في تقريره للعام 2023م : مركَـزُ “نداء الكرامة للحقوق والتنمية” يكشف جرائم وانتهاكات حقوق الانسان في المحافظات اليمنية المحتلة (تفاصيل وأرقام صادمة)

 

في تقريره للعام 2023م : مركَـزُ “نداء الكرامة للحقوق والتنمية” يكشف جرائم وانتهاكات حقوق الانسان في المحافظات اليمنية المحتلة (تفاصيل وأرقام صادمة)

 

– رصد 166 جريمة اغتيال و156 قتلاً خارج القانون و81 قتلاً مباشراً حصدت 460 شخصاً بين قتيل وجريح

– توثيق 139 اشتباكاً مسلحاً بين الأدوات وقتل 214 مدنياً وجرح 164

– 22 جريمة تقطع وقتل للمسافرين وَ332 جريمة اختطاف واعتقال تعسفي و4 جرائم اغتصاب

– 75 عملية سطو مسلح و59 مداهمةً للمنازل و227 جريمة هدم لمنازل المواطنين ومحالهم التجارية

 

 18 سجناً سرياً لدول تحالف العدوان 

 22 سجناً خارج نطاق القانون للمرتزقة  

 

احتضنت العاصمةُ صنعاءَ، أمس الاثنين، مؤتمراً صحفياً أقامه مركَـزُ “نداء الكرامة للحقوق والتنمية”؛ لإشهار جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان في المحافظات الجنوبية المحتلّة للعام 2023م، تحت شعار “حماية زائفة”.

وبحضور محافظ عدن طارق سلَّام، ورئيس الهيئة العامة للآثار عباد الهيال، ومستشار الرئاسة يحيى الباشا، ووكيل وزارة حقوق الإنسان علي تيسير، ورئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالرحمن مراد، ورئيس المركز اليمني لحقوق الإنسان علي الكبسي، ألقى رئيس مركَـزِ نداء الكرامة زيد الغرسي، كلمةً أكّـد فيها سعيَ المركز إلى تسليط الضوء على الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوى العدوان في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة.

ولفت الغرسي إلى أنَّ “المركز قد سعى لهذا التقرير بعد جهود كبيرة من الرصد والتوثيق وعمل اللازم لإخراج التقرير، لنوصل أصواتَ الضحايا الذين يعانون بشكل يومي من هذه الجرائم”، منوِّهًا إلى أن “ما ذُكِرَ في التقرير هو ما تم رصده والتأكّـد منه وهناك عشرات الجرائم اليومية لا يتم الإعلان عنها؛ بسَببِ مخاوف الضحايا من بطش المحتلين”، لافتاً إلى أن “أعداد الجرائم يفوق بكثير ما تم رصده”.

إحصائياتُ التقرير.. إجرامٌ بالجملة وما خفي كان أعظم:

وفي خضم المؤتمر تم استعرض التقرير الذي رصد جرائم دول العدوان وأدواتها المرتزِقة خلال العام 2023 من خلال البلاغات التي تلقاها المركز ومن خلال التعاطي الإعلامي للناشطين والوسائل الإعلامية الموثوقة، في حين أن هناك أرقاماً مهولة من الجرائم لم يتم رصدها؛ بسَببِ القمع الذي يمارسه العدوّ بحق الضحايا.

وبيّن التقرير أن “جرائمَ وانتهاكات العدوان وأدواته خلال العام 2023 تنوعت بين أكثر من 20 نوعاً راح ضحيتها المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء”.

وأوضح التقرير أن “جرائم الاغتيالات بلغت 166 عملية، اغتُيل فيها 84 ونجا منها 82، إضافة إلى مقتل 34 وجرح 104 كانوا بجوار الشخصيات المستهدفة”، مُشيراً إلى “تلك الجرائم تمت بواسطة القتل المباشر وتفجير العبوات وتفخيخ سيارات المستهدفين وغيرها من الوسائل، في حين بلغت العمليات الانتحارية 5 عمليات، منها 4 سيارات مفخخة وانتحاري واحد بحزام ناسف أَدَّت لمقتل وجرح العشرات”.

ولفت التقرير إلى أن جرائم الإعدام والقتل خارج القانون تعددت وراح ضحيتها 156 شخصاً توزعت بين 137 قتيلاً و18 مصاباً، مبينًا أنها توزعت على 8 عمليات إعدام، و6 عمليات تعذيب حتى الوفاة، ورمي 26 جثة بينها 9 مجهولة، بالإضافة إلى 20 عملية دهس بالأطقم قتل فيها 16 وجرح 4.

كما استعرض التقرير عمليات القتل المباشر التي نفذها المرتزِقة وقُتل فيها 81 شخصاً وجرح 14، وقد ارتكب الأدوات هذه العمليات في النقاط المسلحة والأسواق وفي مختلف الأماكن.

وأورد التقريرُ ضحايا الاشتباكات المسلحة بين الفصائل المرتزِقة، والتي بلغت 139 عملية اشتباك، منها 53 عملية أسفرت عن مقتل 214 من المدنيين وجرح 164 آخرين، فيما لم يعلن عن ضحايا 86 عملية اشتباك.

