قوى العدوان والمرتزقة بين سرقة عوائد النفط والغاز وحرمان الموظفين رواتبهم

 

جاء خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي الذي ألقاه خلال الاحتفال الجماهيري الكبير بذكرى مولد الرسول الأعظم، مطلع الأسبوع الحالي، ليكشف عن واحدة من الجرائم الخطيرة التي يرتكبها تحالف العدوان ومرتزقته، عبر نهبهم لملايين الدولارات من عائدات النفط، في الوقت الذي يعاني فيه مئات الآلاف من موظفي الدولة من انقطاع رواتبهم.

وأشار السيد عبد الملك الحوثي، إلى تعرّض النفط اليمني في المحافظات الجنوبية والشرقية لعملية نهب منظّمة، مُقدِّراً حجم النفط الذي تمّت سرقته خلال خمس سنوات من العدوان بأكثر من 120 مليون برميل في محافظات مأرب وشبوة وحضرموت، والتي تنتج يومياً أكثر من 72 ألف برميل من النفط الخام.

وأكد أن إجمالي الإيرادات التي خسرها الشعب اليمني بسبب العدوان بلغت 12 تريليون ريال كانت كافية لصرف رواتب موظفي الدولة لمدة 12 عاماً.

حكومة المرتزقة تصدر 18 مليون و80 ألف برميل نفط خام في 2018م

حديث السيد عبد الملك الحوثي عن تعرّض النفط لعملية نهب منظّمة، فتح الباب بمصراعيه عن ما يمارسه حزب الإصلاح في  مأرب، وباقي فصائل المرتزقة في شبوة وحضرموت من أعمال نهب وسلب، حيث تفيد المعطيات عن وصول كميّة النفط المُهرَّب، إلى قرابة 300 ألف برميل شهرياً.

من جانبه قال وزير النفط والمعادن، أحمد دارس،: أن إجمالي ما يتم نهبه من قبل قوى العدوان ومرتزقتها من عائدات النفط والغاز في مأرب وحدها، يتجاوز 700 مليون ريال يومياً.

وأشار دارس في اتصال مع قناة المسيرة، إن “الإنتاج الحالي للنفط يبلغ 80 ألف برميل يومياً ويتم بيعها في السوق السوداء من قبل العدوان وأدواته”. مبينا: “الإنتاج الحالي للنفط المنهوب في أقل مستوياته يمكن أن يغطي راتب شهر ونصف لجميع المواطنين من صعدة إلى سقطرى”.

وتستحوذ دول العدوان ومرتزقتها على جميع منابع النفط في اليمن، فضلاَ عن مادة الغاز، ومع ذلك ترفض حكومة المرتزقة صرف رواتب الموظفين في جميع المحافظات اليمنية وتستأثر بجميع العوائد المالية من النفط والغاز والتي كانت تمثل 75 % من إيرادات الدولة وبأكثر من 7 مليار دولار سنويا لصالحها.

وأوضح الوزير دارس أن المعلومات التقديرية حول تصدير النفط الخام خلال العام الماضي والذي بلغ 18 مليون و80 ألف برميل نفط خام تم تصديرها من ميناء بئر علي بشبوة وميناء الشحر حضرموت إضافة إلى الشركة اليمنية للتكرير مأرب، فيما المعلومات التقديرية حول الإنتاج خلال العام 2019م تبلغ 65 إلف برميل يوميا، متسائلا أين تذهب إيرادات بيع هذه الكميات من النفط.

وكانت «اللجنة الاقتصادية العليا» وجهت في وقت سابق اتّهامات لحكومة المرتزقة وحزب الإصلاح الذي يستولي على مأرب، بنهب الثروة النفطية وتهريبها على طريقة «داعش» في العراق وليبيا.

 

مافيا الفساد بمهرب تحقق ارباح شهرية بمعدل 18 مليون دولار

وأشارت اللجنة إلى قيام حزب الإصلاح في مأرب بنقل قرابة 5000 برميل من خام صافر الخفيف مطلع الشهر الجاري، عبر مئات الصهاريج التابعة لتجّار مقرّبين من الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، من صافر إلى منطقة شرق عياذ الصحراوية الواقعة بين محافظتَي مأرب وشبوة.

ليتم بعدها رفع الكمية إلى 10 آلاف برميل، ونقلها عبر أنبوب نفطي تستخدمه شركة «OMV» النمساوية في شبوة لضخّ النفط إلى ميناء النشيمة الواقع على البحر العربي.

وتقوم قيادات في حكومة المرتزقة ومعها قيادات عسكرية موالية للعدوان بتهريب 300 ألف برميل من نفط صافر الخفيف محققين ارباحاً خيالية تصل إلى 18 مليون دولار شهرياً.

وأمام هذه العمليات من النهب شرعت العديد من القبائل اليمنية المتواجدة بين مأرب وشبوة إلى اتخاذ موقف من خلال محاولة منع مثل هذه الأعمال الإجرامية، مما تسبب في اندلاع مواجهات منها الاشتباكات بين القبائل ومسلحي حزب الإصلاح في منطقة المختم شرق صافر في محافظة مأرب، وأدت إلى إحراق عدد من ناقلات النفط الخام في منطقة الرويك الواقعة بين منطقتَي صافر التابعة لمأرب والعبر التابعة لحضرموت.

مافيا النفط تستورد مصافي خاصة بها

أما بعض العصابات فقد سعت إلى الاستفادة من أعمال السرقة، حيث قامت إحدى العصابات بإحداث ثقب في أنبوب النفط الخام الناقل للنفط من «القطاع 18» وهو أحد أكبر حقول النفط في صافر بطول أكثر من 20 كيلومتراً، وشفط النفط بواسطة أنابيب بلاستيكية إلى شاحنات التهريب.

وقدّرت مصادر محلية، الكميات التي تتمّ سرقتها وتهريبها يومياً بما بين 3000 و6000 برميل يومياً. وبحسب مصادر قبلية في المناطق الحدودية بين شبوة ومأرب، فإن مُهرِّبي النفط يسيّرون عشرات الصهاريج التي تحمل النفط الخام المسروق يومياً، بحماية ألوية تابعة لحكومة المرتزقة تقوم بتأمين طريق تلك الصهاريج ليلاً.

وبحسب الأخبار اللبنانية فإن مافيا النفط قد جلبت خلال السنوات الماضية مصافي مؤقتة صينية الصنع، تُكرّر كميات بسيطة من الخام تتراوح بين 500 و1000 برميل يومياً. ويُعدّ خام صافر، ووفقاً لمصادر عاملة في إنتاج النفط، من أجود أنواع النفط الخام في العالم، إذ إنه يُصنّف كـ«مزيج برنت بلاس»، وهو يُستخدم، بعد مزجه بالديزل، في تشغيل المضخات الزراعية والمولدات الكهربائية الكبيرة، ومن السهل بيعه في الأسواق.

قد يعجبك ايضا