مازن هبة يكتب عن :مستقبل المنطقة بعد سقوط الهيمنة الأمريكية ” قراءة استشرافية”

 

المنطقة بعد سقوط الهيمنة الأمريكية .. استشراف للمستقبل

ما يحصل اليوم هو مخاض عالمي بدأ يوم 7 أكتوبر 2023م ولن ينتهي إلا باستئصال الكيان الصهيوني من المنطقة وانسحاب أمريكا من المنطقة مهزومة ذليلة، وسواء كان هذا المخاض بجولة واحدة ـ وهذا الذي أرجحه ـ أو بعدة جولات، تبقى النتيجة النهائية هي ما أسلفت.

سقوط أي إمبراطورية يتبعها هزات عنيفة في الدول الواقعة بمناطق نفوذها؛ فما يحفظ السلم والاستقرار في أي بلد أو إقليم هو مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية أبرزها هيمنة القوى الخارجية.. ففي كثير من الأحيان ما يمنع جناح في دولة معينة من الانقلاب على الجناح الآخر والسيطرة على الحكم هو تهديدات وضغوط قوة عالمية كالولايات المتحدة الأمريكية، وفي أماكن أخرى ما يمنع دولة قوية من اجتياح دولة ضعيفة هو خوفها من تدخل دولة أقوى منهما.

لكم أن تتخيلوا عند رحيل القوات الأمريكية من المنطقة ـ وهو أمر حتى قادم لا محالة ـ ماذا سيحدث من ارتدادات في دول الخليج العربي والقرن الأفريقي ؟؟

على سبيل المثال فإن ما يمنع تحرك الأجنحة التابعة لأولاد عبدالعزيز المقصيين من الحكم ليس فقط سطوة بن سلمان؛ المانع الأكبر لهم هو وقوف أمريكا مع بن سلمان، فلها تدخل كبير في حفظ التوازن بداخل أكبر حليف لها في المنطقة.

ومن الذي يمنع بن سلمان المتهور من اجتياح قطر وابتلاعها والتمتع بثرواتها من الغاز المسال؟! بالتأكيد هناك عدة عوامل لكن يبقى خوفه من الأمريكي هو أحد أهم العوامل. وبالمثل بالنسبة لبقية دول الخليج وبعض دول المنطقة.

وبما أن أمريكا ستخرج من المنطقة وهذا أمر حتمي فنحن أمام عدد من الارتدادات أبرزها:

1- ستتغير دول وأنظمة من الداخل إما بانقلابات أو ثورات، قد تنتج الانقلابات والثورات أنظمة جديدة وقد تنتج فوضى وانقسامات كما هو الحال في ليبيا.

2- ستسعى بعض الدول القوية لتحقيق أطماعها على حساب الدول الضعيفة المجاورة لها، ولن يستطيع هذه الدول الضعيفة حماية نفسها إلا إذا تحالفت مع دول قوية تعيد التوازنات.

3- ستسعى دول عظمى للمجيء لسد الفراغ الذي يتركه رحيل الأمريكي وبالتأكيد ستكون لها أطماع في ثروات المنطقة.

4- ستشهد المنطقة صعود قوى جديدة سيكون لها التأثير الأبرز في ما سبق من ارتدادات، وهنا أقصد بوضوح محور الجهاد والمقاومة وفي المقدمة بلدنا العزيز اليمن، وسيكون هو القوة الأبرز في صنع التحولات وبناء التوازنات في المنطقة.

وبالتالي من يكسب ود اليمن والمحور سيرجح كفه على أعدائه، وهذا قد يكون تفسير الحديث المروي عن رسول الله (ص): (إذا هاجت عليكم الفتن فعليكم باليمن)

ومن يرتمي بأحضان حليف من بلدان الكفر ليكون بديلاً عن الأمريكي سيخسر الرهان فطوفان التغيير الذي يسير بتدبير الله لن يرحمه ..

والعاقبة للمتقين.

 

قد يعجبك ايضا