال الطبيب

عبدالحفيظ حسن الخزان

((رحيل شاعر الساعة ومستعجِل الزمن))

عبدالله هاشم الكبسي( ١٩٣٦-٢٠١٩) م

إن معرفتي بالشاعر الكبير عبدالله هاشم الكبسي( ١٩٣٦ – ٢٠١٩) م رحمه الله تكاد تكون متقدمة مقارنة بعمري ،حيث تعرفت عليه من خلال ماكتب عنه صديقه شاعر اليمن والوطن الأستاذ عبد الله البردوني في كتابه: الأقدم( رحلة في الأدب اليمني / قديمه وحديثه)
* كذلك من خلال ماكتب من شعر عاطفي تغنى به الكثير من الفنانين ابان فترة ستينات وسبعينات القرن الميلادي المنصرم.. 
* كذلك كنا نستمتع بشعره الساخر من بعض السياسات الخاطئة التي كانت تنفذ دون تمعن او دراسة او مراعاة سيادة الوطن الذي كان تمزقه من خلالها واضحا من خلال التوازنات الداخلية والخارجية المجحفة، حيث كنا نقرأ قصائده التي تحمل وجهة نظر الكثير من ابناء اليمن حيث كان يوزعها بخطه الجميل وبيده شخصيا( جت فكة من مكة – ماهو بحق المراعاه – أخر كذاك شمك سمك- طحست زيد بن علي و… . مش هو انا هو الحصان… ..)…

* كان لشعر عبدالله هاشم الكبسي وقع أخَّاذ على روح قارئه ومستمعه فهو معبر وسهل وسلس ومكثف وقادر على ايصال الفكرة ببساطة واكتمال.. 
* شهدت القاء قصيدته في دعم الشعب العراقي بداية عام ١٩٩١م التي ألقاها في بغداد أمام الرئيس الراحل صدام حسين وهي قصيدة ميمية من بحر الوافر وبعد تمام القائها اصر على تقبيل رأس الرئيس العراقي شكرا له على مواقفه التي مثلت تحقيق آمال قومية كان يتلمسها الشاعر من وجهة نظره… 
* كان يسمعني عند أن ألقي قصائدي في مناسبات مختلفة فيزداد اعجابا بها ويحاول ان يسأل عني من يعرف من أسرتنا او غيرها ، فهو من الشعراء الذين يجمعون بين الابداع الادبي والأخلاق العظيمة المعجَبة
والمشجعة.. 
* ازدت شوقا للتعرف عليه عن قرب من خلال حضوره للعديد من المناسبات الاجتماعية والندوات والاجتماعات و… 
* كنت كثير التساؤل له واستفساره عن عدم اصدار ديوان شعري له.. فيبرر ذلك بان هناك من يجمعون شعره ، كما يصرح انه كسول في هذا المجال الى حد ما… 
* جاءت فرصة رمضانية عام ١٤٣٨للهجرة للحديث معه في شتى الموضوعات عن رحلة حياته عموما والادبية منها بخاصة حيث كنا نتدارس القرآن الكريم ليليا عند احد اصدقائه بالاضافة للاستاذ عبد الحميد المهدي والاستاذ محمد بن محمدبن محمد المنصور..وآخرين.. 
* قلت يا استاذ عبدالله ماقصة الخميس من كل اسبوع واللحمة الغنمي والبردوني.. ؟!
* عبر باسلوب عميق ومحبة صادقة عن اعجابه بالبردوني وحكى عن الكثير من النوادر التي كانا يصنعانها، وكيف انه كان يزور البردوني كل خميس مهديا له شيئا من اللحمة الغنمي وقال كان البردوني ينتظر تلك اللحظة الأسبوعية بترقب وشوق فما أن يتقابلان حتى يسأل أين ( المغنيم) يا عبدالله.. ؟!
* قال ان البردوني في آخر أيامه متعب النفس مثقل بالمرض لدرجة انطوائه وشكه في اقرب المقربين ..واضاف قائلا لي أن ذلك التغير آلمه كثيرا.. * كان يحاول ان يسألني عن كثير من قضايا الأدب والأدباء واللغة والنقد من باب معرفة مدى اطلاعي ، فأجيب باسهاب فيضحك ويقول ماشاء الله ( قريتو اكثر مننا) وذلك ليشجعني ويعبر عن مدى فهمي للكثير من القضايا – حسب مراده وقصده-
* كانت صحته ايامها ليست على مايرام نتيجة لآلام كان يشكو منها عادة ماتكون مصاحبة للتقدم في السن… 
* كان هادئا متواضعا محبا وفيا يحاول ان يطلع على كل جديد من الاصدارات خاصة التي صدرت في سنوات العدوان على بلادنا.. 
كنت دائم الاتصال به بين الفينة والاخرى للاطمئنان عليه ففي رمضان الماضي اتصل بي طالبا مني ان ابحث له عن كتابين ( مجزرة حجاج تنومة) و( كتاب ملخص عن سيرة الزهراء) و ( ما امكن من شعري الذي طبع في ديوان) … فأسرعت في تلبية طلبه.. 
* رحم الله الشاعر الكبير وعفا عنا ورحمنا ووفقنا لكل خير 
* أرجو ان تسعدنا الايام بشيء من اعماله الشعرية والأدبية مطبوعة… 
* أعزي أبناءه وأخوته وأسرته الكبيرة من آل الكبسي الكرام واحبابه وكل محبيه والوطن والوسط الادبي والساحة الشعرية… 
*اسأل الله لبلادنا المعطاءة السلام والامن والنصر وان يحفظها الله من كل شرور الأشرار.. 
* صلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين….

