في ندوة نظمتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: السفيرة الأميركية باربرا بودين تكشف تفاصيل هامة عن الحوثيون ومشروعهم وعلاقتهم مع ايران فماذا قالت ؟

 

اكدت السفيرة الأميركية السابقة في اليمن باربرا بودين في ندوة نظمتها مؤخرا مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي بعنوان: “الحرب في اليمن، هل من نهاية تلوح في الأفق” إن الحوثيين ليسوا صناعة إيرانية ولا دمى تحركها إيران، بل جماعة تتمتع بهوية يمنية مميزة”.

واكدت بودين التي توصف بأنها واحدة من أكثر الممارسين الفاعلين للسياسة الأمريكية في اليمن وتشغل حالياً منصب مديرة معهد الدراسات الدبلوماسية في جامعة جورج تاون، عدم وجود أدلة قاطعة على دعم ايران للحوثيين وإن وجد فهو ضئيل جداً ولا يرقى إلى متطلبات الحوثيين من توفير دفاعات جوية متطورة تحقق نوعاً من التوازن في الميدان العسكري”.

المستقبل” يعيد نشر الجزء الآخر من الندوة التي عرض في وقت سابق اليوم محورين منها  ويتناول  محور الحوثيين في اليمن وذلك لأهمية ما جاء فيه.

الحوثيون من هم؟  وما علاقتهم بإيران؟

أجابت السفيرة بودين عند سؤالها من هم الحوثيون.. وماذا يريدون.. ومن يقف وراءهم؟ بالقول “الحوثيون كما يسميهم زملائي الأكاديميون (مجموعة عشائرية تخيلية)، بمعنى آخر ليسوا قبيلة أو جماعة عرقية أو ثقافية أو جماعة دينية.

والمعنى الشائع لهذا المصطلح هو (مجموعة من الرجال) تجمعهم رؤية ما لكن ليس لديهم أي أيديلوجية، وليسوا متطرفين دينيين، ولا يمكنك بسهولة أن تضعهم في طيف سياسي معين”.

ببساطة لم يعجبهم أداء الحكومة، وقد كانوا جزءاً من ميدان التغيير السياسي، وكانوا أيضاً جزءاً من الحوار الوطني. طالبوا بحكومة تكنوقراطية (ذات كفاءات).

وكانوا ضمن خطة شراكة وطنية، ربما كان هناك شكوك في الجانبين لكن كان هناك خطة ما، وكان هناك حالة من الهشاشة وعدم الاكتمال؛ لكن ربما قد يكون هناك توافق ولسوء الحظ انهار في يناير”.

وعن علاقتهم بإيران أكدت السفيرة أن الحوثيين ليسوا صناعة إيرانية ولا دمى تحركها إيران، بل جماعة تتمتع بهوية يمنية مميزة.

ومن جهة الدعم العسكري المزعوم فهي لا ترى أدلة قاطعة على ذلك؛ بل إن وجد فهو ضئيل جداً ولا يرقى إلى متطلبات الحوثيين من توفير دفاعات جوية متطورة تحقق نوعاً من التوازن في الميدان العسكري، وما يحصل إنما هو مجموعة من التحالفات المتناقضة التي قد لا تعقل في الجانبين في هذه الحرب الدائرة في اليمن.

كيف يمكن الضغط لوقف الحرب؟

تطرقت السفيرة في هذه الندوة إلى عدة عوامل يمكن توظيفها للضغط في سبيل إيقاف الحرب وتتخلص فيما يلي:

مراجعة الدعم الأمريكي للسعودية خاصة بعد جريمة القاعة الكبرى.

استغلال التيار المناهض للسعودية في الكونغرس.

الاستفادة من الوضع الدولي للسعودية والذي تضرر كثيراً بعد الجرائم بحق المدنيين.

اقناع السعودية بتفهم الوضع ومحاولة طمأنتها من الشك الجنوني حول اليمن خاصة فيما يتعلق بالحدود الجنوبية.

إشراك الحوثيين في السلطة.

ضرورة تخلي السعودية عن نظرتها لما يجب أن يكون عليه اليمن حتى لا يكون تهديداً عليها.

كما تطرقت السفيرة إلى عدة جوانب تتعلق بمستقبل اليمن بعد أي اتفاق لوقف إطلاق النار، فقد حذرت السفيرة من عامل مجهول في أي اتفاق وهو ما سيكون عليه وضع الرئيس السابق علي عبد الله صالح والذي وصفته بالسياسي الذكي جداً، وحذرت من عودته إلى الساحة، فيما رجحت أنه لن يقبل النفي ضمن أي اتفاق ما يعني أن بقاءه في اليمن سيكون مشكلة.

ودعت السفيرة إلى إنشاء جسر جوي إلى صنعاء للمساعدة في معالجة القضية الإنسانية والتي ازدادت سوءاً بعد قرار نقل البنك المركزي الذي أعاق كثيراً من عمليات المساعدة والإغاثة، ولكنها لم تحدد من سيقوم بهذه الإغاثة أو من يقوم بتوفير المليارات التي قدرها البنك الدولي بمائة مليار عن العام الماضي فقط.

عبد العزيز أبوطالب

قد يعجبك ايضا