مع إقتراب نهاية الهدنة في اليمن.. واشنطن تبعث رسائل الحرب وتدعي الحرص على السلام

 

واشنطن تدعي السلام وتبعث رسائل الحرب في آن، وحينما تقتضي مصلحتها التهدئة تفعل، أو تدفع وكلائها لذلك كما حصل بخصوص الهدنة في اليمن.

نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان في زيارة خاصة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التقى خلالها بعدد من المسؤولين الأمريكيين لمناقشة القضايا ذات الإهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.

اليمن في قلب الإهتمامات المشتركة الأمريكية السعودية، ذالك ما بدأ واضحاً في لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مع خالد بن سلمان، إذ جدد سوليفان التزام بلاده بما وصفه بالدفاع عن أراضي المملكة، وأعرب في الوقت نفسه عن تقدير بلاده لتأمين هدنة بواسطة الأمم المتحدة.

لا يستقيم أن تأتي رسائل الحرب والتهدئة في آن، لكن السياسة الأمريكية تحمل كل المتناقضات، فواشنطن تقول الشيئ وتعمل نقيضه، تدعي السلام وتسعر نيران الحرب، وحينما تقتضي المصلحة الأمريكية التهدئة تفعل، فالحرص الأمريكي على بقاء الهدنة وصمودها أو تمديدها ليس لسواد عيون اليمنيين الذين ذاقوا الويلات على مدى سبع سنوات، وإنما لان الحاجة الأمريكية تقتضي تأمين مصالحها في الخليج وتحديداً في السعودية، ربطاً بالأزمة الروسية الأوكرانية وانعكاساتها على أسواق الطاقة.

تقول المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون في بيان، أن سوليفان وبن سلمان ناقشا أهمية تنسيق الجهود من أجل ضمان المرونة الاقتصادية العالمية.

يتزامن الحديث عن المرونة الاقتصادية العالمية والهدنة في اليمن في ظل الاضطرابات التي تعيشها أسواق النفط بفعل أزمةً غربيةً روسيةً لا آفق لإنتهائها في الأمد المنظور، ذلك ما يستدعي من أمريكا ودول الغرب البحث عن بدائل وفي منطقتنا يرون ضالتهم وتحديداً في الخليج والبحار المحيطة بها ومن بينها البحر الأحمر.

في الآوانة الأخيرة وبما يتنافى كلياً مع الدعاية السياسية الأمريكية بالحرص على صمود الهدنة وإحلال السلام، تعتزم واشنطن الدفع بمئات الجنود من القوات الخاصة إلى الصومال في الضفة المقابلة على مضيق باب المندب بعد أن حركت خلال الأسابيع الماضية قطعً بحريةً في مياه البحرالأحمر بحجة منع تهريب السلاح، وعززتها برحلات مكوكية للقائد الجديد للقوات المركزية الأمريكية من السعودية إلى الإمارات وصولاً إلى مصر، ما يعني أن الولايات المتحدة تعيد تموضعها في المنطقة وتحديداً على طرق التجارة الدولية من باب المندب وصولاً إلى ميناء السويس،

في سياق المواجهة مع روسيا والصين من ناحية، وما أرساء الهدنة في اليمن إلا حاجة أمريكية سعودية وليست من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية كما يزعمون، ولو كانت كذلك لنُفذت منذ ساعاتها الأولى أقله فيما يخص الجوانب الإنسانية التي يجب أن تكون بعيدةً عن المقايضات والمساومات والمفاوضات وأن تنفذ كخطوات بناء ثقة إن كانوا فعلاً جادين لإرساء مداميك السلام، وان كانت واشنطن تتعامل معها كفرصة لتأمين مصالحها فقد تطول أو تنتهي وفقاً لهواها.

تقرير : علي ظافر – قناة المسيرة

قد يعجبك ايضا