مقتطفات المحاضرة الرمضانية الثامنة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي 9 رمضان 1445هـ 19 مارس 2024م

•في محاضرة الامس تحدثنا بايجاز عن ما قبل خلق الانسان.

•الملائكة في خلقهم وتكوينهم يختلفون عن البشر، وليسوا كالجن، وهم مخلوقات خلقه الله سبحانه وتعالى، دون توالد ولا وضع اجتماعي مترابط بالإنسان، خلقهم الله دفعات هائلة جداً، وليست الحالة عندهم كالحالة عند البشر ذكور واناث.

•وقد فند الله التصورات الجاهلية عن الملائكة حيث كانوا يعتقدون أن الملائكة بنات،

•خلق الله الجان من قبل خلق الانسان، (والجان خلقناهم من قبل من نار السموم) لذلك الجان يختلف في خلقه عن الانسان.

•منذ خلق الله الأرض أعدها وهيئها للإنسان، عندما يأتي الوقت الذي سيخلقه فيه، فهيئها تهيأة عجيبة تتلائم مع دور الانسان الذي سيستخلفه الله فيها، (الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً، وأنزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقاً لكم).

•(الذي جعل لكم الأرض مهداً وجعل لكم فيها سبلاً) الله جعل الأرض مهداً للإنسان مهيأة له في كل متطلبات حياته، مع انها في حركتها ليست بالشكل الذي يظهر للإنسان وتؤثر فيه على حياته، وإلا فهي متحركة ضمن بقية الاجرام السماوية.

•يقول الله: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)، وكم من آيات في القرآن الكريم تدل على ان الله هيأ الأرض وإعدادها وبارك فيها، وما جعل الله فيها من الخيرات والبركات للإنسان، إضافة إلى قوله (وقدر فيها أقواتها) بما يحتاجه البشر ويفي باحتياجاتهم والدواب المخلوقة في الأرض.

•فيما يتعلق ما قبل خلق الانسان، باستثناء الدواب والكائنات التي خلقها الله فيها، لكن هذا الكائن الذي سيكون له دور أساسي في الأرض ومختلف عن دوره، كان الله قد أخبر الملائكة قبل خلق الانسان بزمن، ولا نعلم عن مستوى التفاصيل التي أطلعهم عليها.

•وعندما اتى الوقت المدبر بتوقيت الله سبحانه وتعالى أخبر الملائكة أيضاً انه سيخلق الانسان، والملائكة لهم أدوار كبيرة مرتبطة بالبشر، ولذلك من حكمة الله أن يخبرهم عن الانسان وحياة الانسان ومستقبل الانسان، وأن يكون لهم علاقة منذ بداية خلق الانسان، لان هناك مهام منوطة بهم، في حفظ الانسان ورصد أعماله، وامور كثيرة.

•الملائكة اندهشوا، وكان اندهاشهم وتساؤلهم، والعرض الذي قدموه بأن يقوموا هم بمهمة الاستخلاف في الأرض ليس اعتراضاً على توجيهات الله سبحانه وتعالى، ولكن الملائكة في إيمانهم وتعظيمهم لله، كبر عليهم وشق عليهم أن يكون في الأرض مخلوق يعصي الله سبحانه وتعالى ويرتكب تلك الجرائم الفظيعة، من افساد في الأرض وسفك للدماء.

•كان مقتضى التسليم أن لا يندهشوا وأن يذعنوا وان يعودوا إلى هذا المبدأ العظيم بأن الله هو العليم الحكيم، ولكن من عدل الله أنه بين لهم مقتضى الحكمة، كان هذا درساً حكيماً للملائكة.

•ليس هناك من المخلوقين من يمكن أن يستغني عن هداية الله، والله سبحانه بذلك الاختبار في قصة تعليم الأسماء أوصلهم إلى قناعة تامة، وكان ذلك درس حتى للمستقبل لهم.

•خلق الله سبحانه وتعالى آدم وبدأت حياة البشر، ونفخ الله فيه من روحه، وكما قال الله عنه (قل الروح من أمر ربي) وبالروح حياة الانسان، ويبقى حياً ما بقي الروح فيه.

•خلق الله من آدم حواء عليها السلام، آدم وحواء هما العنصر البشري الأول ومنهما توالد البشر.

