في ذكرى أول انتصار عربي حقيقي على العدو الإسرائيلي .. عبر وتحولات في مشهد المنطقة

ابراهيم الوادعي 

في مثل هذا اليوم قبل 22 عاما سجل العرب أول انتصار حقيقي على ” اسرائيل ” حيث انسحب جيش العدو بشكل مذل من جنوب لبنان منهيا بذلك احتلالا لأرض عربية دام اكثر من 22 عاما.

 تحرير جنوب لبنان كان الأول لأرض عربية بالقوة العسكرية فقط ، وحتى اقفال بوابة فاطمة على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان واصلت المقاومة الاسلامية اللبنانية  توجيه الضربات للجيش الصهيوني ، والذي انسحب بشكل عشوائي خوفا وهربا من تلك الضربات التي نقلها للعالم فيما بعد اعلام حزب الله والقنوات التي واكبت عملية التحرير التي بدأت منذ اليوم السابق .

بعكس مايروج له الاعلام فإن حرب اكتوبر 1973م لم تتوج بانتصار في نهايتها نظرا لعد ثبات قادتها على المبادئ في العداء لليهود ، كان الجيش المصري في وارد استعادة ارضه وكرامته المهدورة ومعها كرامة الامة الاسلامية، لكن قادته السياسيين كانوا قد انحرفوا عن جادة الطريق ، ونصبت لهم الولايات المتحدة الاحلام والاماني الامريكية بالسلام والرفاه الاقتصادي الذي لم يتحقق لكصر او الاردن  ، كما شكلت الفجوة بين القيادة السياسية والعسكرية آنذاك لمصر انور السادات ضياعا للأهداف والانجازات التي سعى لها الجيش المصري لما يزيد عن عقد من الزمان .

وبعد عقود من السلام المصطنع مع العدو الصهيوني يمكن تقديم جردة حساب عن الذي تحقق لمصر لتكتشف الخدعة الكبرى التي اوقع فيها الامريكيون مصر وقادتها منذ ذلك الحين.

وبالعودة الى لبنان العام 2000م  فقد شكل ثبات حزب الله قيادة وقاعدة تجاه العدو الصهيوني وبوجه الاغراءات الامريكية الركيزة الاساسية للنصر الكبير والاول على اسرائيل عربيا .

ثمة دروس وعبر تتكرر في المواجهة الشاملة التي تخوضها الامة الاسلامية في عدد من اقطارها في اليمن وسوريا وفلسطين وليبيا بوجه المشروع الامريكي وعملائه ، فعند انطلاق عمليات حزب الله الاولى ضد التواجد الصهيوني في جنوب لبنان وصفت اهداف الحزب المعلنة بالسخافة بوجه اسرائيل انذاك ، لكن الثبات والصمود على تلك الاهداف جلب النصر وجعل الشامتين في موقف محرج .

في فلسطين ، ووجهت عمليات اطلاق الصواريخ في سنواتها الاولى في الاعوام 2008م بالسخرية العربية ، وفي جولات المواجهة الثلاث في 2012م و 2014م ، لكن المواجهة الرابعة في معركة سيف القدس كان الوضع مختلفا ووجد الشامتون أنفسهم في موقف محرج خاصة بعد ان نقلوا خيانتهم تطبيعا الى العلن ووجد كيان العدو يئن ويتوسل في الخفاء وقف اطلاق النار .

وخلال مراحل المواجهة مع العدو الصهيوني في جنوب لبنان على امتداد 22 عاما كان العملاء من أهل الارض “جيش لحد ” حاضرون في الصف الاول يتلقفون الضربات نيابة عن الجنود الصهاينة ، وهو امر يتكرر اليوم في اليمن حيث يشكل العملاء بأنفسهم دروعا حامية للجندي الإماراتي والسعودي والامريكي ، في عام واحد خسر خمسون الفا منهم حياتهم نهائيا او بشكل طبيعي وفق ما صرح به احد قادتهم في مارب ، وقس على ذلك 6 سنوات من الحرب والقتال لصالح التحالف السعودي الامريكي .

في الذكرى ال22 لانتصار المقاومة الاسلامية اللبنانية حدثت تحولات كبرى لصالح الشرفاء في الأمة والمحور الناشئ “محور المقاومة ” يبقى اهمها واسمى اهدافها اخراج امريكا من المنطقة واسقاط الانظمة العميلة له وهي خطوات جميعها ترسم درب الحرية لفلسطين والقدس وزوال اسرائيل من الوجود .

وثمة امر اخر كشفته الاحداث في المنطقة منذ احتلال فلسطين عام 1948م وصولا الى حرب تموز لبنان 2006م والعدوان على سوريا 2012م ، والعدوان على اليمن 2015م ،وفي جميعها محطات كشفت ان الجيوش النظامية المبنية على عقيدة الولاء للحاكم وليس لله كانت صفرا في المعادلة الاساسية لحماية الامة في منعطفات خطيرة، وصفرا اخر حتى في حماية الانظمة التي انشاتها عندما قررت امريكا الفتك بها مستخدمة داعش والقاعدة ، ولم تصمد سوى حركات مقاومة شعبية قام بنيانها على الاسس الاسلامية وتوجيهات القرآن والعمل بما جاء به دون تاويل او تلاعب بالتفسير ، وذلك سر صمودها في لبنان ،وبها فقط نجح محور المقاومة في احداث التحول في الحرب في سوريا ، وسجل اعظم ملاحم الصمود وصنع الانتصار في اليمن وفلسطين.

قد يعجبك ايضا