زيد الذاري

الفقيد الكبير الوالد عبدالله هاشم الكبسي رحمه الله كان ظاهرةً يمانيه فريده . له من الحضور الفكري والسياسي والاجتماعي ما ليس لغيره . كان صاحب موقف وصانع راي شجاع في مناخ سياسي وفكري نقيض لموقفه المتميز وقناعاته الوطنيه والاعتزاز بهويته اليمنيه الاصيله . في اكثر من محطه في الثمانيات والتسعيات ومما تلاها . كان موقف الاستاذ الاديب عبدالله هاشم الكبسي من حدث سياسي ما والمُعبَر عنه بقصيدة شعرية حمينيه. مكتوبة بخط يده يتحول الى الحدث والخبر فيطغى على اصل الخبر بحضوره وتداول الناس له . الفقيد رحمه الله في اعماقه وجوهره فيلسوفا طغت عليه صفت الشاعر . وكان شعره احد تجليات فلسفته وموقفه . وكان شعره تعبيرا عن موقف سواء كان شعرا سياسيا او ثقافيا او اجتماعيا . كما كان شعرا للفن والعاطفه والغناء والجمال والعشق والوله . جوانب كثيره ومتعدده في شخصيته تستحق الاضاءه عليها لانها تختزل وتؤرخ لمخزون هائل من العطاء ونمط من الثقافة والهوية والنبل والسمو الانساني والالتزام الوطني وبالتالي تثري وعينا الجمعي وثقافتنا التي يكاد يطغى عليها الزيف والهزال . ومن اهم ما اتمنى وادعوا القادرين الى الكتابة عنه هو ثناءية التميز والابداع والعطاء الباذخ التي مثلها العملاقان الاديب الشاعر عبدالله هاشم الكبسي رحمه الله وفنان اليمن الكبير الاستاذ احمد السنيدار حفظه الله وامد في عمره وما اسهما فيه من اعادة تقديم وتطوير الاغنية الصنعانية بكل روعتها وروعتهما.

علوان الجيلاني

رحيل الشاعر والمثقف الموسوعي الكبير عبدالله هاشم الكبسي ، وبرحيله تفقد اليمن واحدا من عمالقتها الكبار ، نفقد اليوم تاريخا من الابداع وزمنا باذخا من الجمال والرقة والفن وحلو الحديث وطيب المعشعر ، ونفقد وجها قوي الدلالة على المكان وناسه .
عرفت عبدالله هاشم الكبسي بعد شهرين من انتقالي من تهامة الى صنعاء ، كان يوما لا ينسى سجلته في مذكراتي فهو يوم الجمعة ١٢ / ١٢ / ١٩٩١م ، وهو أول يوم لي في بيت البردوني ، فتح البردوني الباب وقدمت له نفسي وزميلي عبد المهيمن الأفلح وما هي إلا دقائق حتى رن الجرس وطلب البردوني منا أن نقوم معه لاستقبال ضيفه الكبير الشاعر والأديب أحمد الشامي الذي جاء من لندن بعد غيبة طويلة ، دخل الشامي ومعه عبدالله هاشم الكبسي وإبراهيم الحضراني وعلي حمود الديلمي وعباس الديلمي ومحمد شرغة والمنشد عبد الرحمن العمري وكان يوما لا يحيط الوصف بروعته ..
توالى ترددي على بيت البردوني ، وكان الكبسي يأتي بين الحين والحين، وما كان أجمله حين يأتي ، وقتئذ يعلو سقف المثاقفة ، وتتعدد الفوائد ، وتتناثر النكات فكلاهما الكبسي والبردوني يملك مخزونا هائلا من الحكايات والطرائف ممزوجة بالخبرات ومنمقة بالثقافة والتحافة .,والصلة بينه وبين البردوني قوية وقديمة ، يعبر عنها طريقة تعاملهما فكثيراً ما يكون هو من يشرك(يشتري اللحمة) للبردوني يوم الجمعة ، يدخل عليينا ونحن نتثاقف أو نقرأ ويفتح العلاقية ليشرح له ماذا اختار له وكيف كان حاذقا وهو يختار (يمزح طبعا) ، كما كان يكتب إهداءات كتب البردوني لأصدقائه وزواره.
ذات مرة صدمني الكبسي فقد انخرط في موجة تنكيت على البردوني ،وكنا نتعامل مع البردوني بهيبة التعامل مع المقدس ، لكني فوجئت بالبردوني يكاد يتهاوي على الأرض من شدة الضحك وهو يقول ( ما هذه والله انها حاليه أصابت الصميم )
كانت نبرة الكبسي وطريقته الخاصة في إلقاء الشعر تأسرني ،
انه نموذج لجمال أهل صنعاء وحلاوة حديثهم ، حين يكمل سرد حكاية ما ، أو قراءة نص يلتفت الي فيجدني مبتسما شغوفا ، يقول : مادام الولد علوان يبتسم فقد أبدعنا .
شغفي بصوت الفنان فؤاد الكبسي الذي رافقت أغانيه موجات من عواطف وشجون عشتها في صنعاء كان رابطا إضافيا بيني وبين الاستاذ عبدالله هاشم الكبسي فلطالما كان حديثي عن ابنه( فؤادي) يشغفه ويقودنا إلى استطرادات طويلة في شجون الغناء اليمني وتراث الحميني المميز .
مضى بنا الزمن وجمعتني بالكبسي مقايل في صنعاء وتهامة وأسفار إلى خارج اليمن ، وفي كل مرة كان جمال الرجل يزداد في عيني . وكل مرة يتأكد لي أنه من ذلك النوع الذي لا تشبع منه ولا تمل 
قبل قليل وخز عيني منشور يخبر عن رحيله ، شعرت بالوخزة في القلب ، وطافت بي طيوف محياه وضحكته، سمعت صوته بنبرته المميزة سمعته حتى تأوهت الروح
رحمة الله تغشاك وسلام الله على جمالك الذي لا ينسى.