•الانسان كائن أرضي خلقه الله من طينة الأرض ومهمته هي الاستخلاف في الأرض من البداية،

•المفهوم المنتشر ان الانسان في الأرض منفياً فيها عقوبة له، وهذا غير صحيح، والحقيقة أن الانسان في الأرض ليقوم بمهمته الاستخلاف في الأرض.

•الأرض كوكب مميز ورائع، ووجود الانسان فيها نعمة له.

•الله عد الأرض من نعمه، وما اودع الله بها من النعم والكثيرة جداً والتي لا يزال البشر يكتشفون المزيد من النعم.

•اكتشافات البشر في كيفية الانتفاع بالنعم في هذه الأرض ويتوسعون أكثر ووصلوا إلى مستوى عجيب جداً.

•أنعم الله على الانسان في خلقه، خلقه في أحسن تقويم، وميزه على الدواب الموجودة على الأرض، ومنحه الله مدارك وطاقات وقدرات ومواهب تتناسب مع المهمة الواسعة والدور الواسع له في الأرض.

•عرف الله ادم الأسماء، (وعلم ادم الأسماء كلها) ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين)، علم ادم أسماء الأشياء الموجودة على الأرض، وعلاقته بها، وكيف ينتفع منها، ومن ثم عرض تلك المسميات على الملائكة وقال (أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين)، أي إن كنتم صادقين أنكم الأنسب للاستخلاف في الأرض حسب تصوركم، قالوا (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) أدركوا بجهلهم بتلك الأشياء التي سألهم الله عليها.

•أدركوا أنه لم يكن منبغي عليهم أن يتساءلوا، وأن الله حكيم وأحكم الحاكمين.

 

•ربما أن هذه الإشكالية كانت بنفس الملائكة من زمن بعيد منذ أن أعلمهم الله، فكتموا ذلك في نفوسهم حتى أعلمهم الله، فأتت هذه المعالجة بطريقة فيها هداية لهم، وهم بعظيم ايمانهم اهتدوا وارتقوا.

•ما بعد الاختبار للملائكة، أمرهم الله بالسجود لآدم تكريماً له، وعبادة واستجابة لله، لانه تسليم لأمر الله وطاعة لله، وعبادة لله.

•الملائكة استجابوا لتوجيهات الله وسجد، واستفادوا من الدرس، وسجدوا بدون أي تردد.

•برز موقف غريب ومخالف وهو موقف ابليس، (كان من الجن) ولكنه كان قد ارتقى بعبادته وتقربه إلى الله سبحانه وتعالى إلى أن بقي في السماوات متعبداً بينهم، ومستقراً بينهم، وباقياً معهم، ويعبدالله معهم، ولذلك أصبح في جملتهم يخاطب معهم ويؤمر معهم، فبرز منهم موقف مخالف، موقف المعصية لله، وحصلت تلك المعصية قبل أن تأتي معصية من قبل البشر.

•معصية إبليس فيه دروس كثيرة، سنتحدث عنها، بشكل تفصيلي كما ذكرت في العديد من الصور..

•كان عصيانه منشأه التكبر، ودافعه التكبر، وممارسة فعلية للتكبر، اعتبر نفسه أكبر من أن يخضع بالسجود لآدم، ولذلك أساء إلى الله واتهم الله سبحانه وتعالى فكان كافراً بذلك، (وكان كافراً).

•كان رفضه من منطلق الاتهام لله، وكان شنيعاً كانت معصيته كبيرة.

•ما بعد موقف العصيان من إبليس سيأتي في السور الأخرى كيف طرده الله من السماء.

•بداية الاستخلاف لادم في الأرض، (وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما، ولا تأكلا من هذه الشجرة فتكونا من الظالمين).. هذه الجنة لم تكن جنة الاخرة، إنما لحكمة الله وبرحمته أراد أن تكون بداية الاستخلاف لآدم وحواء وبداية مشوارهما في الحياة في إطار واستقرار، وألا يباشر العناء والكد والجهد والتعب من بداية مشوار الحياة.

•الله اعطاهم جنة واسعة وفيها مما يحتاجان اليه من متطلبات الحياة ما هو متوفر ويغطي كل احتياجاتهما، من الطعام والشراب والملابس.

