مثلت بمساراتها وأبعادها العسكرية أم المعارك: معركة الدريهمي.. ملحمة الصمود والثبات

الدريهمي  إحدى المناطق الساحلية التابعة لمحافظة الحديدة وأكثر المناطق التي كان لها عمقًا استراتيجيًا وعسكريًا مهمًا في مسار المعركة الدفاعية

التي خاضها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية ضد جحافل تحالف العدوان ومرتزقته التي حاولوا غزو الحديدة والسيطرة عليها.
هذه المنطقة الاستراتيجية احتضنت واحدة من أعظم المعارك البطولية التي سجلها التاريخ العسكري الحديث  وأعظم ملحمة سطرها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية بفضل الله تعالى في مواجهة اكبر عملية عسكرية فرضها  تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ومرتزقته لمحاصرتها مع ثلة من المجاهدين بداخلها.
حيث دفع تحالف العدوان بقيادة أمريكا بقوة عسكرية كبيرة تتوزع في :
 *أكثر من 5 ألوية من المرتزقة “12الى 17الف مقاتل معززة بترسانات من الأسلحة المتطورة  والقوات المدرعة

.
* مشاركة أساطيل من المقاتلات والطائرات المختلفة منها
مقاتلات F15 و16 وقاذفات يوروفايتر ورافال  وموجه من  الطائرات دون طيار  طراز MQ9 وMQ1  وطائرات WING LONG ومجموعة من الطائرات الطوافة طراز BLAKHOOK واباتشي .
* مجموعة من القطع البحرية منها طرادات قاذفة  وبوارج هجومية مجهزة بمنصات صاروخية دقيقة .
 كل هذا لتشكيل عملية هجومية برية سريعة يرافقها عمليات قصف شاملة جوية وبحرية  لجغرافيا الدريهمي وتحديدا المدينة ليتم تحقيق حصار ناري مطبق  عليها من جميع الاتجاهات  .
استطاع تحالف العدو فرض الحصار من أربعة اتجاهات بعد ان استخدم كل ثقله العسكري والاستراتيجي من قوات ومعدات عسكرية ،،فكان حجم ونسبة استخدامه للعتاد نحو  100 قطعة حربية للكيلو المتر الواحد من جغرافيا الدريهمي وهذه القطع تتوزع مابين ( مقاتلات هجوم ارضي وطائرات اباتشي ومدرعات ).
استمر هذا الحصار لأكثر من عامين وكان المجاهدون داخل المدينة على درجه عالية من المحافظة على الثبات والصمود والمرابطة المستمرة في المدينة ،رغم حجم الضغط العسكري الذي كانوا يواجهونه من عمليات قصف جوي وبحري  وغارات وزحوفات لألوية المرتزقة من كل اتجاه، إلا أنهم قدموا نموذجا ملحميا وصمودا استراتيجيا لم يستطع العدو الأمريكي والإماراتي ومرتزقته اختراقه او تجاوزه لمدة عامين من المعارك والمحاولات .
كانت معركة الدريهمي بمساراتها وأبعادها العسكرية ” أم المعارك وأسطورة “لم تتمكن الأرقام والحسابات العسكرية  تقييمها ،فصمود ثلة من المجاهدين لعامين تحت ضغط حصار خانق يفرضه العدو عبر أسطول كامل من الطائرات والمقاتلات جوا وفرقة من البارجات بحرا وفرق عسكرية  ضاربة بعشرات الآلاف من المقاتلين فهذه  معجزة بكل المعنى وحقيقة توضح العناية الإلهية والتدخل الرباني الكبير الذي كان جوار مجاهدي الجيش واللجان طيلة المعركة والحصار .
فالعلم والنظريات العسكرية الحديثة التي تمضي على حساب القوة والحساب المادي، عاجزة اليوم تماما أمام هذه التجربة الفريدة من نوعها وأمام هذا الصمود والثبات والأداء القتالي المتميز  الذي قدمه مجاهدو الجيش واللجان الشعبية بفضل الله تعالى وعونه.
‏معركة الدريهمي ضربت نموذجا ملحميا نموذجا  رأسه الثقة والاعتماد على الله تعالى والصبر والصمود والثبات والتحرك تحت قيادة قرآنية حكيمة وشجاعة تستطيع اتخاذ القرارات المناسبة والمتوازنة مع ما تتطلبه المعركة وما يقتضيه الميدان .. فكانت النتيجة هي الانتصار

 

تقرير/زين العابدين عثمان

قد يعجبك ايضا