 حسين علي العماد 

رثيت اليوم يا صنعاء نفسي
فقيداً كان مدرستي وشمسي 
***
ولن أرثو ( فؤاداً ) أو ( نجيباً )
فراق أبي وإن ما كنت ( كبسي )
***
ك( آدم ) أو ك( أكرم ) كنت منهُ
بهِ وبشعرهِ أغدو وأمسي
***
ولم أر مثله دوماً بشوشاً
أديباً عالماً وكريم نفسِ
***
وأنساني فراق أبي شهوراّ
فمن بالله ( عبد الله ) يُنسي
***
فلا واللهِ لن انساهُ لكن 
اعزّي اليوم نفسي بالتَّأسي
***
فراقك سيّدي ( الفخريّ ) أدمىٰ
فؤادي _ هل تراهُ عام نحسي ?
***
( عليٌّ ) والدي المرحوم عيني
و( عبد الله ) أجفاني وأُنسي
***
ضياؤهما أنار الكون دهراً
لأعرابٍ ورومانٍ وفُرْسِ
***
وعام الحزن هذا كيف يُدني
ضيائهما إلى لحدٍ ورمسِ ..!!

 

يحيى علي زباره

على مثله تبكي مدامعنا دما
وتلتهب الاءحشا اساء وماءتما

على عبقريٍ كان بالحق ناطقا
مدى نصف قرنٍ كان بالشعر ملهما

فكيف يطيق الشعرُ مرثاة من علا
وكان على هام الثريا قد سما

له بصماتٌ فى شؤون حياتنا 
بشعرٍ يزيد الناس وعيا منظما

اذا حضر الكبسي اية حفلةٍ
ففيها يكون الحفل بالشوق مغرما

واسلوبه فى شعره متميزٌ
يزيل من القلب الحزين التألما

فمن مثل عبدالله من نجل هاشمٍ
سيضفى على الأداب ماليس مبهما

انا لم انس المودة بيننا
طوال سنينٍ يستفيض مكارما

وكانت حكاياه تلاقى تجاوبا
وتزرع فى كل اللقائات انجما

وكان يحب الناس من كل قلبه
ويستبق الخيرات فعلا مجسما

وكان لآل الكبس في كل فترةٍ
نبوغ عليه يظهر المجد معلما

فسل عنهم فى كل صقعٍ وموطنٍ
تجد من هو الشهم النبيل المعلما

وهذا هو التاءريخ يكشف انهم
يحوزون علما للمعالي متمما

فاءكرم بمنهم فخر مجد بلادنا
وممن كان للعليا والشعر سلما

عليه سلام الله من سائر الورى 
ويبقى بدار الخالدين معظما

اعزى ذويه بل اعزي بلادنا 
وارجو لها طول التطور والنما

اصلى على طه الرسول واله 
ويشدو بها ثغر الوجود ترنما

 

قد يعجبك ايضا