وفي سياق استعراض ما ظهر من الإجرام الذي يمارسه الاحتلال ومرتزِقته، عرّج التقريرُ على عمليات التقطع للمسافرين، والتي بلغت 22 جريمة تقطع وقتل للمسافرين ونهب ممتلكاتهم، وقد قُتل فيها 9 مواطنين وجرح 10 ونُهبت ممتلكاتهم من سيارات وأموال وذهب ومجوهرات وغيرها.

كما تضمن التقريرُ جرائمَ الاختطاف والاعتقال التعسفي، والتي بلغت 332 جريمةً، فيما ضاعف إجرامُ المرتزِقة أرقامَ جرائم الإخفاء القسري بإخفاء 175 مواطناً مخفياً قسرياً، والبعض منهم لا تعرف أسرهم مصيرهم حتى الآن، فيما أن هناك العشرات مجهولي المصير.

وقد رصد التقرير امتلاكَ دول العدوان لأكثر من 18 سجناً سرياً، بينما تمتلك فصائل المرتزِقة أكثر من 22 سجناً خارج نطاق القانون، تعتقل فيها مئات المواطنين الأبرياء وترتكب بحقهم أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وانتهاك الكرامة وُصُـولاً إلى الاغتصاب والقتل، وقد سجلت عدن المرتبة الأولى في عدد الانتهاكات تليها أبين ثم شبوة فحضرموت فالضالع فسقطرى والمهرة.

ووقف التقريرُ عند جرائم الاغتصاب، مُشيراً إلى أنه تم توثيقُ 4 حالات معلنة بينهم أطفال من الجنسَيْنِ، أما جرائم السطو المسلح والنهب، فقد بلغت 75 جريمةَ سطو مسلح ونهب طالت الممتلكات الخَاصَّة والعامة وقتل خلالها 16 مواطناً بينهم امرأتان وجرح 12 خلال مقاومتهم والدفاع عن أنفسهم.

وفي السياق ذاته تناول التقريرُ عملياتِ المداهَمة والاقتحام للمنازل التي يمارسُها المرتزِقة ورعاتهم، وقد بلغت 59 جريمة مداهمة واقتحام للمنازل قتل فيها 6 مواطنين وجرح 18 آخرين ممن حاولوا الدفاع عن أنفسهم أمام تلك المليشيات.

وقد بلغت جرائم عمليات هدم المنازل وممتلكات المواطنين، 227 جريمة، منها هدم 200 محل تجاري.

حشدُ الطاقات ضرورةٌ لتحرير الإنسان في المحافظات المحتلّة:

من جهته أكّـد محافظ عدن طارق سلام، أهميّة هذا المؤتمر؛ لأَنَّه يرصُدُ الجريمةَ التي تمادى فيها العدوُّ الفاجِـرُ بحق المستضعَفين من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة، مُشيراً إلى أن “العدوّ يمارس الجرائم بكل أريحيةٍ؛ ظناً منه أن لا عين ترصده ولا طرف آخر يعاقبُه، وهو مخطئٌ في هذه الجزئية”.

وأشَارَ سلّام إلى أن “مرتزِقة العدوان حوّلوا عدن وباقي المحافظات المحتلّة إلى وقودٍ لمشاريعهم الإجرامية”، مُضيفاً “لا يخفى على أحد ما تعيشُه المحافظاتُ الجنوبية والشرقية المحتلّة من أوضاع بغيضة جراء ممارسات العدوان ومرتزِقته”.

وبشأن التدهور الاقتصادي الذي دمّـر المعيشةَ والأوضاعَ الخدمية؛ ما فاقم معاناةَ المواطنين، أكّـد سلام أن “جرائم المحتلّ لم تقتصر على الجانب المعيشي فقط، بل ركّز المحتلّ على فرض حالة الفوضى وبث الرعب والخوف بين أبناء عدن بصورة مكثّـفة ومتعمدة؛ مِن أجل فرض مخطّطه بالقوة وتمرير إملاءاته بإشغال المواطنين بالبحث عن القوت ولقمة العيش”.

وأكّـد أن “هذه الجرائم تعكسُ حقيقةَ إجرام العدوّ ودمويته والتوجّـه العدائي لإذلال اليمنيين في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة”.

وقال: “نحن أمام محتلّ نازي ومجرم تتجلى فظائع وحشيته يوماً بعد يوم وتكشف دمويته حقيقة ارتباطه الوثيق بالكيان الصهيوني، وتناغم مصالحهم المشتركة وارتباطها بغايات دنيئة وإجرامية تنال من حرية الإنسان وكرامته”.

ولفت إلى أن “العدوّ ومرتزِقته استمروا في تنفيذ مخطّطاتهم الإجرامية بنهب الثورات وإقلاق السكينة العامة وتضييق الخناق المعيشي على المواطنين وتصفية كُـلّ من يقف أمامهم”، مُشيراً إلى مساعي العدوان لتفريغ المجتمع من ثقافته وأخلاقه؛ بما يضمن بقاء وديمومة الاحتلال وسيطرته على المحافظات المحتلّة.

