في الرياض اجتماع النياشين الصدأة

 

أعدت مملكة الهياكل العظمية طقوس المحفل الاستعراضي، نياشين صدأة وأوسمة من بخار زينت صدور رؤساء أركان جيوش عربية عجزت عن حفظ كرامة العرب، وكدست جثث الشعوب لتكون تلالاً يصعد الملك والأمير عليها ناصباً كرسي عرشه بتفاخر، علّه يحظى من فوقها بإطلالة خلابة.
لقد انعقد في العاصمة السعودية الرياض اجتماعاً ضم رؤساء أركان جيوش عربية لبحث التقدم في عمليات شل قدرات تنظيم “داعش” في كل من العراق وسورية! علماً أنه لا وجود لجيشي العراق وسورية في ذلك الاجتماع.
بل كان ممثلو كل من الأردن و الإمارات و الولايات المتحدة و البحرين و تركيا و تونس و السعودية و عمان  و قطر و الكويت و لبنان و ماليزيا و المغرب  ونيجيريا.
كما أن تلك الدول لا وجود أو مشاركة فعالة لها في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” حتى واشنطن ذاتها لم تنجح حتى الآن في شل قدرات التنظيم اللهم إلا في معارك يخوضها الجيش العراقي براً،  أما في سورية فالوضع مختلف حيث يتم كل فترة وأخرى يتم ترويج خبر عن غارة للتحالف الدولي على معاقل “داعش” في الجزيرة والشمال السوريين.
ما هي مشاركة النظام السعودي الفعلية في محاربة “داعش” وجبهة اليمن لا تزال مشتعلة وفرسان المنسف الملكي عاجزون حتى الآن عن تحقيق هدف من أهدافها؟ وما هي مساهمة لبنان أصلاً في محاربة “داعش” والإرهاب إذا استثنينا قتال حزب الله إلى جانب الجيش السوري؟ إن كانت منطقة كمخيم نبع البارد قد شغلت لبنان أربعة أشهر حتى حُسمت بعد مساعدة من دمشق، فكيف سيستطيع هذا البلد إذاً المشاركة في مواجهة الإرهاب؟.
 أما فيما يتعلق بالأردن وتركيا فإن دور الأول استخباراتي لوجستي يقدم كل مساعدة ممكنة للجماعات المسلحة على الحدود ولا سيما في محافظة درعا التي تتقاتل فيها جماعات مسلحة مع ميليشيا جيش خالد بن الوليد التابع لـ”داعش”، وهذين الفصيلين يقاتلان ضد الجيش العربي السوري أيضاً! فيما دور تركيا بات معروفاً في دعم ميليشيات مذهبية وشعوبية على الأرض السورية، كما أن قتالهم ضد “داعش” في مدينة الباب أعطاهم بعض الزخم للحديث عن قتال لإرهاب، فضلاً عن أن التقارب مع موسكو دفع بأنقرة للواجهة الإقليمية من جديد لا سيما ما يخص محادثات أستانة.
أما تونس والمغرب وماليزيا ونيجيريا فهم اكسسوار فقط لا أكثر على اعتبار أن لا دول يُذكر لها في قتال التنظيم على الأراضي السورية والعراقية، بالتالي فإن تواجد ممثلي هذه الدول بالإضافة إلى لبنان في ذلك الاجتماع ليس إلا من باب الاستعراض ومحاولة النظام السعودي أن يرفع الصوت قائلاً بأنه يقود حلفاً عربياً ضد “داعش”، وذلك بسبب امتعاض الرياض من محادثات أستانة التي لا تعجبها والتي اقتصرت على الإيراني والروسي والتركي.
إن استنفار النظام السعودي لجمع كل تلك النياشين في الرياض ليس له دلالة سوى فتح بازار المزايدات أمام الغرب بعد أن بدأت دور الرياض يتقلص إقليمياً لا سيما بأن ثلاثية روسيا ـ إيران ـ تركيا والحديث عن مباحثات وقف إطلاق نار، ما يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت السعودية ستشعل بع الجبهات من جديد، وستعطي أمر علميات للميليشيات المحسوبة عليها كجيش الإسلام مثلاً لإفشال محادثات أستانة على الرغم من أن هذه الميليشيات قد وقعت مبدئياً على موافقتها للمشاركة في تلك المحادثات.

قد يعجبك ايضا