«فلول داعش» تفر من حلب إلى الجنوب اليمن

روسيا تحذر: اتفاق بين هادي و”أنقرة” على نقل المسلحين إلى قاعدة العند

قلق «سعودي إماراتي» من زيارة «أنصار الله» إلى موسكو.. ومظاهرات تندد بالاحتلال في سوقطرة

يعيش الجنوب اليمني حالة من الفوضى، في ظل غياب كامل لمؤسسات الدولة التي تدار من العاصمة صنعاء، منذ أن سيطرت عليه القوات  الإماراتية السعودية و أفرغته من أي وجود للجيش اليمني واللجان الشعبية منتصف عام 2015، الأمر الذي أوجد مناخا خصبا لتقوم الجماعات الإرهابية بتثبيت قواعدها على الأرض، وممارسة أنشطتها بكل حرية.

الفوضى الأمنية التي يشهدها الجنوب اليمني، في ظل سيطرة الجماعات الإرهابية إلى جانب القوات الإماراتية والسعودية بالإضافة لمجموعات تتبع عبد ربه منصور هادي،  وأخرى تتبع حركة الإصلاح «الإخوان» وعلي محسن الأحمر، تنذر بخطر لا يقل كارثية عن خطر سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مناطق في سوريا والعراق ، وخلال الأيام الماضية شهدت مناطق عدة في الجنوب عمليات إرهابية وجرائم، وأعمال فوضى، واشتباكات بين بعض الفصائل.

ويري مراقبون، أن الجنوب يبدو ضحية لمخطط استهدف تماسكه و قضيته ومطالبه التي تتمثل في الحكم الذاتي فيدراليا، حيث توحي المؤشرات، أن حزب الإصلاح وعلى محسن الأحمر يقفون وراء مثل هذا المخطط بكونهم فقدوا نفوذهم في الشمال، و يريدون إبقاء الجنوب، ساحة لينطلقوا منها لاستعادة الشمال، وذلك لن يتحقق إلا حال استمرت الفوضى في اليمن.

وتؤكد مصادر سياسية، ودبلوماسية، أن الوضع في الجنوب أصبح مصدر قلق للكثير من القوى الدولية والإقليمية، خاصة ما يتعلق بكون القاعدة وداعش المستفيد الأكبر والمسيطر على الأرض في حين لا تحرك القوات السعودية والإماراتية المتواجدة هناك ساكنا ضدهم، بل أن هناك من يرجح أن وجود تلك القوات يمنح الجماعات الإرهابية غطاءا لتتوسع وتسيطر أكثر ضمن توجه خليجي لتمكين داعش والقاعدة من الجنوب على غرار ما جرى في سوريا والعراق.

في هذا الوقت، بدأت تداعيات تحرير مدينة حلب السورية في التأثير على عدة ملفات بينها الملف اليمني، خاصة وضع الجنوب

وقالت مصادر لـ “البديل”، إن السعودية، وتركيا بدأت ترسل عناصر داعش الفارة من حلب إلى جنوب اليمن.

أنصار الله في موسكو

وفي هذا الصدد وجهت روسيا تحذيرا لتركيا من مغبة إرسال عناصر داعش إلى جنوب اليمن وذلك بعد حصولها على معلومات استخباراتية مفادها أن عمليات نقل تلك العناصر تجري عبر طائرات شحن عسكرية ترسل إلى قاعدة «العند» بالاتفاق مع هادي.

روسيا التي نجحت في تحجيم المؤامرة السعودية الأمريكية على سوريا، ترغب في استثمار نجاحها في تسوية ملفات أخرى، وحمل بيان خارجيتها الصادر عقب زيارة وفد «أنصار الله» إلى العاصمة الروسية موسكو، نهاية الأسبوع الماضي، رسائل واضحة للتحالف السعودي الأمريكي، كان أبرزها التشديد على ضرورة إيقاف الحرب في اليمن بشكل طويل الأمد مع أهمية بقاء ما اسماه البيان “النضال الفعال” ضد المجموعات الإرهابية التي تمارس نشاطها في جنوب اليمن.

وتناولت وسائل إعلام تتبع للمملكة السعودية، زيارة أنصار الله لروسيا و بيان الخارجية الروسية طوال اليومين الماضيين، ويرى مراقبون أن القلق بشأن الزيارة لروسيا يفوق القلق من زيارة مماثلة للوفد نفسه إلى الصين تلبية لدعوة رسمية من قبل القيادة الصينية، واعتبروا أن القلق ناجم عن خوف من تدخل روسي لتطهير الجنوب من القاعدة، وداعش، ما يعني قطع اليد السعودية التي تعبث باليمن على غرار ما حدث بسوريا.

 

الوضع في جنوب اليمن

في هذا السياق،  تشهد محافظات ومدن جنوبية أحداثا مأساوية، وقالت مصادر محلية في،عدن أن مواطنا لقي حتفه وأصيب آخرون الخميس الماضي، خلال اشتباكات اندلعت بين مسلحين في أحد الأسواق الشعبية، وبحسب المصادر فإن الاشتباكات نجمت عن خلافات بين مسلحين وقعت في سوق “القات” الواقع في منطقة الشيخ عثمان.

وشهدت عدن خلال أسبوع حوادث كبيرة كان أولها التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة أكثر من 100 مجند أمام معسكر الصولبان، قبل العثور على 11 جثة مقطوعة الرأس، إضافة إلى العثور، على  5 جثث أخرى ضمن حوادث تبناها تنظيم داعش.

ويري محللون، أن شكوك تبرز مع كل عملية تستهدف المجندين أو عمليات، حول علاقة الجهات الرسمية، وأطرافا في التحالف السعودي بها.

كانت، اشتباكات عنيفة، وإطلاق نار كثيف شهدتة منطقة المنصورة أيضا مساء الأربعاء الماضي، وأفادت مصادر أن الاشتباكات كانت بين قوتين مختلفتين من فصائل ما يسمى الحزام الأمني.

و ظهرت خلال اليومين الماضيين تحركات شعبية جنوبية مناهضة للوضع، وللسلطات القائمة تحت حماية القوات الإماراتية السعودية، حيث شهدت جزيرة سوقطرى الجنوبية موجة احتجاجات واسعة تخللها أحداث عنف.

وقال مصدر محلي لـ “البديل “، إن أكثر من 1000 شاب من سكان محافظة سوقطرة تمكنوا أمس من السيطرة على مبنى المحافظة احتجاجاً على عدم إيفاء السلطات بتجنيدهم ضمن قوات الجيش، وأضاف المصدر أن غضبا شبابيا تشكل في هيئة تظاهرة غاضبة اقتحمت مبنى المحافظة وعبثت بمحتوياتها وأغلقت الشوارع وأشعلت النار ونصبت الأحجار والحواجز.

الاحتجاجات التي تشهدها الجزيرة لأول مرة، عكست استياء السوقطريين من المحافظ المعين من الإمارات ووعوده الكاذبة بتجنيدهم بحسب المصدر الذي أكد أن الشباب رفضوا التدخلات الإماراتية، ورفعوا شعارات تندد بالوجود الإماراتي في بلادهم.

المصدر البديل

قد يعجبك ايضا