وفي ختام كلمته أكّـد سلام أن “هذا العدوَّ الرخيصَ سيظلُّ اللعنةَ الكبرى ما لم تتظافر الجهود وتتحد الصفوف؛ مِن أجل أن يتحرّرَ شعبُنا وينعمَ بكل مقدراته”.

بدوره ألقى وكيل وزارة حقوق الإنسان، علي تيسير، كلمة أكّـد فيها أن “ما يُرتكب في المحافظات الجنوبية من جرائمَ لن نجد لها غافراً”، لافتاً إلى أنه ومنذ 9 سنوات والعدوان يعيث الفساد ويرتكب الجرائم بكل أشكالها.

ونوّه تيسير إلى أن “الجرائم المرتكَبَةَ كثيرة ولا تحصى، ولو دققنا النظر للأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية لوجدنا أن كُـلّ القوانين الدينية والدولية والأعراف قد نُسفت”، داعياً الأحرار في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة إلى هبة شعبيّة لطرد الاحتلال.

وأكّـد أهميّة تظافر الجهود وحشد الطاقات لإنقاذ كُـلِّ المقهورين داخل اليمن وخارجه من أبناء أمتنا، لافتاً إلى الدور الكبير والجهود العظيمة التي يبذلها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، لإنقاذ أبناء الشعب اليمني وأبناء شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية، مُشيراً إلى أن “الكثير من أبناء أمتنا بات يعلّق آماله الكبيرة على السيد القائد”.

البيان يؤكّـدُ أن لا خيار سوى طرد الاحتلال:

إلى ذلك تلت الدكتورة سعاد الويسي، البيان الصادر عن المؤتمر، أكّـدت من خلاله أن “دول العدوان قامت باحتلال كامل المفاصل الجغرافية والمؤسّسات في المحافظات الجنوبية والشرقية وفرَّخت فصائلَ مرتزِقة لتضاعِفَ الجرائم وعمليات القهر والإذلال”، مشيرة إلى أن ما تمارسه تلك القوة الظلامية هو احتلال مكتمل الأركان بحسب المواد الصادرة عن “لاهاي” و”جنيف” وكلّ القوانين الدولية.

ولفت البيان إلى أن “الاحتلال وأدواته قام بالعديد من الجرائم التي طالت المدنيين ومَثَّلَت انتهاكاتٍ صارخةً لكل القوانين، وارتكبت عبر أدواته جرائم حرب، بما في تلك الأدوات القاعدة وداعش التي تتواجد بعلم وحماية ودعم دول العدوان”.

واستعرض البيانُ أرقامَ وإحصائيات التقرير، مُشيراً على قيام المرتزِقة بجرائم بحق المواطنين من أبناء المناطق الشمالية تمثَّلت بين النهب والتهجير والسلب والقتل، ويضاف إلى تلك الجرائم انتهاكات غير مباشرة طالت المدنيين ومنها ما هو نتيجة الانهيار الاقتصادي الكبير الذي أَدَّى إلى تدهور كبير في المعيشة؛ بسَببِ انخفاض أسعار العملة بفعل طباعة العملة بدون غطاء ووصلت إلى أكثر من 1600 للدولار الواحد؛ وبسبب المعاناة اضطر أربابُ معظم الأسر للانتحار، منوِّهًا إلى أن “هناك معاناة كبيرة في صفوف المواطنين جراء انقطاع الكهرباء وانهيار كُـلّ الخدمات المعيشية الضرورية والأَسَاسية”.

ولفت البيان إلى أن أرقام التقرير جزءٌ بسيطٌ جِـدًّا من الواقع فلا يتم الإعلانُ عن الجرائم والانتهاكات؛ بسَببِ الخوف من بطش وإجرام العدوان وأدواته.

ودعا البيان إلى العملِ على إخراج المحتلّ الأجنبي من الأراضي اليمنية الجنوبية والشمالية المحتلّة، خُصُوصاً بعد انكشاف مؤامراتهم الهدامة، مطالباً بإحالةِ قيادات العدوان إلى المحاكمة في المحاكم الدولية جراء الجرائم التي ارتكبتها.

وطالب البيان بالكشفِ عن كافة المختطفين والمخفيين قسراً وإغلاق السجون السرية التابعة للعدوان وأدواته، وضمان سلامة المواطنين في التعبير عن حرياتهم وضمان حقهم في تنظيم الوقفات والمسيرات الاحتجاجية جراءَ الأوضاع المتردية.

كما طالب البيان دول العدوان بالتوقف عن طباعة الأوراق النقدية المزيفة التي كانت السبب في تدهور أوضاع ومعيشة المواطنين، داعياً المنظمات لزيارة كافة السجون والمعتقلات والاطلاع على أوضاع السجناء والمعتقلين والمخفيين قسراً.

وفي ختام البيان دعا مركز “نداء الكرامة للحقوق والتنمية” كُـلّ وسائل الإعلام المختلفة لتسليط الضوء بشكل أكبر على جرائم الاحتلال المختلفة في المناطق الجنوبية والشرقية المحتلّة.

قد يعجبك ايضا