•بدأ التمرين لهما على الالتزام بالمسؤولية، في اطارحركتهما في هذه الأرض، فيما أذن الله لهما به، ولذلك بدأ مشوارهما في المسؤولية مرتبط أن الله نهاهما عن أكل شجرة واحدة، وأذن الله لهما في بقية ما في تلك الجنة وهو كثير جداً وواسع.

•الله حينما اسكنهما في تلك الجنة حذرهما من الاكل من تلك الشجرة، وحتى من ان يقربا هذه الشجرة، لأن قربها وملامستها، والتركيز عليها، سينشأ معه التفاعل النفسي والداعي النفسي إلى تناولها.

•كما حذرهما الله من الشيطان وأنه سيسعى لإخراجهما من تلك الجنة، وفعلاً هذا ما ركز عليه الشيطان.

•الشيطان بعدما طرده الله من السماء، حمل عقدة وكره شديد لادم وحواء وذريتهما إلى نهاية البشر.

•اتجه الشيطان للتآمر عليهما واستهدافهما وسعى لإخراجهما من تلك الجنة، وركز على موضوع تلك الشجرة، فأزلهما الشيطان عنها، فأخرجهما مما كانا فيه.

•كان الشيطان يسعى لخداعهما، ويوسوس لهما بشأنها لماذا منعهما الله منها دون بقية الأشجار، ما هو سرها، ويبدأ الفضول والتساؤل، ثم يعطيهما الشيطان تفسيرات مخادعة، (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى).

•أراد الشيطان ان يوجد لديهما الرغبة والدافع للاكل منها، وهذا يكشف لنا طريقة الشيطان في استهدافه للإنسان، ومن أين يدخل لهذا الانسان، وكيف يحاول بداية أن يضل الانسان بتقديم تصور خاطئ ومفهوم خاطئ يلامس رغبة في نفس الانسان.

•هناك ما يفيد في المرويات عن الرسول، أنه في اللحظة عندما أقسم لهما، ولم يتصور أن أحدا سيقدم على هذا الجرم، حالة النسيان والذهول من جهة، وحالة الرغبة الشديدة نتيجة التصور الخاطئ عن سر تلك الشجرة فدفعا آدم وحواء للتناول من تلك الشجرة، فنسي وفقد العز واشتدت الرغبة.

•لم يكن اقدامهما على تناول الشجرة، بمثل اقدام ابليس في عصيانه لأمر الله في السجود لآدم، فهو رفض وعصا الله جرأة وكبرا واتهام لله في حكمته وعدله، أما هما فكان اقدامها نسياناً واستجابة لتلك الرغبة.

•أمرهم الله جميعاً ادم وحواء والشيطان بالهبوط من الجنة، (وقلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

•الشيطان يستخدم الاغواء عن طريق الحق.

•الوجود على كوكب الأرض وجود مؤقت ينتهي بقيامة القيامة والانتقال إلى دار الجزاء.

•ادم وحواء ازلهما الشيطان واقدما على المعصية، بالكذب والخداع والوسوسة واليمين الفاجرة، ونسيا التحذير الإلهي وغفلا عنه فحصل ما حصل، ولذلك هما ندما بعد الذي حصل، ولم يكونا مثل الشيطان، في دافع المخالفة، أو الندم بعد المعصية، (فتلقى ادم من ربي كلمات فتاب عليه).

•ادم عليه السلام تاب إلى الله وأناب إلى الله، فتاب الله عليه واصطفاه، إنه هو التواب الرحيم.

 

•الخروج من الجنة، ليواجه صعوبات الحياة في مرحلة مبكرة، هو الشقاء، والشقاء هو العسر والشدة، وكان خروجهما من تلك الجنة في وقت مبكر، قبل ان تستقر حياتهما لفترة أطول، ويكون لهما من ذريتهما من يعمل معهما، ومباشرة السعي في توفير متطلبات الحياة بجهد ومشقة، كانت هي العقوبة لتلك المخالفة. •فتحدد مصير الانسان في الدنيا والاخرة على ضوء موقفه من هدى الله ومخالفته. •وكذلك الجان في فوزهم أو خسرانهم مرتبط بموقفهم تجاه هدى الله سبحانه وتعالى، والذي يأتي في كتبه إلى رسله وأنبيائه. •كان ما حصل درس مهم جداً لآدم في بداية استخلافه للأرض، تعامل فيما بعده بيقظه وجدية وحذر شديد مع الشيطان.

 

قد يعجبك ايضا