مقتطفات من المحاضرة الرمضانية الأولى للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي

المحاضرة الرمضانية الأولى للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1443ه الموافق 02-04-2022

 في شهر رمضان تتهيأ الظروف كمحطة سنوية للصفاء الذهني والنفسي وللقابلية لهدى الله على نحو متميز

 

فرصة للتذكير لنذكر أنفسنا بهدى الله {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}

 شهر رمضان شهر نزول القرآن ، وهناك صلة وثيقة ما بين الصيام في الغاية المرجوة منه وهي التقوى وما بين القرآن الكريم والاهتداء بالقرآن الكريم

القران في أثره التربوي سماه الله شفاء، يشفي النفس البشرية من كل ما تعانيه التي تؤثر سلباً على فطرتها التي تؤثر عليها التأثيرات السيئة فينتج عنها الأعمال السيئة في مسيرة الحياة

 عندما نتذكر بالقرآن ونذكر بالقرآن  ، نلتفت إليه مع التدبر والتأمل ، مع  التقييم لأنفسنا وواقعنا وأعمالنا والتوجه العملي الصادق على تلافي جوانب القصور وإصلاح جوانب الخلل

أكثر ما يعاني منه الناس هي الجرائم، المظالم، المفاسد، لها تأثيرات سيئة جيداً على حياة الناس

 كثير من الأزمات والمشاكل تعود إلى اختلالين،

–   اختلال في المحرمات، التجاوزات، المعاصي، وما لذلك من تأثيرات مباشرة، ثم أيضاً في عقوباتها في واقع الحياة، في نتائجها، من نقص البركات والخيرات إلى غير ذلك

–  الاختلال الآخر هو عدم الاهتمام بما علينا أن نهتم به ونفعله ، هناك التزامات عملية فيما ينبغي أن نعمل وما ينبغي أن نترك.

 مصدر الشر في الحياة هي الأعمال السيئة ونتائجها المباشرة والعقوبات عليها

لذلك تأتي مسألة التقوى لتضبط لدى الإنسان على المستوى العملي ما يقيه من تلك الأعمال السيئة وعواقبها السيئة

 مسألة التقوى مهمة جداً ، أهميتها لعاجل الدنيا وآجل الآخرة، لذلك يجب أن نستحضر هذه المسألة جيداً حينما نتجه لصيام هذا الشهر ونتجه إلى كل ما يساعدنا فيه إلى تزكية النفس، نستحضر هذه الثمرة المطلوبة والهدف العملي وبقية الأمور تترتب عليه: الأجر الخيرات البركات، ما وعد الله به في الدنيا والاخرة

 من خلال الصيام والإقبال على الأعمال الصالحة، يكتسب الانسان التجلد على الصبر واكتساب المنعة أمام أهواء النفس التي لها تأثير كبير على الإنسان

التقوى: يقي الانسان نفسه من عذاب الله، ومن عواقب الأعمال السيئة، يقي نفسه من الأعمال والانحرافات الخطيرة التي تخرج به عن خط الإيمان والتقوى

 عندما نتأمل لواقع المنتمين للإسلام  نجد حالة من التقصير والتفريط والظواهر السلبية في واقع الحياة، والانحرافات والأخطاء، شيء حاصل بشكل كبير، وعندما نقيم واقع مجتمعنا المسلم على أساس القرآن نجد فجوة كبيرة

 مجتمعنا لا ينقصه الإقرار بالقرآن والحلال والحرام، الكثير من المحرمات لا تنتهك بجهل من كثير من الناس، لكن هناك تفريط وتقاعس في الاهتمام بها وهناك ما هو ناتج عن جهل، مجتمعنا لا ينقصه الإقرار والمعرفة في كثير من تلك الأمور، ولكن تنقصه التقوى

 أكبر ثمرة  للتقوى هي النجاة من عذاب الله والعقوبات التي توعد الله بها من ينتهك تلك المحرمات ويفرط في أداء تلك المسؤوليات

 يقول الله سبحانه وتعالى {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة }

 

مجرد انتماؤكم للإيمان لا يكفيكم لأن تقوا أنفسكم من نار الله، لو كان يكفيكم لما أتى هذا التحذير والإنذار والتنبيه المهم، لكن لا بد لكم أن تسعوا عملياً لوقاية أنفسكم من هذا العذاب العظيم

 

 الخسارة الرهيبة جداً هي أن يتهاون الإنسان ويكون في هذه الحياة مستهتراً لا مبالياً، يعتمد على الأماني ، يغر نفسه ويخادع نفسه، فيتساهل ويفرط، فبعض المسؤوليات إذا فرط الإنسان فيها فتفريطه بحد ذاته يكفي على أن يوصله للنار

 

 الاستهتار تجاه المحرمات والسير وراء شهوات النفس والغضب بعيدا عن توجيهات الله كفيل بأن يوصل الإنسان إلى نار جهنم، فتكون خسارته كبيرة بالذات عندما يكون الإنسان منتمياً للإيمان، ولذلك تتوفر فرصة كافية للإنسان بأن يسعى لتحقيق التقوى

: ما يأتي على الإنسان على المستوى الشخصي، كثير مما يواجهه من المصائب ناتج عن أعماله وتجاوزاته وتقصيره وأخطائه، هذه مسألة ندرك من خلالها أهمية التقوى التي تقينا الكثير من المصائب

 {تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً}

لا بد من التقوى للوصول إلى الجنة فإذا كنت تقياً وتلتزم التقوى في حياتك وأعمالك فهذه الثمرة العظيمة التي ستتحقق لك وهي فوز عظيم

بدون التقوى ، إذا كان لدى الإنسان استهتار، لا مبالاة، تغلب عليه أهوائه في مواقفه ، فهو بعيد عن هذه الثمرة، سيخسر هذه النتيجة العظيمة ..

 عندما تكون متقياً لله لن تكون وحدك في مواجهة هموم هذه الحياة ومتاعبها وأعبائها وتحدياتها، الله معك

قد يعجبك ايضا